الخميس، 25 مايو 2017

اليخت الرئاسي ..نسيم البصرة ..

في عام  2008 و بعد معارك قضائية طويلة شهدتها أروقة القضاء الفرنسي  استعادت الحكومة العراقية  يخت صدام حسين والمسمى  نسيم البحر  وتم رفع العلم العراقي عليه في  مدينة نيس الفرنسية  من قبل السفير العراقي في باريس وتم تغيير اسمه الى نسيم البصرة .. وهو بالمناسبة يختلف عن اليخت الرئاسي " المنصور " والذي كان راسيا في شط العرب ودمر من قبل القوات الامريكية ..
تم بناء اليخت نسيم البحر في حوض لبناء السفن في الدنمارك  عام 1981 بكلفة 25 مليون دولار خصيصاً لرئيس النظام السابق صدام حسين الذي لم يستخدمه أو حتى يراه بسبب اشتعال فتيل الحرب العراقية الايرانية واستحالة وصول اليخت  الى البصرة بامان لذا   فقد اودع في ميناء جدة السعودي .. أهدي بعدها  الى الأسرة الحاكمة في السعودية، والتي أهدته بدورها الى الأسرة الحاكمة في الأردن، ثم اشترته شركة سادلي لمتد التي تتخذ من جزر كايمان مقرا لها واستخدمته في نقل المسافرين من فئة رجال الأعمال بين فرنسا والمغرب.. ظهر اليخت الى الواجهة عام  2007 في نيس على ساحل الجنوب الفرنسي .. بعد عرضه للبيع من قبل سمسار بريطاني .. الحكومة العراقية دخلت على الخط واعترضت على عملية بيع اليخت وطالبت باستعادة اليخت  باعتباره ملكا للشعب العراقي وتبعا لذلك قررت محكمة نيس التجارية اقامة الحجز التحفظي على اليخت .. حصل بعدها العراق على حكم قضائي من المحاكم الفرنسيه  بملكية  اليخت..  حيث تم نقله الى اليونان لاجراء عمليات صيانة لازمة قبل ان يمضي في طريقه الى دبي ومنها الى  البصرة حيث قاد اليخت المهندس البحري  عامر عبد الجبار وزير النقل الاسبق .
.. اليخت طوله 82 م وعرضه 13 متراً مصنوع من الخشب المذهب و يحتوي على 13 غرفة مجهزة بأثاث فاخر، فضلاً عن جناح رئاسي وثلاث صالات فخمة للاجتماعات ومصلى ومرافق ترفيهية ومهبط للطائرات المروحية فيما تبلغ سرعته القصوى 18 عقدة في الساعة، يحتوي على غرفة نوم رئاسية ترتكز على قاعدة زئبقية تحافظ على توازن الغرفة وتحول دون إهتزازها أو تأرجحها لدى تعرض اليخت الى أمواج عالية أو رياح شديدة،ويوجد به دورات مياه صنابيرها من الذهب، وسينما ومسرح صغير و مزود بنظام لإطلاق الصواريخ، وبه ممر سري يقود إلى غواصة صغيرة للهروب عند الضرورة..اضافة الى ثلات محطات صغيرة لتوليد الطاقة الكهربائية .وبعد وصول اليخت الى العراق سعت الشركة العامة للنقل البحري الى جعله متحفاً تراثياً عائماً، بينما إقترح أعضاء في مجلس محافظة البصرة استخدامه تجاريا  في نقل المسافرين الأثرياء بين البصرة و دول الخليج.. ولكن مجلس الوزراء العراقي حسم الامر وقرر نقل ملكيته الى إدارة مركز علوم البحار في جامعة البصرة بدلا من رئاسة  الجمهورية .. وتحويله الى سفينة أبحاث علمية متكاملة حيث  أصبح بإمكان المركز ممارسة نشاطه العلمي في أرجاء الخليج العربي ، بعد أن كان نشاطه لا يتجاوز حدود المياه الاقليمية العراقية و اصبح المركز يمتلك  أكبر وأفضل سفينة أبحاث على مستوى دول الخليج تتميز بسرعتها الفائقة وقدرتها الهائلة على الإتزان ومقاومة الأمواج.. اليخت قام برحلة علمية واحدة  ولكن تكاليف تشغيل اليخت وصرفيات الوقود تفوق امكانيات المركز المالية لذا فان رحلات اليخت متوقفة حاليا ..




هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...