الخميس، 24 يناير 2019

قناديل فضولي


اتمنى اذا ما كتب الله لكم  زيارة سيد الشهداء ان تمروا بمرقد هذا الرجل  الذي لا يبعد سوى امتار   وتترحموا  لي ولوالدي  ..ول فضولي  صاحب القناديل ...
كم ظلمنا هذا الرجل الذي ولد وعاش ومات في العراق  .. اذريبجان تعده شاعر الآذرية الأكبر ويحرص أدباء آذربيجان على زيارة قبره في كربلاء ..اقام له الاذريون التماثيل في باكو  وكنجة وعشق اباد وفي كنجه حديقة ومتنزه كبير يطلق عليه حديقة فضولي  Fuzuli parkı  .. والاتراك يطلقون عليه  رائد الشعر التركي و(أستاذ الكل) و يحضى بأحترام بالغ في ايران والهند والباكستان  كما  يعدّه العراق نابغته الأوحد في القرن العاشر الهجري و يحظى باحترام الجميع وقد اقامت له الحكومة العراقية عام 1994 مهرجان عالمي في بغداد لمناسبة مرور (500) سنة على وفاته... ورغم ذلك فان أكثر أبناء مدينة  كربلاء التي ولد مات فيها  والعراقيين بشكل عام .. لا يعرفونه .. 
انه محمد بن سليمان الملقب بـ (فضولي البغدادي) شاعر من تركمان العراق اذري الاصل  هاجرت أسرته إلى العراق ــ قبل ولادته ــ وسكنت في بغداد. فأطلقوا عليه(البغدادي),..يعتبر  شاعر العراق والمشرق في القرن العاشر الهجري  ولد في كربلاء  وقيل في الحله  سنة 1480  او 1498 كما جاء في مقدمة ديوانه (مطلع الاعتقاد) المطبوع في باكو من قبل أكاديمية العلوم في آذربيجان ..
فضولي العاشق الصوفي العميق لأهل البيت  والذي كتب اشعاره في حبهم بعدة لغات.. خلف كثيراً من الشعر والمؤلفات باللغات العربية والتركية والفارسية  وأشهر آثاره هو ديوانه بالعربية الذي يعدّ قمة من قمم الشعر العربي لما تضمنه من رهافة الحس ورقة الألفاظ وكرم الاخلاق ونبل المشاعر وغرر الحكم ودرر القول على طريقة المعري والمتنبي وسعدي وحافظ وجلال الدين الرومي فتداولت الأيدي دواوينه وحذا الشعراء حذوه وروى المتأدبون قصائده.

مُلّ المقــــــــــامُ فكمْ أعاشرُ أُمّةً   ***   أمرتْ بغيرِ صــلاحِها أُمراؤها

ظلموا الرعيةَ واستجازوا كيدَها   ***   وعدوا مصالحها وهم أُجراؤها

عاش  فضولي البغدادي في مدينة كربلاء واختار البقاء بجوار حرم الامام الحسين واعتزل فضولي الناس  في أواخر حياته واعتكف للعبادة في ضريح الإمام الحسين (عليه السلام) وفضّل الزهد والتبتّل والعبادة وتكريس نفسه لها والابتعاد عن الدنيا ومغرياتها وكان يضيئ القناديل يوميا في المرقد الشريف مبتعداً عن ملاذ الدنيا ومتاعبها  حتى أدركه الأجل بوباء الطاعون 1556م ودفن حسب وصيته في حديقة صغيرة تبعد امتار قليلة عن باب قبلة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)..

صور لتمثال فضولي في باكو  واخرى في گنجه.. وصور لمرقده  في باب قبلة الامام الحسين عليه السلام ..


هناك تعليق واحد:

السنك

  تتفق اغلب  المصادر ان (السنك) كلمة تركية معناها (الذباب) وسبب تسميتها هو أن هذه المنطقة كانت  في الأصل (مزرعة بصل) فضلا عن زراعة أنواع الخ...