الاثنين، 22 مايو 2017

ابو يونان


كان اشهر مطاعم الوجبات السريعة والمميزة في بغداد .. انه مطعم ابو يونان ..يعتبر ابو يونان من الشخصيات التي تركت اثرا واضحا في التراث البغدادي خصوصا وهو السبب الرئيس في انتشار اكلات كانت غريبة على المجتمع العراقي كالكص والهمبركر ..اسمه الحقيقي بطرس عوديش .. واشتهر ب ابو يونان .. صاحب اشهر مطعم  وافران للصمون الاوتوماتيكي في العراق وهي افران بابل الاتوماتيكية  .. ابتدأ عمله في منتصف الخمسينات في كشك صغير في منطقة العلوية مقابل بريد العلوية وكان هو وزوجته يصنعون الهمبركر بايديهم .. ورغم وجود العديد من المطاعم التي كانت  تقدم الهمبركر وباسعار اقل من اسعار ابو يونان..الا ان الاكثرية كانت تتناول همبركر ابو يونان بسبب نظافته واضافته للبصل وبعض انواع التوابل التي يحرص على الانفراد بها..اضافة الى حسن معاملته للزبائن مما اكسبه  شهرة كبيرة وكان الاقبال عليه شديدا .. ... بعد سنوات بدا اولاده يديرون الكشك ثم اشتروا قطعة الارض القريبة من الكشك والتي تقع بين ساحة كهرمانة وساحة الفتح في شارع السعدون وبنوا عليها عمارة تحتوي على مطعم ابو يونان  وفرن بابل  للصمون الاوتوماتيكي او كما يعرف في العراق بالصمون الفرنسي .. في الستينات من القرن الماضي افتتح ابو يونان  اول مطعم للشاورما( الكص)  في بغداد.. واصبح هو اول من يدخل هذه الاكلة الى المجتمع العراقي  حيث كان يقدم هذه الاكلة الشهيرة في مطعمه قرب بدالة العلوية.. وفي عام 1968 تم افتتاح الفرع الثاني في شارع  الرشيد في ركن صغير من بناية دائرة الكمارك والمكوس  والتي هدمت فيما بعد بسبب انشاء  جسر السنك الحالي ..
كانت لفة الهمبركر ب 50 فلسا  ولكن ابو يونان كان يبيع الهمبركر ب 60 فلسا اما سعر  لفة الكص فكان اربعين فلسا ثم رفعها الى ستين فلسا  وهو مبلغ ليس بالهين في ذلك الزمن اذا ما عرفنا ان سعر وجبة  الباجة  كان سبعين فلسا وان شيش   التكة والكباب ب20 فلسا.. مما دفع  بعض ضعاف النفوس من  اصحاب المطاعم الى بث الاشاعات ومحاربة  ابو يونان للحد من  شهرته ..فنشروا بين العامة اشاعات  بانه يصنع الهمبرغر و الشاورما من لحم البعير في محاولة منهم للاقلال من الزبائن الذين يقصدون مطعم ابي يونان ولكن جاءت الامور بصورة معاكسة   حيث تعاظمت شهرة   مطعم أبو يونان ليصبح حديث كل الأوساط بما فيهم  المسؤولين الذين كانوا يحرصون على تناول همبركر وكص  أبو يونان و كان الحصول على سندويج الكص و الهمبركر بالطابور وكان يقدم معهما اللبن وقناني الكولا والعصائر الطبيعية ..
اتسع نطاق عمل ابو يونان في سبعينات القرن الماضي ، وفتح فرعا اخر  في السعدون مقابل سينما السندباد (الأورفلي) لكن وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي وبلا مقدمات تم غلق المطعم بكل فروعه  واختفى ابو يونان الذي كنا نشاهده في المطعم وضاعت اخباره ....واختلفت الروايات  فهناك من يقول أنّ المخابرات العراقية قد قتلته لأنه كان جاسوسا لإسرائيل  وهناك من يقول ان عماله المصريون  قاموا بقتله ووضعوا جثته  في ثلاجة لحفظ اللحوم ..وهناك من يقول ان ابا يونان صفى اعماله وهاجر الى خارج العراق .. اما الحقيقة ان لا احد يعرف شيئا عن ابو يونان  الذي اختفى و ضاعت اخباره  رغم وجود الكثير من المنتجات والمطاعم حاليا  والتي  تحمل اسم ابو يونان ..

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...