هبوط اضطراري في بغداد

اول واغرب واطرف حالة هبوط أضطراري لطائرة داخل مدينة بغداد حدثت  في الرابع من  تشرين الأول عام  1966. و في منطقة المنصورفي الساحة الحالية المجاورة لحي دراغ والمقابلة لنادي الكرخ  ومرطبات الرواد ...

الطائرة من نوع دوف بريطانية الصنع وذات محركات مروحية عدد 2 وكانت تابعة الى شركة نفط العراق وتستوعب ما يقارب 12 مسافرا وللرحلات القصيرة المدى  حيث تستخدم بصورة رئيسية لنقل المهندسين و كبار الموظفين وغيرهم للتنقل بين بغداد وكركوك والموصل والبصرة وخاصة حقول النفط  وكانت الخطوط الجوية العراقية هي من تقوم بتشغيل وصيانة طائرات شركة نفط العراق ومن ضمنها هذه الطائرة والتي كانت تحت قيادة ربانها الكابتن زكي نور زكي وهو واحد من اكفأ الطيارين  المشهود لهم بالخبرة والكفاءة .. وبعد أجراء صيانة أعتيادية لمحركاتها طارت الطائرة من مطار بغداد المدني" مطار المثنى"  حيث كانت في رحلة تجريبية وكان مسار الرحلة هو عمل دائرة طيران حول المطار. وبعد أن عملت الطائرة الدائرة الأولى وبدأت بالدوران ثانية وفوق منطقة الوشاش الحالية فشلت المحركات , مما اضطر قائد الطائرة للهبوط بها اضطراريا في الساحة الكبيرة والتي كانت مليئة بأنابيب الماء الجديدة والمراد مدها في هذه المنطقة حديثة البناء وهذا ما ساعد على ايقاف الطائرة..

تفاجأ جميع سكان تلك المنطقة  بصوت دوي  الطائرة وهي تهبط وتقف على مسافة ليست ببعيدة عن مناطق سكناهم وعملهم .. واصاب الرعب طالبات متوسطة ميسلون للبنات  القريبة من الحادث  كما ترك  طلاب مدرسة دجلة الأبتدائية الصفوف مهرولين نحو الطائرة وكانت مديرتهم المربية الفاضلة المرحومة بثينة السامرائي وعدد من مدرساتها يهرولون ورائهم خوفا عليهم  وقد عاقبتهم لاحقا على هذا التصرف أشد العقاب..

نزل كابتن الطائرة من الطائرة سليما وقد ساهمت الانابيب في أيقافها ومنعها من التوجه لشارع المنصور الرئيسي القريب و حضرت وسائل الاطفاء ومفارز الشرطة لمعالجة الحادث ومنع أقتراب الناس والأطفال من الطائرة خوفا عليهم .. تم اخلاء الطائرة  بواسطة تريلة  وتم نقلها الى المطار لاحقا ومنعت من الطيران بعدها.. فيما سار الكابتن زكي  الى بيته القريب والذي يقع في نفس المنطقة التي هبطت فيها الطائرة وهي  حي دراغ.. واستمر في الخدمة في فترة السبعينات والثمانيات  على طائرات البوينغ 747...... حتى وافاه الاجل  عام 2016 في ماليزيا  اثر نوبة قلبية..