الجمعة، 30 يونيو 2017

النشيد الوطني العراقي

منذ تأسيس دولة العراق الحديث عام 1921 م ولحد الان تعاقب على العراق خمسة اناشيد وطنية في خلال فترة اقل من قرن واحد...وذلك مع كل تغيير رئيسي في نظام الحكم حيث كان  كان النشيد الوطني العراقي اول ما يخضع للتغيير...
البداية كانت بعد تشكيل الدولة العراقية ..ايام العهد الملكي وتنصيب الملك فيصل الأول ملكا على الدولة الناشئة، كان لابد من ان يكون للمملكة العراقية الهاشمية موسيقى ملكية اسوة بدول العالم المتقدمة وفعلاً اعلنت عام 1924 مسابقة لتلحين أول سلام ملكي وخصصت جائزة مالية لمن يفوز بتلك المسابقة, وقد اشترك عدد من الموسيقيين الاجانب وفاز الضابط الإنكليزي الميجر جي. ار. موري حيث الف قطعة موسيقية على ايقاع مارش عسكري وكان السلام الملكي لحناً فقط بدون كلمات وقد حاول أحد الشعراء إضافة كلمات للحن ولكن بصورة غير رسمية بحيث كانت تردد فقط امام الملك فيصل…. عزف هذا السلام لأول مرة من قبل جوق الحرس الملكي العراقي في مجلس الأمة ...وبعدها في البلاط الملكي ومقر وزارة الدفاع. وكان يعرض على شاشات السينما قبل عرض الأفلام وبعدها مع ظهور صورة الملك والعلم العراقي يرفرف وراء صورته واستمر ذلك حتى تموز عام 1958 م.
بعد التحول الى الجمهورية  في 14 تموز 1958م وفي عهد عبد الكريم قاسم كان لابد من اجراء تغيير على السلام الملكي وتحويلة إلى سلام جمهوري. وقد عهد بهذا العمل الى  الموسيقار العراقي الراحل لويس زنبقة ,والذي اكمل دراساته الموسيقية العليا  في العاصمة النمساوية (فيينا) حيث انجز  العمل  وقام بتسجيله من قبل جوق موسيقي نمساوي في النمسا وقدَّمه مرفَقاً برسالة الزعيم عبد الكريم قاسم، عِبر سفارة العراق في فيينا، شارحاً فيها الأفكار والمضامين التي اعتمدَها في صياغة اللحن.. حيث تقرر اعتمادَه سلاماً وطنياً لجمهورية العراق حتى عام 1963 ويذكر ان السلام الجمهوري في هذة الحقبة كان لحناً أيضا بلا كلمات.. وكان يسمى موطني وهو يختلف عن النشيد الوطني الحالي ولكن يحمل الاسم نفسه. ويعتبرالموسيقار لويس زنبقة رحمه الله .. الموسيقي العراقي الوحيد الذي وضع لحنا للنشيد الوطني العراقي إلى زماننا هذا ... بعد الانقلاب على عبد الكريم قاسم وصعود حزب البعث إلى السلطة في 8 شباط عام 1963 تم اعتماد نشيد وطني جديد ..وهو والله زمان ياسلاحي .. من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين و من الحان الفنان  المصري كمال الطويل والذي غنته كوكب الشرق السيدة ام كلثوم عام 1956 واعتمد كنشيد وطني للجمهورية العربية المصرية لغاية عام 1979م. وبذا فقد  كان للعراق ومصر نفس النشيد الوطني...
في بداية الثمانيات  رأت الحكومة العراقية  انه من الضروري ان يكون هناك نشيد وطني يختص بالعراق ولا يتبع النشيد الوطني المصري الذي كان معمولا به في العقد السابق لذا فقد قد اقيمت مسابقة في دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الاعلام العراقية لاصدار نشيد وطني جديد وقامت الدائرة بتسجيل كافة الاعمال والاستماع إليها من قبل لجنة متخصصة بتقييم هذة الاعمال وانحصرت النتائج بين مشاركتَين لضابطَين من الموسيقى العسكرية هما عبد السلام جميل فرنسو وعبد الرزاق العزاوي وهما من المتخصصين  بمثل هذا النوع من الموسيقى ... لكن المفارقة ان الحكومة العراقية ضربت خيارات المتخصصين عرض الجدار...و صدر مرسوم جمهوري باعتماد نشيد ارض الفراتين وهو من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية ليكون النشيد الوطني للجمهورية العراقية عام 1981.وبعد سيل من الانتقادات  للحن كونه لا يلائم البنية الفنية لأجواق الموسيقى العسكرية التي تتولى في العادة أداء السلام الوطني فقد تم  ايفاد مدير الموسيقى العسكرية العراقية ومعاونه إلى إنجلترا لإعادة صياغة اللحن بما يلائم الاساس  الفني لأجواق الموسيقى العسكرية و تم تسجيل لحن النشيد من قبل جوق بريطاني... حيث اعتمد النشيد منذ عام 1981 ..
 للتذكير  فقط .. اواخر ايام النظام السابق  اعلن عن محاولات لتغيير النشيد الوطني وقد اذيع في قنوات العراق والشباب والفضائية العراقية عدد من هذة الاناشيد وطلب من المشاهدين التصويت عليها ولكن لم يعتمد اياً منها. وقد كانت نتائج التصويت  تميل الى  الموسيقار كاظم الساهر بقصيدة سلاماً عليك التي كتب كلماتها الشاعر اسعد الغريري...
بعد سقوط النظام السابق تم اعتماد نشيد موطني كنشيد وطني في العراق.. من قبل رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة بول بريمر..وموطني هي  قصيدة وطنية شهيرة كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحّنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934 ..واصبحت منذ ذلك الوقت النشيد الرسمي لفلسطين .. وما زال هذا النشيد معتمداً من قبل الحكومات العراقية المتلاحقة منذ عام 2003 إلى يومنا  هذا..
يوم 12 تموز2012 صدر قرار من السلطة التشريعية في البلد والمتمثلة  بمجلس النواب العراقي باعتماد نشيد جديد . وهو .. سلام على هضبات العراق .. لشاعر العرب الاكبر  محمد مهدي الجواهري.. كنشيد وطني لجمهورية العراق بدلا من نشيد موطني .. ولكن القرار لم يتم تنفيذه حاله حال القرارات الكثيرة التي لم ترى النور رغم اقرارها ... النشيد الجديد  عبارة عن قصيدة رائعة  كتبها الجواهري عام 1947 ... ..

.سلام على هضبـات العراق وشطيه والجرف والمنحـــــنى

سلام على باسقات النخيل وشم الجبال، تشيع السنــا

سلام على نيرات العصــور ودار السلام، مدار الدنـى


منقول من عدة مصادر بتصرف

الأربعاء، 28 يونيو 2017

اهنا يمن جنه وجنت .. من روايات الادب الشعبي

رواية .. وقصة لقصيدة تحولت الى واحدة من اجمل اغاني التراث العراقي .. ربما تكون القصة حقيقية .. ربما هي من نسج الخيال .. ولكن تداولها الناس لجمالها  وربما اضافوا لها الكثير....
عاشقان في احدى قرى جنوب بلادي الجميله .. عاشا اجمل قصة حب لم يكتب لها النجاح .. وافترقا ليذهب كل منهما في طريقه .. وآثر العاشق ان يترك قريته الصغيره ليعيش في المدينة بحثا عن النسيان...
مرت السنون على الفراق  ..ويوما .. كانت العاشقة والتي  يقال ان اسمها حكمة الجبرية  تتبضع من أحد اسواق  المدينة   فاذا هي امام محل عاشقها … عرفته ..وقفت امامه وسألته عن بضاعة … واطالت معه الحديث …. ولكنه لم يتعرف عليها ....هنا ثارت ثائرتها وأنشأت تقول:

أهنا يمن جنه وجنت

جينه اوكفنه ابابك

ولف الجهل ما ينسه

اشمالك نسيت احبابك

رفع العاشق رأسه .. وامعن النظر اليها وصفق بيده ندماً واراد الاعتذارمنها  الا ان العاشقة كانت قد تركت المحل واختفت بين زحام  الناس في سوق المدينة المكتظ ..
هكذا ملخص الراوية التي يؤكد البعض انها قصة حقيقية ومنهم من يذهب الى أنها من نسج خيال  الذائقة العامة لاكتها الالسن واضافت لها الكثير .. واصبحت من قصص السمر في الدواوين والمضايف ..
بقية الحكاية تقول  ان العاشق ذهب بمطلع القصيدة الى الشاعر الكبير المرحوم محمد آل جبار والذي صاغ قصيدة  مكملاً ما قالته المراة العاشقة لتصبح واحدة من اجمل القصائد المتداولة والتي اصبحت على الالسن خاصة بعد غناها العديد من المطربين الريفيين  وعلى رأسهم المرحوم داخل حسن..
 ..القصيدة من وزن المجرشة وقد  اوردها الباحث علي الخاقاني في موسوعته الشهيرة فنون الادب الشعبي .

إهنا يمن جنه وجنت

جينه اوكفنه ابابك

ولف الجهل ما ينسه

اشمالك نسيت احبابك

***

ولف الجهل ما ينسه

جنك صدك ناسيني

وسنين مرن بالهجر

وأنه الهجر ياذيني

حالن دواليب الدهر

ما بينك وما بيني

موش ابدواليب الدهر

مدولشة ابدولابك

***

ويّه دواليب الدهر

يفترعكس دولابي

هايم ودور خلتي

ما مش ذجر لحبابي

كلما ارد افك باب العتب

بلجن يفيد عتابي

تأخذني رجفه هيبتك

واتلجلج من عتابك


منقول بتصرف  من عدة مصادر

الثلاثاء، 27 يونيو 2017

مدرسة الموسيقى والباليه


 مدرسة الموسيقى والباليه هي اول مدرسة في الشرق الاوسط والوطن العربي تقوم بتعليم الموسيقى جنبا الى جنب مع المواد المنهجية . تاسست عام 1968 تحت اسم مدرسة بغداد للموسيقى.. وفي عام 1969 اضيف لها قسم الباليه.. لتصبح   مدرسة الموسيقى والباليه..ثم  اضيف اليها القسم الشرقي عام 1970 حيث تكاملت المدرسة واقسامها عام1971.. وكان على المتقدمين للقبول بهذه المدرسة المرور  باختبارات تخص مدى تقبلهم وتذوقهم للموسيقى...
 تعود فكرة تاسيس المدرسة الى مجموعة من الفنانين العراقيين ومنهم الفنان الراحل عزيز علي والاستاذ سعد محمود حكمت وقد تم الاستعانة بعدد من الاساتذة المختصين من (روسيا) للتدريس فيها وهذا منحها دفعة كبيرة للنجاح والتطور .. وكان الفنان عزيز علي هو اول مدير للمدرسة .. ترتبط المدرسة مباشرة بدائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة كما ترتبط المدرسة بوزارة التربية من حيث الاشراف والمتطلبات المدرسية وكافة الامور التي تحتاجها لتدريس المناهج التربوية
تتميز مدرسة الموسيقى والباليه عن باقي المدارس بكونها مختلطة من الابتدائية حتى اكمال الدراسة وهذا يمنح الطلبة ثقافة اكثر و ثقة كبيرة بالنفس بالتعامل مع كلا الجنسين ويؤهله تربويا قبل التخرج والذي يمنح فيه المتخرج شهادتين الاولى شهادة السادس العلمي والثانية شهادة الدبلوم الفني حيث تخرجت من المدرسة اجيال كثيرة ورفدت الساحة بالعديد من الفنانين والموسيقيين..
في عام 2009 تم افتتاح روضة الموسيقى والباليه والتي تقبل الاطفال من اعمار 4 سنوات وتعلمهم الموسيقى وحسب منهج ( سوزكي ) والذي يختص بتعليم الاطفال دون سن 6 سنوات للموسيقى وتاهيلهم لفرز الموهوبين منهم لاكمال دراستهم بالمدرسة ...
تشارك مدرسة الموسيقى والباليه في العديد من المهرجانات والفعاليات خلال العام الدراسي وخلال العطلة الصيفية.. وهي من المدارس المتميزة و المعترف بها عالميا ولها اتصال بالكثير من المدارس العالمية و التي تمائلها بالاختصاص ويتم فيها تحديث المناهج الدراسيه  واستخدام احدث  طرق التدريس ...

الاثنين، 26 يونيو 2017

عين التمر

عين التمر .. ( شفاثا ). ( شثاثا).اسماء متعددة لاجمل واحة في الصحراء .....هي جنة وسط البادية ...تقع في محافظة كربلاء المقدسة  وتبعد حوالي 40 كم غربي المدينة. افتتحها المسلمون أيام الخليفة أبي بكرالصديق على يد خالد بن الوليد في سنة 12 للهجرة. يحدها من الغرب محافظة الأنبار ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس كما يحدها من الشمال بحر الملح وهور أبي دبس ومن الجنوب منطقة السلام.. سميت عين التمر تخليدا لمدينة عين التمر التاريخية المندرسة ... ولد فيها شاعر الزهد والحكمة أبو العتاهية. تسكنها عدد من القبائل العربية  المعروفة ..
في المدينة بعض الاثار والقصور والتي يرجع تاريخها الى عدة قرون منها قصر  شمعون والذي وصفه  الاب انستاس الكرملي بانه قصر فخم يقع في الطرف الشمالي من عين التمر  بين النخيل وينسب هذا القصر إلى شمعون بن جابر اللخمي وهو راهب مسيحي وينزله قوم من أهل عين التمر  يعرفون بالحساويين..وتوجد فيها كنيسة القصير او الاقيصر  وهي من الكنائس القديمة في العراق...وفي الطريق اليها يوجد حصن الأخيضر وهو من الآثار التاريخية المشهورة  والذي تحدثنا عنه في شذرة سابقة ..وكذلك قصر البردويل والذي يقع على تل علوه 15م وباب القصر مقابل لمرقد الامام أحمد بن هاشم الذي يقع غرب شثاثا ...ويعتبر من المزارات المهمة  هو وضريح اخيه محمد بن هاشم ..  ومقام  الحسن  وهو حجرة صغيرة مشيدة على طراز القباب العربية القديمة .. جدرانها مزينة بالمرايا والآيات القرآنية وموقعه في الطرف الشرقي من عين التمر  ... وحوض علي عليه السلام حيث يعتقد السكان إن الإمام علي (ع) وصل الى تلك المنطقة وتوضأ من ماء الحوض... اضافة الى دوسة الامام علي وهو حجرة مستطيلة كانت مسقفة عام 1964م بالجذوع في أرضها صخرة مثلثة الشكل تقريبا لونها ضارب إلى السواد فيها انخفاض يشبه اثر حافر الفرس ، وبقربها حفرة يبلغ قطرها 7سم يقال انه  اثر لحافر فرس الإمام علي عليه السلام ..
تقع عين التمر  في نقطة التقاء الطرق التجارية في البادية وتعتبر واحدة من أهم واجمل الواحات الصحراوية ..زراعيا يغلب عليها السبخ ولكن أراضيها تمتاز بصلاحيتها للزراعة وفيها أنواع مختلفة من بساتين التمور وهي   جزء من منطقة الأودية في الهضبة الغربية .. تملك الواحة معينا لا ينضب من المياه الجوفية مما جعلها  جنة في وسط تلك البوادي القاحلة...وفيها أنواع نادرة من الأسماك الصغيرة والملونة. ينابيع المياه ما زالت تتدفق من باطن الأرض منذ آلاف السنين. و تنتشر في عين التمر  عيون ذات مياه معدنية والتي تجري عبر قنوات ومجاري فرعية تصل إلى مسافات بعيدة في الأراضي الزراعية ومن هذه العيون  عين السيب وتعني مجرى الماء وهي محاطة ببساتين النخيل والفاكهة... والعين الحمرة وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرض المسماة بالحمرة التي تقع فيها العين..  والعين الكبيرة  والتي يسميها البدو .. بالعربيد  او العين الزرقاء  وذلك لعمق المياه والاذي يظهر باللون الازرق  وتتميز  بسرعة جريان المياه .. ولجمالية المنطقة فقد كانت من الاماكن المهمة للسفرات السياحية لطلبة المدارس وللسياح من داخل العراق وخارجه ..

عيدكم مبارك .. ايامكم سعيدة

كل عام وانتم بخير احبتي .. واخوتي واخواتي . عساكم من عواده .. حفظكم الله وعوائلكم الكريمة من كل سوء .. اقولها لكم من قلب صادق ..
لم يكن احلى  واجمل من العيد ايام زمان .. لم يكن  عيدا نقضيه في الشمال او في تركيا او في ايران .. كان عيدا بحجم انتمائنا وحبنا  لهذا البلد .. بالرغم من بساطة الحياة البغدادية خاصة في  الخمسينيات فان أهالي بغداد كانوا يغتنمون الفرص للترفيه عن أنفسهم وعوائلهم ايام العيد. وبعد تبادل التهاني والتزاور بين الاهل والاحبة .. وبعد قبض العيديات من قبل الصغار  ..فقد كانت من اهم الاماكن التي كانت مقصدا للبغداديين هو  متنزه "بارك السعدون" وهو أحد معالم بغداد الترفيهية وهو الذي يقع مقابل القصر الأبيض حاليا، حيث كانت العوائل تتجمع في هذا المكان المزروع بالخضرة مما يزيده جمالا .. كانت الشابات والشباب والاطفال الحلوين يضيفون للعيد رونقا وجمالا .. وكانت كل عائلة تفترش الارض وتهيئ مائدتها.. لها ولضيوفها .. كما يتم تبادل اصناف الطعام بين الناس في ظاهره تسمى ( الطعمة ) حيث ليس من المستساغ ان تتناول العائلة طعامها دون ان تشارك الاخرين بمذاقها .. كما كان سماور الشاي الضيف الدائم لمثل هكذا مناسبات ..

من الاماكن الاخرى التي يقصدهاالبغداديون ايام زمان  .. مرقد السيد إدريس في الكرادة ...حيث كانت المساحة المحيطة بالمرقد فضاءً كبيرا ، وليست هناك منازل أو شوارع تحيط بالمرقد الشريف كما الآن . لذلك كانت السيارات الناقلة للزوار تسير بحريّة، كما كانت المساحة التي تحيط بمرقد السيد إدريس (عليه السلام) مكانا لتجمع الناس والأطفال ..حيث تنصب  الالعاب الشعبية مثل المراجيح ودولاب الهوا.. وكانت العادات والتقاليد نفس التي في بارك السعدون ... هناك من كان يفضل زيارة السيد محمد (ع) .. سبع الدجيل ..في قضاء بلد وكان ايضا من الاماكن المفضلة للبغداديين ..  وهناك من يقضي العيد في المدائن ( سلمان باك )، ويقضون فيها أجمل وأمتع الأوقات خاصة في الحدائق القريبة من مرقد الصحابي الجليل ..وعندما يعودونمن السفره كانوا ينشدون وهم منتشين فرحا  .. الما يزور السلمان عمره خساره ..

اضافة الى كونها مناسبة للعيد .. كانت هذه الايام فرصة للراحة النفسية ..فرصة للالتقاء بين افراد العائلة وللتخلص من هموم ومشاكل العمل .. لذا كان يطلق على هذه الزيارات للأمكنة بـ"الكسلات "..وقد وجدت ان افضل تفسير للكسلة هو ..فسحة راحة النفس بعيدا عن العمل أو الانشغال بأمور الحياة.

كل عام وانتم بخير وعسى الله ان يديم عليكم افراحكم بالعيد السعيد .. وعساكم من عواده .. اينما كنتم ..

الثلاثاء، 20 يونيو 2017

مدينة المنصور ..البدايات .. الجزء الاول


في بداية الخمسينيات وبعد تعاظم واردات النفط  تم تشكيل مجلس الإعمار..وتم اعداد خطة اعمارية شاملة شملت كافة نواحي الحياة..يومها كانت حدود توسع بغداد غرباً يتوقف عند نهر الخر وشرقاً عند سدة ناظم باشا، لذا اتخذت بغداد شكلاً طولياً موازياً للنهروفقا للتصميم الاساس الذي وضعته مؤسسة مونوبريو الإنكليزية .. تم وضع تصميم جديد يسمى مخطط دوكسيادس الذي الغى هذين الحدين، السدة والنهر، وفسح المجال أمام قيام مدن ملحقة هي: بغداد الجديدة، وزيونة، والرشاد، ومن ثم مدينة الصدر حالياً شرقاً، والشعلة والمنصور والمامون والدورة والداوودي غرباً، ومدن الضباط شرقاً وغرباً كانت تدعى القاسم.. جميع هذه المدن والأحياء تم التخطيط لانشائها في منتصف الخمسينيات، وقسم منها نفذ قبل سنة 1958..
في تلك الفترة تم شراء مساحات من الأراضي الزراعية من أصحابها في تلك الفترة  من قبل شركة المنصور المساهمة، وتمت المباشرة اولا ببناء حي دراغ بعد فرز الأراضي التابعة الى عائلة آل دراغ وتم بناء  حي نموذجي ، سمي بحي دراغ ثم تم توزيع قسم من أراضي المنصور الحالية على موظفي بنك الرافدين الأهلي..و الأطباء، ووزارة التربية، وللمهندسين والذين كان لهم حي خاص يسمى لحد الان  حي المهندسين ، وكان الشارع الرئيس  يُسمى شارع رسام...وبدأت شركة المنصور بوضع التصاميم التخطيطية، لهذه المدينة الناشئة، حيث انشأت ميداناً لسباق الخيل كان الاول من نوعه  في منطقة الشرق الاوسط ، وانشأت حظائر الخيول في الموقع الحالي لمول المنصور .. الاسواق المركزية سابقا ...
وكذلك تم انشاء نادي اجتماعي ثقافي عراقي متميز ، بايعاز من عبد الإله ونوري السعيد، وذلك سنة 1952 سمي نادي المنصوراريد ان يكون منافسا لنادي العلوية المؤسس من قبل الإنكليز..
تم زراعة  مدينة المنصور في بدايتها بمساحات خضراء منسقة، تشمل أشجار اليوكالبتوز والدفلة والياس على جوانب شوارعها، وفي الجزر الوسطية والتقاطعات .. وكانت تأخذ مياهها من نهر الخر ..
من أول المساكن التي بنيت في المنصور، داران كبيران واحدة لسكن الأميرات شقيقات الوصي عبد الإله، والأخرى لسكن شقيقته الأخرى المتزوجة وعائلتها وسُمي الشارع الموازي للدارين بشارع الأميرات ومازالت التسمية قائمة الى اليوم  وهو مواز لسباق الخيل من جهة الشرق، أما من جهة الغرب لساحة السباق، فكان هناك شارع مواز آخر، ضم مداخل ساحة  سباق الخيل  ومداخل نادي المنصور ..
بعد النادي وساحة السباق  انشئت عمارة سكنية من عدة طوابق مازالت قائمة حتى الان  تحتوي على عددٍ لا بأس به من الشقق ، وعلى اسواق كانت  تعتبر متطورة جداً في ذلك الوقت  ومركز للبريد في الطابق الأرضي.. ومركز للشرطة  ولوندري " مكوى " في الموقع نفسه.. وبيعت باقي قطع الاراضي الى عامة الناس  وكان سعر المتر المربع الواحد المعروض يتراوح بين نصف الدينار والدينار وحسب القطعة.. وكانت مساحات القطع الاراضي تتراوح ما بين الألفي متر والخمسمائة متر.....
كان يفصل مدينة المنصور عن مدينة المأمون شارع عام وهو الشارع الذاهب الى مدن الفلوجة والرمادي وشارع السفارات حالياً كما يُسمى، حيث بنيت مدينة المأمون الحالية قبل المنصور...وبدأ العمران وتشييد الدور في حي المنصور، والمناطق المحيطة به، كإسكان غربي بغداد، والدور السود، ومدينة الوشاش، والداوودي في منتصف الخمسينيات واستمر ذلك الى نهاية الستينيات..
. .وبموازاة البناء شقت وبلطت الشوارع ، وانجزت بقية الخدمات كالماء والكهرباء وبدأت تفتح في مدينة المنصور، عدد من الأسواق كانت لها خدمة التوصيل الى المساكن على دراجات هوائية أُم السلة ، وبدأت سيارات الألبان والمشروبات الغازية تقدم خدماتها مباشرة للمساكن وأيضاً افتتح عدد من الأفران والمخابز اضافة الى  الخدمات الأخرى ومن اقدمها مكوى المنصور اضافة لعدد من صالونات الحلاقة التي من أهمها (توكالون) في منتصف ستينيات القرن الماضي.
سيّرت ثلاثة خطوط لمصلحة نقل الركاب لخدمة مناطق المنصور، كان أولها خط 30 الذي يربط الباب الشرقي بالمنصور، و كان قبل تبليط شارع 14 رمضان يدخل من شارع رسام مقابل كباب نينوى حالياً،  لتنتهي المحطة في نهاية الشارع جنب نادي الصيد حالياً..أما الخط الثاني فكان رقم 50، وكان يخدم منطقة حي دراغ فقط ويربطها بساحة الشهداء في الكرخ.
الخط الثالث وهو 57، فقد افتتح بعد تبليط شارع 14 رمضان أوائل الستينيات ويربط نهاية الشارع من جهة المأمون بالميدان وهكذا ربطت المنصور بالباب الشرقي والكرخ والميدان..... وللحديث بقية ...

مدرسة شماش


الكتابة عن هذه المدرسة الرائدة امر يدمي القلب لاسيما وانها تحولت من ارقى مدارس بغداد الى حد عام 1951  الى كراجا لوقوف السيارات هذه الايام  وتحولت جزء من  صفوفها الدراسية الى مرافق صحية عامة ..
في منطقة جديد حسن باشا وعلى شارع الرشيد ..تقع مدرسة شماش .. تلاصق بنايتها  فندق "صباح الخير" الشعبي من جهة  و من الجهة الأخرى مقهى حسن عجمي وتقابل جامع الحيدر خانة.
تم شراء الارض وبنائها من قبل الثري العراقي اليهودي  يعقوب شلومو شماش حيث افتتحت هذه المدرسة والتي تحمل اسمه  عام 1928 ، لتكون مدرسة لا تقل أهمية عن مدارس الاليانس الشهيرة آنذاك.. غالبية طلابها من اليهود ..تولى رئاستها أخوه يوسف شلومو شماش .. في المنطقة نفسها اشترى شماش 17 دكاناً مع صيدلية وفندق ، لتكون وقفا يهودياً عراقياً، تساهم وارداتها  لخدمة المدرسة والمشاريع الاخرى ..حظيت المدرسة بإهتمام الطلبة المهتمين بالثقافة الإنكليزية حيث كانت المدرسة تمنح طلبتها شهادة كفاءة في اللغة الإنكليزية تؤهلهم لدخول الجامعات البريطانية من دون اجتياز اختبار اللغة عند التحاقهم بها. كما كانت أيضا تطلق دورات خاصة لغير طلبتها استعداداً لأداء امتحان (Matriculation) الذي يؤهل الناجحين فيه لدخول الجامعات الناطقة بالإنكليزية.
وحفاظاً على المستوى العالي لهذه الاختبارات كان الطلبة ينتقون بشكل دقيق. واعتبرها البعض مدرسة إنكليزية بشكل صرف. في الأعوام العشرة التالية إتسعت مدرسة شماش و اصبحت  ثانوية متكاملة ، تضم مدرسة متوسطة فضلاً عن الإعدادية ...وفي عام 1941 ألغيت المرحلة الابتدائية. و عام 1944- 1945 افتتحت المدرسة صفوفا مسائية لدراسة العلوم التجارية ومسك الدفاتروالسجلات  ..وكانت اللغة الانكليزية تدرس مدة سنتين في الفرع التجاري وهو اول فرع تجاري نظامي دراسي في العراق ، وقد أغلق عام 1947 بعد إنشاء كلية التجارة والاقتصاد.وفي عام 1949 نقل القسم المتوسط فيها الى مدرسة فرنك عيني وتم دمج الإعدادية الاهلية بالقسم الإعدادي وأصبحت المدرسة إعدادية فقط .... كانت إدارة المدرسة تستعين بالمعهد الثقافي البريطاني في بغداد للتعاقد مع خيرة مدرسي اللغة الإنكليزية مباشرة من بريطانيا، ودول أخرى ، أما عن اللغة العربية فقد حظي تدريسها بإهتمام بالغ من قبل إدارة المدرسة فكانت تتعاقد مع كبار الأساتذة من الدول العربية لتدريسها ومنهم محمد شرارة ، أحمد مغنية، وحسين مروة و الأستاذ محمد حسن الصوري ... بعدها تدخلت الحكومة العراقية ووزارة المعارف وأمرت بالغاء عقود  المدرسين الأجانب والاستعاضة عنهم بمدرسين عراقيين مسلمين..
للمدرسة صفوف وغرف واسعة محاطة بالنوافذ الكبيرة يدخلها النور والهواء النقي. وتضم  مختبرا واسعا بكامل المعدات و مسرح كبير للتمثيليات وجناح خاص لاستراحة التلميذات اللواتي اشتركن في الدراسة في الصفين الرابع والخامس..
تخرج من  مدرسة شماش  خيرة رجال المال والإدارة والاعمال والعلماء. بعد تهجير يهود العراق عام 1950 وسفر غالبيتهم الى خارج العراق صودرت كبقية المدارس اليهودية الأخرى وأصبحت تحت رعاية مديرية الأموال المجمدة ثم  تحولت المدرسة الى مدرسة خاصة لتدريس  الجالية الإيرانية في العراق.. لتتحول اخيرا الى كراج لوقوف السيارات .. ومرافق صحية عامة  ..ولا املك الا ان اقول يخرب الاخيار ما بناه الكفرة والاشرار ..

الختان " الطهور "

يعتبر الختان او الطهور  من الواجبات الشرعية المفروضه على المسلمين واليهود .. والطهور عملية تختص بالذكورفقط  بشكل عام  وهي  دليل على نظافة البدن ولها  فوائد صحية  كبيرة .. ولكن في بعض الدول وخاصة الافريقية يتم ختان الاناث  وهو امر مستهجن من جميع العقلاء في كل انحاء العالم  ولا علاقة للاسلام به من قريب او بعيد انما هو عادة افريقية ..
يسمى من يقوم بالطهور .. بالخًتان ..وشعبيا يطلق عليه المطهرجي .. او   الزعرتي  ..وكان افضل المطهرجية  هم من اليهود .... ولهذه المناسبة تقاليد يحرص عليها العراقيون وهي ان تتم قبل بلوغ الصبي 7 سنوات ولكن في بعض الاحيان قد يتجاوز البعض ذلك لظروف معينه ..  يتم التحضير لطهور الطفل وتهيئة اللوازم من قبل الاهل  قبل الطهور بفترة مناسبة حيث تتم  خياطة دشداشه  بيضاء او اكثر   وتهيئة فراش من قماش الستن اللماع والبارد اضافة الى فراش ارضي لجلوس الزوار يسمى  مندر .. ويكون  اما جديد او يتم تجديده عند النداف  كما تتم تهيئه الكعك والجكليت والحامض حلو والفواكه والشربت ويتم غسل الدار والاواني وتبخير الغرف ..
في اليوم المخصص للطهور وهو غالبا ما يكون صباح يوم الجمعه يقوم الاب بحمل ولده الخائف المرعوب الى مكان الطهور.. وتقوم فرقة الموسيقى الشعبية او ما تسمى ب " المزيقه" بالعزف  ويجلس المطهرجي على كرسي ومقابله كرسي اخر يجلس عليه حامل الصبي والذي غالبا ما يكون قويا ليكتف الطفل ويمنعه من الحركة  .. وتتم العملية  ويضمد الطفل باليود وسط صراخ  الطفل  وهلاهل النسوة وفرحة  الاهل حيث تنثر النقود والحلويات وام الصبي تهلهل والحاضرين يرمون (الشوباش) وهي المبالغ التي تعطى لصاحب الفرقه الموسيقية..و يحمل الصبي الى الفراش الستن.. ويقوم الاب بذبح  خروف بهذه المناسبه ويوزع  لحمه على الجيران والفقراء... من تقاليد الطهور ان يتم  طهور بعض الفقراء في سبيل الله  مع طهور الصبي .. تتهيأ الام لاستقبال القبول النسائي  وهن  النسوه المباركات
بالمناسبة  وتبدأ النصائح .. فهذه ام لاربعة اولاد .. وتلك مرت بتجربة مع طفلين .. وتستعرض الام طهور الصبي  حيث تكون التعليقات غالبا في صالح الطهور .. فهذه تقول .. ما شاء الله خوش طهور .. وتلك تقول ما شاء الله المطهرجي ايده خفيفة .. بعدها يتم تقديم الهدايا بينما يقدم للحضور  الشاي والكعك والشربت  والحامض حلو .. بعدها باسبوع او اكثر تلتئم  الجروح و تصبح الامور طبيعية ويصبح الصبي في مصاف الرجال ..
 وبالنظر لتطور الحياة... يقوم الاباء حاليا بختان اولادهم في ايامهم الاولى بعد الولادة  وفي المستشفى الذي ولد فيه .و بالاستعاضة عن المطهرجي بالمضمد الصحي  المجاز رسميا .. وبعضهم لا يطهر اولاده الا عند الجراح  المختص .. و وصل التطور الى حد الاستعاضة عن المشرط  بأشعة الليزر.
 وفي بعض المناسبات  تقوم الحكومات و المنظمات الخيرية  بحملات ختان جماعية .. تسهيلا للامور وتخفيفا للنفقات .. لتأخذ هذه الطقوس الجميلة طريقها الى الانقراض .. كما انقرضت قبلها عادات جميلة  لم يعد لها مكان الا في ذاكرتنا ..

الدكتور حكمت الشعرباف


علم من اعلام الطب الباطني والقلبي...وقامة شاهقة في سماء العلم والادب والمجتمع وله في مسيرة الطب في العراق يد بيضاء... ولد الدكتور حكمت الشعرباف 8 أيلول عام 1937 في مدينة الشطرة – محافظة ذي قار واكمل دراسته الاولية والثانوية هناك وكانت هوايته الكيمياء . وكانت رغبته ان يكون صيدلانيا ... عام 1954 قدم اوراقه يوم لم هناك قبول مركزي الى كلية الصيدلة وكلية الطب كلا على انفراد .. وظهر قبوله في كلية الطب واراد الانسحاب لصالح كلية الصيدله ولكن رغبة والده كانت في ان يكون طبيبا, نظراً ما للطبيب من مكانة في المجتمع .. فاحترم هذه الرغبة ..

حصل على بكالوريس طب وجراحة من كلية الطب – جامعة بغداد 1960..  وأكمل خدمة الاحتياط الالزامية في الديوانية والناصرية كملازم طبيب .. ومن ثم كطبيب مقيم في مستشفى الحلة الجمهوري وبعدها كطبيب مركزي ومدير لمستشفى مدينة الهندية ( طويريج ) في محافظة بابل ...بعد ذلك أتيحت له عام 1966 فرصة السفر والعمل في مستشفى بولي كلنك في نيويورك ومن ثم مستشفى متروبولتان التابعة لكلية طب نيويورك وحصل هناك على شهادة البورد الاميركي وشهادة اف ار سي بي من كندا قبل ان يعود الى العراق عام 1972.. حصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية  ... عمل لمدة اربعة وثلاثين عاماً في كلية الطب بجامعة بغداد كتدريسي  واستاذ للامراض القلبية وكمعاون للعميد للشؤون العلمية وكرئيس لفرع وكعميد لكلية الطب جامعة بغداد حتى عام 2006 ..

عدد البحوث العلمية المنشورة (46 ) بحثاً ومقالة  في المجلات الطبية المحلية والعربية والعالمية .. كما اصدر كتابين هما أرتفاع ضغط الدم و مقالات في الطب والحياة... عشق الادب والشعر العربي منذ نعومة أظفاره وحفظ القصائد الطويلة لعمالقة الشعر العربي.. كانت دار الحاج حسين الشعرباف  في مدينة الشطرة ملتقى للأدباء والشعراء وكذا أصبحت داره  في الكرادة الشرقية ببغداد والتي أصبحت تدعى بمنتدى الشعرباف والذي كنت من رواده الدائميين وكانت تتم فيه القاء محاضرات تراثية وتاريخة وعلمية وطبية مساء كل خميس اسبوعيا  وكان يدير المجلس المرحوم  الدكتور حسين امين ومن ثم تسلم الدكتور حكمت الشعرباف ادارة جلسات مجلس الشعرباف  لسنوات عديدة وحتى يوم مغادرته العراق ......كما كانت له مساهمات أخرى في المنتديات الادبية الاخري في بغداد وذلك بالقاء المحاضرات العلمية المبسطة

 يعتبر الدكتور حكمت الشعرباف من مؤسسي البورد العربي للباطنية في العراق. ولقد خسره العراق عندما غادره مع من غادر عام 2006 حيث ترك العراق ليعمل كعميد لكلية الطب في الجامعة السورية الدولية في دمشق وحتى نهاية عام 2011 حين اضطرر ثانية الى ترك سوريا بعد ان تدهور الوضع الامني فيها متوجهاً الى الولايات المتحدة.. حيث يعيش حاليا ..

قصة قهرمانة

 القهرمانه هي المرأة الحكيمة  التي تسوس الامور بدهاء وفي المعاجم هي مسؤولة البيت ومدبرته  وفي العراق تلفظ ..كهرمانة  واكراما لعيونها  سميت  احدى الاحجار الكريمة باسم هذه المرأة ..وكذلك واحدة من اهم الساحات في بغداد الحبيبة ..
 تعود قصة قهرمانه او كهرمانة الى عصور ما قبل الاسلام .. وارتبطت بقصة تلك الطفلة الذكية والشجاعة  قهرمانة .. والتي كان والدها يمتلك خانا لإيواء المسافرين والخان هو الاستراحة ويشبه الفنادق في أيامنا هذه وكان كذلك  يعمل في بيع الزيت والسمنة ..ويمتلك عربة يضع فوقها  جرار الزيت حيث يقوم صباح كل يوم بملء تلك الجرار بالزيت ويدوربها  في الاسواق لبيعها ...
. وذات ليلة من ليالي الشتاء القارس نهضت كهرمانة من فراشها بعد أن سمعت أصواتا غريبة وشاهدت عدداً من الغرباء اختبأوا في الجرار الفارغة وادركت بفطنتها انهم من اللصوص الهاربين من ملاحقة الشرطة  حيث كانوا يطلون برؤوسهم بين فترة واخرى  لمراقبة رجال الشرطة الذين أحاطوا المكان…. أسرعت كهرمانة لإخبار والدها، واتفقا على إحداث ضجة في الخان لكي يخفي اللصوص رؤوسهم وتم لهما ما أرادا وهنا قامت كهرمانة بملء إحدى الأواني بالزيت وراحت تصبه في الجرار الواحدة تلو الأخرى. ولما شارفت الجرار على الإمتلاء نهض اللصوص وأخذوا بالصراخ والعويل مما دفع رجال الشرطة للامساك بهم. هذه القصة من القصص التراثية القديمة  ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر الاسلامي..
واكراما لفطنة المرأة البغدادية  تم اختيار  هذه الشخصية لتنتصب في واحدة من ساحات بغداد الشهيرة .. وهي الساحة التي كانت تسمى مفرق الكرادة سابقا ويطلق عليها الناس ساحة كهرمانة حاليا ..
النصب من تصميم الفنان  النحات الشهير محمد غني حكمت  ويعود الى ستينيات القرن الماضي ...  وكان في البداية مصصم  بحيث تظهر الرؤوس من الجرار ولكن  تم تحديثه فيما بعد حيث أُزيلت الرؤوس الموضوعة فوق الجرار البساتيك من النصب ..
كهرمانة اليوم  واحدة من اهم ساحات بغداد يقصدها الكثير من السياح لالتقاط الصور التذكارية  التي تمثل رمزا  يشير الى بغداد الحبيبة .. وهناك الكثير ممن يسرح خياله  وهو يرى كهرمانه وجرارها الاربعين   ليحتضنها هو وسيارته كما في الصور المرفقة.. ..

الأحد، 18 يونيو 2017

فيضان عام 1954

واحد من اسوأ الفيضانات التي مرت على العراق  خلال القرن الماضي ..كان من الواضح لدى المسؤولين في العراق ان  فيضاناً خطراً سيداهم العراق وذلك نتيجة  للاحوال الجوية السيئة  وذوبان الثلوج وكثرة الامطار التي هطلت في اواخر عام 1953 واوائل سنة 1954 .. لذا تم اتخاذ تدابير للسيطرة على الفيضان منها  تقوية السدود الضعيفة التي نشأت من الفيضانات السابقة وتنسيق العمل وتحديد الواجبات.. في 17 / 3 / 1954 بدأت مناسيب نهر دجلة بالارتفاع بشكل  لم يسبق لها مثيل ووصلت في 25 آذار إلى درجة خطرة...وواصلت المناسيب ارتفاعها ،فتولى الجيش والشرطة والاهالي حراسة السدود ، ووزعت الدوائر المختصة المواد اللازمة لمجابهة الفيضان وسخرت الحكومة المكائن والالات التي كانت الشركات الاجنبية تستخدمها في تبليط الشوارع واقامة المشاريع  ، وفي26 اذار وصلت  الزيادة 36 متراً بما يفوق درجة الخطر بمتر واحد ، فنامت بغداد ليلة 27 اذار وهي فزعة قلقة يتهددها الفيضان والغرق في كل لحظة ،واضطرت سلطات الري فتح اربع كسرات في مناطق الخفاجي والرفيع واليهودية والداوديه .وسهر الناس ليلة 28 /اذار حتى الصباح وهم خائفون ويرتجفون وايديهم على قلوبهم ،فقد بدأت المياه تتسرب إلى كثير من الدور والمؤسسات القريبة من النهر .... وتحولت ساحة السراي الكبرى إلى بحيرة تعذر على الموظفين اجتيازها ...
وكانت ليلة 29 اذار اسوأ الليالي التي شهدتها بغداد ،حيث بدأت  مياه الفيضان التي تجمعت خلف السدود المحيطة بها تهدد العاصمة بغداد التي لم يكن يحول بينها وبين الكارثة سوى (سدة ناظم باشا) التي تحيط ببغداد من الناحية الشرقية والتي  اصابها الضعف واخذت الرياح الشرقية تضغط عليها ...وفي تلك الليلة اجتمع رؤساء الوزراء السابقون والوزراء والمسؤولون وبعض النواب والاعيان واتخذ مجلس الوزراء قراراً باخلاء بغداد جزئياً وذلك بنقل الشيوخ والاطفال والمرضى من المناطق المجاورة للسداد الشرقية إلى جانب الكرخ...يومها كان في بغداد زهاء ثلاثة ارباع المليون نسمة يسكن ثلثهم في جانب الرصافة المعرض للغرق... ولكن وزير الداخلية (سعيد قزاز) خالف هذا القرار وكانت وجهة نظر القزاز ان في بغداد جسرين فقط فاذا اصطدمت سيارتان من سيارات المتسابقين في الهرب وقعت مذابح لاتعرف مغبتها ولا يمكن تلافي اضرارها.. وان تنفيذ هذا القرار يشكل ارباكا  قد يؤدي إلى التهلكة....
وشاءت ارادة الله ان تتوقف الرياح العاتية التي كانت تعبث بالسدود ،وتهدد العاصمة بالكارثة في كل لحظة... فاستقر الرأي على ان تضاعف جهود العناية بالسدود ،وان تتخذ كافة التدابير الضرورية لمجابهة الاحداث المتوقعة في كل لحظة.. وتم استنفار كل الاجهزة لتجاوز المحنه وتم تكليف أمير اللواء خليل جميل مدير الهندسة العسكرية في الجيش العراقي.. بمهمة آمر الفيضان ومنح كامل الصلاحيات حيث أعلن حالة الطوارئ، وفرض أنذار -ج- لكل القطعات العسكرية التي خصصت تحت أمرته، والتي وزعها على طول سدة ناظم باشا، الممتدة من أقصى الصليخ حالياً، الى نهاية معسكر الرشيد قرب الزعفرانية، وخصوصا في الأماكن المهددة منهاثم قام بتسيير القطارات لنقل حمولة كميات كبيرة من الرمل والسمنت من معامل السدة الى جانب الكرخ عبرجسر  الصرافية، لتوزيعها في اكياس الجنفاص من قبل أفراد الجيش المرابطين على السدة، الذين تواصل عملهم على طول ساعات الليل والنهار، أيام الفيضان. واضافة الى الجيش والشرطة والاهالي ...شارك وبشكل طوعي، غالبية  الشباب من طلبة الكليات من جامعة بغداد، ومنهم طلبة كليات، التجارة والحقوق والأداب والعلوم، الذين بلغ تعدادهم أكثر من 1500 طالب، جاءوا الى قاطع السدود ، وتواصل عملهم مع اخوانهم ثلاثة أيام متواصلة من يوم 26 الى 28، آذار وليس هذا غريباً عن ما عرف به  الشاب العراقي في شهامة وغيرة على بلده... عسى يعي شبابنا الدرس و يعود هذا النفس الوطني ونخلص من اسطوانة اني شعليه ... وقابل بيت ابويه .. وخلي يولن ...
 المساحة التي غمرها الفيضان تجاوزت مليوني فدان ... عدد الذين نكبوا بسببها كان نحو ربع مليون نسمة ، الاضرار المادية تجاوزت خمسة وثلاثين مليون دينار ... غرقت بغداد الجديدة باكملها  ولم تبق منها الا مداخن كور الطابوق ،وغرقت حدائق الوزيرية بمياه المجاري ، وغرق معسكرالرشيد بما فيه من عتاد وارزاق.. وغرق كل ماكان خلف سدة ناظم باشا ،وكانت طائرات الهيلوكوبتر من نوع  سيكورسكيوالتي استلمت حديثا تنقذ المحصورين من المياه ،والقت هذه الطائرات 25 طناً من المواد الغذائية..تبرعت السعودية بمليون ونصف مليون ريال وتبرعت الكويت بمائة الف دينار ، و البحرين ب7500 دينار ، وقداسة البابا بثلاث آلاف دولار و الهند بأربعين الف روبية ، ،وايران بمليون ريال ايراني وجمعية الهلال الاحمر بخمسة الاف دينار ، وسمحت حكومة بغداد باجراء اكتتاب عام بمئة الف دينار ،وارسلت حكومات مصر وتركيا والاردن وسوريا بعثات طبية ،اما بريطانيا فقد تبرعت بالف خيمة وبخمسة ملايين كيس رمل نقلتها طائرات خاصة سقطت احداهن وقتل طاقمها ،وتبرعت امريكا بكمية كبيرة من الخيم ومواد الاسعاف.ولم تقتصر الاضرار على بغداد حسب فقد حل بلواء الكوت ما حل بلواء بغداد ، ولحقت لواء العمارة اضرار عظيمة ، وتعرض لواء البصرة إلى اخطار جسيمة وتعطلت الملاحة في دجلة..وانقطعت المواصلات بين بغداد ومعظم المدن الرئيسة ....

ام الباگله


قبل ايام واثناء نشري للشذرة المتعلقة بالمصور محيي عارف  ومن مجموعة الصور التي التقطتها عدسته اعجبتني صورة ام الباگله .. هذه المكافحة  النسائية والتي انقرضت تقريبا في الزمن الحاضر وكانت تمثل صورة جميلة من الموروث الشعبي العراقي ..
 ام الباگله او الباجله  بائعة عراقية تراثية تبيع ما تطبخه من باقلاء في المناطق الشعبية في الازقة والدرابين  حيث تفترش الارض واضعة امامها قدر الباقلاء والذي يكون احيانا تحته موقد لتسخين الباقلاء بين حين واخر وكاسات صغيرة وبعض الماء لغسل الكاسات.. تتجمع النساء والاولاد الصغار لشراء الباگله التي تبيعها لهم هذه السيدة في كاسات صغيرة وترش عليها مسحوق ما يسمى بالبطنج وهو مسحوق لنوع من الاعشاب الخضراء  ..  واحيانا تقوم النساء  بجلب صحون  مع ارغفة الخبز وبالعدد الذي يكفي للعائلة ...تقوم ام الباگله بنقع الخبز بعد كسره الى نصفين بماء الباقلاء المسلوق.. وبعد دقائق تقوم باخراجه بالة تسمى (الجفجير) لتضعة في الصحن وتقطعه و تضيف عليه حبات الباقلاء.. ثم تقوم برش البطنج على الباقلاء التي في الصحن  ..  وبعدها يتم اضافة الدهن الساخن ( حاليا الزيت ).اضافة الى البيض المقلي ..
وفي نهاية النهار تكون ام الباگله قد انهت بيع ما هو موجود في القدر واتجهت الى بيتها لتحضيرما ستبيعه في اليوم التالي..
من الضروري ان يكون البصل والليمون الحامض من مكملات الاكلة ..وغالبا ما تقدم كوجبة  فطور صباحية. يتبعها الشاي  المهيل ... منشأ هذه الاكلة مدينة  الحلة.. لذا فهي اكلة حلاوية .. ولم يستطع الاخوة المصريين  ان ينافسوها بفولهم المدمس عندما قدموا الى العراق .. .. كانت اكلة البسطاء والكسبه..فاصبحت اكلة الجميع من الاثرياء والفقراء  ...واصبحت لها مطاعمها الشهيرة حيث اشتهر بها قدوري ابو الباگله في ابو نؤاس والذي اصبح من المطاعم الراقية في تقديم هذه الاكلة واصبح زبائنه من الطبقة المخملية واركان السفارات العربية والاجنبية والذين استهوتهم هذه الاكله .. وافتتح فروعا عده في بغداد ...حتى استهدفه الارهاب عام 2004 بتفجير انتحارى ..راح ضحيته العشرات .. وفي جانب الكرخ اشتهر بتقديم هذه الاكلة علو ابو الباگله ..و حمادة ابو الباگله ..  لتنقرض او توشك على الانقراض  مهنة ام الباگله ..
وكلنا يتذكر كمرة ام الباگله الضريرة .. زوجة رجب في المسلسل الشهير الذئب  ومن بعده النسر وعيون المدينة والتي قدمت  ام الباگله بشكل قريب من الواقع ..

السبت، 17 يونيو 2017

مشهد الشمس ..

يقع مشهد الشمس في الشمال الغربي لمدينة الحلة ، مركز محافظة بابل (100 كم جنوبي بغداد ) على مسافة كيلومتر واحد من نهر الحلة المتفرع عن نهر الفرات الخالد . ويكتسب المكان أهميته حيث حط الإمام علي عليه السلام  مع جيشه في هذا المكان وعند الصلاة  دعا الله ان يرد الشمس الى وضعها بعد أن شارفت على المغيب كسبًا للوقت لكي تقام الصلاة...
 يقع المكان ذو الطبيعة الخلابة وسط بساتين النخيل الكثيفة والتي  تظلل "مشهد الشمس" وقد اصبح هذا المكان ليس مقامًا دينيًا فقط  ، بل مكانا للراحة والتنزه و السياحة الدينية وصار قبلة العائلات التي تبحث عن الراحة النفسية وهي تزور هذه البقعة المقدسة.
تاريخيا هذا المكان موغل في القدم  و أقدم بكثير مما هو معتقد ويعود تأريخه الى العصور البابلية حيث كان هنا  معبدًا لآلهة الشمس... فيما يرى  آخرون أنه كان مكانا  لمعبد (أدد) لدى البابليين....
هذا المكان بالنسبة للمسلمين حيث مر في هذا المكان  الامام علي بن ابي طالب عليه السلام مرّ فيه ، و صلى واستراح مع جيشه ، اهمية  المكان  وقدسيتة لدى المسلمين  تعود الى الحادثة الشهيرة حيث اقام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بجيشه في هذا المكان وأقام فيه  ودعا الله لأن يرد الشمس كي يصلي بالجيش صلاة العصر ومازال الى الآن يضم محراب الامام الذي صلى فيه..
 ومن ذلك الزمن  وهذا المكان له خصوصية في نفوس المؤمنين  و اصبح من ضمن برامج الافواج السياحية الدينية والتي ترد الى البلد  لزيارة الاماكن المقدسة .. .
 طراز المنارة التي تعلو المكان يدل على أنها بنيت أو جددت على الاقل في العهد السلجوقي بسبب الزخارف المقرنصة التي اشتهرت بها العمارة السلجوقية. والمنارة التي تبرز للناظر من بعيد، ترتكز على قاعدة مربعة تضيق كلما ارتفع البناء..
هذا المكان اشتهر بكراماته على مر العهود وتروى روايات عن شفاء  الكثير من الناس من أمراض كانوا يعانون منها، وتحقق اماني كثيرين، وخاصة النساء اللاتي َ يعانينَ من عدم الانجاب ...
هذا المكان كان في يوم من الايام قطعة أثرية ذات بناء جميل تتم ادامته بين الفترة و الاخرى، لكن الاهمال وتقادم الزمن اثر على جمالية المكان وهو بحاجة الى حملة كبيرة  لصياتنه   ..

ادريس محمد جماع

إن حظي كدٓقيقٍ فوقٓ شوكٍ نثروه

ثم قالوا لِحُفاةٍ يومَ ريحٍ اجمعوه

عَظِم الأمرُ عليهم ثم قالوا اتركوه

أن من أشقاهُ ربي كيف أنتم تُسعدوه

ابيات شهيرة ... طرزت دفاترالعراقيين  واوراق عشقهم  وذكريات  ايام صباهم ومراهقتهم    وكانت شعارا لرسائل الحب الملتهبة  دون ان يعرفوا  او يهتموا  لشاعرها الذي اوصله الشعر الى    الجنون .. .. انه شاعر التأمل والحب والجمال والحكمة..إدريس محمد جَمّاع... شاعر من السودان  له العديد من القصائد المشهورة ادرج بعضها في مناهج التربية وتغني بها العديد من المطربين ...ولد في الخرطوم  السودان عام 1922 . وهاجر إلى مصر عام 1947 ليدرس في جامعة القاهرة حيث حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية 1951 م..وبدأ حياته المهنية في التدريس  بالمدارس السودانية  من عام 1952...
ما يميّز الشاعر جمّاع هو إحساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله وهذا مالم تتحمله نفسيته المرهفة  فاصيب بامراض نفسيه وانفصام الشخصية .. حيث قامت الحكومة السودانية حينها  بارساله الى لندن  للعلاج .عاد بعدها الى السودان دون أن تتحسن حالته الصحية ليودع في مستشفى الامراض العصبية والعقلية  بالخرطوم ..
طبع ديوانه  «لحظات باقية» لثلاث مرات  في القاهرة .. حيث قام بعض اصدقائه وأقاربه بجمع قصائده  وذلك  بسبب ظروفه الصحية.. من الطرائف انه وحين ارساله الى لندن للعلاج  رأى في المطار اﻣﺮأﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ برفقة زوجها ..ﻓﺄﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ والزوج يحاول أن ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻓﺄﻧﺸﺪ ﻳﻘﻮﻝ..

أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ

ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ

ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌنَّى

ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ

ﻭﻣُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤنَّى

ﺃﻧتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ

ﻭاﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋنَّا

وعندما وصلت الحادثة الى اسماع  اﻷديب عباس محمود العقاد رحمه الله وعرف ان صاحبها ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ..قاﻝ : ﻫذا ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ الكلام ﻻ يستطيعه ذوو الفكر
ﻭفي المستشفى في لندن أُﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ، ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ المستشفى ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ...

وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه

ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ البيت ﻟلمممرضة الانكليزية ... ﺑﻜﺖ....ﻭﺻُﻨﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ كابلغ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ..
وبعد معاناة كبيرة  مع حالتة النفسية والعقلية المتأزمة .. توفي الشاعر  ادريس محمد جماع في الخرطوم عام 1968 ...

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...