الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

رستم حيدر

من اهم الشخصيات التي كان لها اثرا واضحا في سياسة العراق في ايام الحكم الملكي ..
ولد محمد رستم حيدر في مدينة بعلبك بلبنان  عام 1889 وهو ينتمي الى اسرة (آل حيدر) وهي اسرة معروفة تحظى بالاحترام عرفت بوطنيتها ونضالها ضد الاحتلال الفرنسي وتنتسب هذه الاسرة الى قبيلة بني اسد التي كانت تسكن في العراق وبالتحديد في مدينة كربلاء المقدسة،ولكنها هاجرت الى بلاد الشام بعد جور الولاة عليها....
يجيد الفرنسية والانكليزية والتركية اضافة الى العربية،شخصية فذة لعبت دوراً بارزاً في تاريخ سوريا والعراق.درس في اسطنبول في (المدرسة الملكية الشاهانية) وتخرج منها عام 1910، ثم ذهب الى باريس لمتابعة دراسته هناك في (السوربون) والتقى وعمل مع بعض الشخصيات العربية في المجال السياسي والوطني للدفاع عن القضايا العربية في
جمعية العربية الفتاة..
في عام 1912 عاد من باريس للعمل في (الشام) في حقل التعليم ثم التحق بالامير فيصل عندما اصبح ملكا على سوريا  ....و التحق به عندما توج ملكا على العراق ..وفي 23 حزيران عام 1921 وصل رستم حيدر الى العراق مرافقاً للامير فيصل.. ومنح الجنسية العراقية  و تسلم اعلى المناصب..وكان من اقرب المستشارين للملك فيصل واكثرهم تمتعاً بثقته،وكان كاتب خطبه،وتصريحاته،وكاتم اسراره فكان بهذه الصفة من اقوى موجّهي سياسة الدولة العراقية الفتية .. و قضى ما يقارب ربع قرن في معية الملك فيصل الاول ومن ثم ابنه الملك غازي، وشغل طيلة تلك الفترة اعلى المناصب واهمها رئيساً للديوان الملكي ووزيراً في سبع وزارات كان في اربع منها وزيراً للمالية وفي ثلاث وزيراً للاقتصاد والمواصلات،اربع منها في وزارات ترأسها نوري السعيد،واثنان ترأسها رشيد عالي الكيلاني، وواحدة كانت برئاسة جميل المدفعي، وشغل عضوية مجلس النواب ثم مجلس الاعيان،كما انه استلم منصب رئيس الوزراء بالوكالة مرتين خلال غياب نوري السعيد عن العراق..
وقد عانى رستم حيدر طيلة عملهُ في العراق من نقطة ضعفه وهي اصله الشامي وقد واجه رستم حيدر حملات صحفية مسعورة وتعرض لكثير من الهجمات من جانب خصومه أو خصوم الوزارات التي اشترك فيها، ولكن لم تكن لهذه الحملات أثر كبير في إضعاف مكانة رستم حيدر او توهن من عزمه حيث كانت كفاءته العالية وثقافته نادرة بين زملاءه العراقيين في ذلك الوقت، ونزاهته واستقامته تجعله في موقف منيع وصلب بدليل انه حقق الكثير من النجاحات من خلال الوزارات التي شغلها... فعندما تولى رستم حيدر وزارة المالية كانت العملة المتداولة هي (الروبية) الهندية التي فرضها الانكليز منذ احتلالهم للعراق ثم بقيت عملة رسمية للبلاد، وقد عمل رستم  حيدر على تكملة مشروع  سلفه ساسون حسقيل و استبدال (الروبية) بالدينار العراقي واعتبارها  العملة الرسمية في العراق اعتباراً من اول نيسان1932....
وبعد ان توفي الملك فيصل في سويسرا عام 1933 استطاع ان يحتفظ بمركزه في الدولة في عهد الملك غازي.. وبعد مقتل الملك غازي بحادث السيارة المعروف في 4 نيسان 1939 ..شكل نوري السعيد وزارته الرابعة واحتفظ فيها رستم حيدر بوزارة المالية حتى وفاته ...
لم يتزوج رستم حيدر طيلة حياته  وكان يسكن بمفرده في دار صغيرة في منطقة الصالحية ببغداد...
في 18 كانون الثاني 1940 وبينما كان بمكتبه بوزارة المالية دخل عليه المدعو حسين فوزي توفيق وهو مفوض مفصول من الشرطة واطلق عليه النار واصابه في خاصرته اليسرى، نُقل الى المستشفى ولكنه توفي متأثراً بجراحه بعد اربعة ايام عن 51 عاماً وقد اقيم له تشييع رسمي وشعبي  مهيب.. ودفن في المقبرة الملكية بالاعظمية ببغداد  .

هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...