السبت، 27 مايو 2017

قصة تمثال الملك فيصل الاول

بعد انتحار رئيس الوزراء العراقي  عبد المحسن السعدون  إقترح بعض النواب اقامة تمثال له تقديراً لتضحيته إلا أن الإقتراح واجه اعتراضا  من قبل بعض النواب. بحجة انه لا يجوز نصب تمثال تكريمي في بغداد قبل تمثال الملك فيصل الاول مؤسس دولة العراق ..لذا تم الاتفاق مع الفنان النحات الايطالي الشهير Pietro Canonica  (بياترو كانونيكا) على انجاز النصبين .. وتم انجازهما عام 1933 ..
تمثال  الملك فيصل الاول واحد من الاعمال المهمة للنحات الايطالي بـياـتـرو كـانـونـيـكـا.. والذي اعتمد فيه  على صورة التقطها المصور المعروف ارشاك  للملك فيصل الاول وهو يمتطي  احد الخيول العربية الاصيلة التي اهداها له السيد محسن ابو طبيخ عند زيارة الملك فيصل لمزرعته في مدينة غماس .. استغرق إنـجـازه الـتّـمـثـال عـامـاً ونـصـف، ونـصـب في منطقة الـصّـالـحـيـة، في جـانـب الـكـرخ وبلغت كلفته حوالي (خمسين الف روبية) وانجز التمثال على مرحلتين الاولى كانت  بناء قاعدة التمثال من المرمر الايطالي حيث تم ارسالها الى بغداد بعد انجازها لوضعها في مكان النصب  والثانية كانت تنفيذ التمثال حيث انجز وارسل  من ايطاليا الى بغداد في 25 نيسان 1933. حيث تم وضعه فوق القاعدة بحيث يكون وجـه الـمـلـك نـحـو نـحـو مـحـطّـة الـقـطـار والـطّـريـق الـقـادمـة مـن الغرب و الـمـطـار حيث يكون اول ما يستقبل القادمين الى بغداد..
وفي 20 ايار 1933 ازاح رشيد عالي الكيلاني رئيس الوزراء الستار عن التمثال في حفل كبير اشتركت فيه مختلف طبقات الشعب وفي مقدمتهم اركان الدولة ورجال الحكومة والهيئات الدبلوماسية .. والقى فيه الشاعر الكبير جميل صدقي الوهاوي قصيدة  مطلعها .. ثم القى الشاعر جميل صدقي الزهاوي قصيدة قال فيها:
حبذا تمثال سما وتعالى                         

يملأ العيون روعة وجلالا

كما صدرت إرادة مـلـكـيـة في عـام 1933 بـمـنـح بـيـتـرو كـانـونـيـكـا وسـام الـرّافـديـن مـن الـدّرجـة الـثّـالـثـة..
بقي هذا التمثال مـنـتـصـبـاً في وسـط بـغـداد قـرب تـمـثـال الـجـنـرال مـود حـتّى تم تحطيمه  بعد التحول الى النظام الجمهوري  في 14 تـمّـوز 1958 ..
بعد حوالي ثلاثين عاما  وفي عام 1987 قررت الحكومة العراقية  اعـادة تمثال الملك فيصل الى مكانه القديم لذا  تم اعادة  نـحـت الـتّـمـثـال مـن جـديـد بنفس التصميم  الأوّلي الّـذي بـقي في مـشغل  الـفـنّـان كانونيكا في رومـا، وتم نـصـبـه في مـكـانـه الـسّـابـق في الـصـالـحـيـة.. ومازال قائما حتى الان ..


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...