الاثنين، 22 مايو 2017

فتحية حليم رزق .. سيدة غانا الاولى


سجل التاريخ لنا أن فتاة  مصرية جميلة اسمها فتحية حليم رزق  هي أول من حصلت على لقب سيدة غانا الأولى.. ولدت فتحية في حي الزيتون بالقاهرة  عام 1935 ..اكملت دراستها فى إحدى المدارس الفرنسية بالقاهرة ..ثم فى جامعة القاهرة وتخرجت واصبحت مدرسة في احد المدارس . ولكن التدريس لم يرق لها  فعملت موظفة في محلات عمر افندي بالقاهرة..
في تلك الفترة  كانت القاهرة قبلة كل المناضلين الأفارقة الذين يعملون من أجل استقلال بلدهم عن الاستعمار ومنهم كوامي نكروما الزعيم الغاني  والذي اصبح لاحقا اول رئيس لغانا .. اثناء زيارته الى  القاهرة رأى " نكروما " فتحية رزق صدفة في أحد محال عمر أفندي والتي كانت تعمل بها موظفة، واعجب بها  ورغب بالزواج منها.. فتحية من جانبها  كانت معجبة جدا  به كونه  أول زعيم أفريقي يحصل علي استقلال بلاده من بريطانيا، وقرأت كثيراً وقتها عن كفاحه ضد الاستعمار فكان البطل الذي تبحث عنه...والدة فتحية رفضت الزواج تمامًا  كون ابنتها ستسافر وتعيش بعيدا عنها مما اضطر نكروما أن يتوسط  عند صديقه جمال عبد الناصر، الذي قال للأم لماذا ترفضين ياسيدتي ؟  سنفتح سفارة لمصر هناك، وخط طيران مباشر بيننا وبين غانا، وستتمكنين من زيارتها في أي وقت تشائين..
يوم 30 كانون الاول  1957 وصلت فتحية حليم رزق إلى أكرا «عاصمة غانا» برفقة خالها لاتمام مراسيم الزواج حيث  تم تسجيل الزواج مدنيا، وحضر الحفل عدد قليل من المدعوين وبعض الوزراء، ولم يتم الإعلان عن الزواج إلا بعد انتهاء الحفل بأربع ساعات.وسط فرح الشعب الغاني
عاشت فتحية في غانا 16 عاماً منهم 8 أعوام مع الرئيس كامي وأنجبت منه ثلاثة أبناء هم جمال وسيكو وسامية والثلاثة يشبهون والدهم وكانت تحظي بشعبية كبيرة بين أبناء الشعب الغاني الذي كان يرى فيها  عروس النيل من شدة جمالها.. 
فى عام 1966 واثناء زيارة الرئيس الغاني الى فيتنام  حدث انقلاب عسكري في غانا وفور حدوث الانقلاب ارسل لها جمال  عبد الناصر طائرة خاصة واستضافها في قصر الطاهر لمدة ثلاثة أشهر قبل ان تستقر هي واولادها  في بيتها بالمعادي، تبرعت بكل ذهبها دعما للمجهود الحربي  اثناء حرب حزيران 1967 ..
بعد مرور خمس سنوات على الانقلاب تدهور الوضع تمامًا في غانا اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا ما دعا الغانيين للنزول الى الشارع والمطالبة  بعودة نكروما الى السلطة  ولكن  قضاء الله كان أسرع  حيث توفي نتيجة اصابته  بالسرطان في نيسان 1972 و نقل جثمانه إلى غانا ودفن هناك.. قررت فتحية  العودة إلي غانا حرصاً منها على أن ينشأ اولادها ضمن مجتمعهم  .. ولكن حدث انقلاب عسكري ثاني عام 1979 دعاها الى العودة الى  القاهرة مرة أخري..  وعاشت هناك  لغاية عام 2007  حيث  ساءت حالتها الصحية وتوفيت في المستشفى في 31 مايس 2007 عن عمر يناهز 75 سنة وأقيم لها قداس كبير  في الكاتدرائية المرقصية بالقاهرة ترأسه  البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية ..ووافقت الحكومة المصرية على طلب الرئيس الغاني جون كوفور بنقل جثمان  أم الشعب الغاني  المصرية فتحية الى  غانا ودفنه   الى  جوار قبر زوجها نكروما.. وكتب الغانيون على قبرها " الزوجة الحبيبة للرجل العظيم، التي واجهت الأزمات بشجاعة .."


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...