السبت، 27 مايو 2017

قصة  الجدرية والعباءة الجاسبي


من اطرف الروايات القديمة حول ما يسمون اليوم بالقفاصة .. هي قصة الجدرية والعباءة الجاسبي ...يروي الحاج ستار الذي كان يعمل حارساً في المقبرة الملكية في الاعظمية في الأربعينيات ... كان له جار في منطقة الفضل وقد خرج صباحا من داره، متوجها إلى عمله وفي الباب نادت "الحجية" زوجته عليه وقالت بأن ليس لديهم دهن في البيت... فقال لها عندما أصل للمحل أرسل لك الصانع لتعطيه (الجدرية) النحاسية الكبيرة ليرسلها إلى بائع الدهن في الشورجة ليجهزه بحقة دهن.....
وفعلا وبعد نصف ساعة دق باب الدار شخص وسلم على "الحجية" وقال لها أرسلني الحجي على الجدرية لأجلب لكم الدهن.. فقامت "الحجية" وسلمته الجدرية التي كانت من الصفر الخالص النادر... فانصرف الرجل بها إلى دكان بائع الدهن ... وقال له أرسلني الحجي وطلب أن تملي هذه الجدرية بحقتين من الدهن الحر ومن النوع الجيد ..ونفذ طلبه على الفور وملأ الجدرية ... وبعد مرور ما يزيد على النصف ساعة من تلك الزيارة جاء الصانع الأصلي الى الحجية وطلب منها الجدرية لملئها بالدهن حسب توصية عمه ... فكانت مفاجأة بالنسبة للحجية ... فقالت للصانع ... ليش أنت ما أخذت الجدرية قبل شوية.. جاء الصانع وابلغ الحجي فقصد صاحب دكان الدهن الذي قال له إن شخصا جاء بالجدرية نفسها والتي يعرفها أنها تعود لكم، وملأها بـ حقتين من الدهن الحر من النوع الجيد.. فدفع الحجي ثمن الدهن وراحت الجدرية..
الطرافة ليست فيما وقع آنفا ... ولكنه بعد حوالي ثلاثة أسابيع دق شخص باب دار الحاج ... وحين أجابته الحجية من خلف الباب كما هي العادة   ... منو ... شتريد؟؟؟
فقال لها.. خالة حجية .. الحرامي الذي سرق الجدرية والدهن قبضت عليه الشرطة وهو الآن في المركز .. وطلبوا من الحجي أن يحضر للتعرف عليه .. وأرسلني يريد العباءة (المارينية والجاسبي) حتى يذهب بها إلى المركز.....
وقامت الحجية بتسليمه العباءة الفاخرة ... ليأخذها كما اخذ الجدرية والدهن..


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...