بارك السعدون من المتنزهات القديمة المشهور بحدائقه الغنّاء الجميلة وأشجاره الباسقة وأزهاره المتنوعة الزاهية وصفه البغداديون انه جنة بغداد .. وكان ملاذهم ايام الاعياد والكسلات والعطل الرسمية ..البارك واحدة من المشاريع الترفيهية الرائعة التي قام بتصميمها الميجر ويلسن المعمار البريطاني الشهير والذي كان يشغل منصب مدير الاشغال العمومية ايام الملك فيصل الاول حيث قام بتصميم العديد من المشاريع المهمة في العراق منها جامعة اهل البيت في الاعظمية ونادي العلوية ومستشفى مود التذكاري في البصرة وصالة الملك فيصل " الشعب الحاليه " والمحطة العالمية اضافة الى تخطيط وتصميم ضاحية العلوية الحالية .. وبارك السعدون الشهير والذي نتحدث عنه اليوم ..
البارك هو عبارة عن حديقة عامة يعود تاريخ انشائها الى ثلاثينات القرن الماضي أنشأته السلطات البريطانية ليكون مكانا ترفيهيا مريحا ترتاده عوائل الخبراء الإنكليز العاملين في بغداد انذاك .. اضافة الى اهالي بغداد ..مساحة البارك حوالي 50000 م مربع و صمم بشكل بديع جدا حيث يتكون من 4 حدائق كبيرة متداخلة ولكنها لا تتشابه فكل حديقة تتميز عن الأخرى بأشجارها وزهورها حيث زرعت بشكل هندسي زراعي جميل تجد فيه أشجار الصنوبر والرارنج والنخيل والسدر (النبك) وتمر الهند كما زرعت شجيرات الياس والياسمين وورود الجوري والدفلة بأنواعها الملونة الجميلة .. والتي بلغ عددها وفق الاحصاءات الرسمية 42090 نبتة نظمت تنظيماً هندسياً جميلاً يدل على ذوق رفيع وحسن إختيار للمكان وتنسيق رائع للمزروعات ..فيما توزعت المساطب الخشبية المخصصة للجلوس والمطلية باللون ألأخضر في أرجاء حدائق المتنزه..او البارك
ما ميز بارك السعدون هو حلبات التزحلق والتي كان الشباب والشابات يتزحلقون عليها مرتدين أحذية خاصة ذات دواليب.. كما توجد ساحات دائرية واسعة مبلطة بالسمنت وسط إحدى الحدائق ذات عمق تكاد تكون أشبه بالحفرة تملأ أحيانا بالماء خصصت لألعاب الدراجات الهوائية والنارية وتنتشر أعمدة الكهرباء بالمتنزه لتضيء أرجاءه أوقات الليل إضافة الى وجود أنابيب المياه بنوعيها الصافي والخابط ..
بقي البارك يزهو بحلته الجميلة ومناظره الخضراء الخلابة لفترة طويلة وكان سكنة محلات بغداد القديمة القريبة منه يرون فيه (رئة بغداد) يرتادوه بمناسبات الأعياد ويقضون فيه أجمل وأسعد الأوقات حيث يجدون فيه الراحة والمتعة فتتوافد العوائل البغدادية إليه مع أطفالهم للتمتع بالألعاب الترفيهية التي كانت تنصب قبل أيام الأعياد كالمراجيح ودولاب الهواء وركوب الحمير والخيول والدراجات الهوائية والربل اضافة الى تجول مطربي المربعات في البارك لتقديم وصلاتهم الغنائية ..
إضافة لذلك كله فقد وفرت ادارة البارك أماكن مناسبة ومريحة للتلاميذ والطلبة للقراءة والدراسة وخاصة الأيام التي تسبق الإمتحانات المدرسية والجامعية..
19/2/2018
ردحذف