الثلاثاء، 6 يونيو 2017

باب الاغا

واحدة من اشهر محلات شارع الرشيد  القديمة والتي أصبحت من اهم المناطق التجارية في بغداد .. ينسب باب الاغا الى أحمد أغا  القائد العام للقوات  المسلحة الانكشارية الذين حكموا بغداد في  عهد المماليك . والباب هنا ليست بابا بالمعنى المتعارف عليه  انما هو  مصطلح  مجازي  معناه الدائرة الرسمية او المقر الرسمي للاغا.
الحاج احمد اغا حكم بغداد في العهود المظلمة، حكما دكتاتوريا واستبداديا اشبه بحكم قرقوش ..فكان الحاكم المطلق  يسجن من يشاء ويعفو عمن يشاء يغضب على من يشاء ويصفح عمن يشاء ولا اعتراض على حكمه،  وبه ضربت الامثال  حيث يروى ان احدى النساء اشتكت على ولدها  وانه ابن عاق مقصر في واجباته نحوها فيتركها وليس لها من معيل، فأرسل الاغا جلاوزته لإحضار الرجل بقوة السلاح.. فرق قلب الام على ولدها  .. واشارت الى  احد الشباب في الشارع  على انه ابنها  فلما احضر هذا الشاب أمام الاغا وهو مذعور سأله الاغا عن اسباب تقصيره بحق والدته، فأجاب بان هذه المرأة ليست والدته، وان والدته قد توفيت منذ سنين طوال. غير ان الاغا لم يلتفت الى اقواله وتوسلاته، وأصر ان المشتكية هي والدته وبعد فاصل من التعذيب الذي لا يتحمله بشر ..حكم عليه ان يحملها على ظهره الى البيت ويقوم بواجبها. ففعل الرجل ذلك مسلما امره الى الله. وفي الطريق التقى به اخوه وهو على هذه الحالة فسأله مستغربا..(منو هالحرمة اللي شايلها على ظهرك؟) اجاب الاخ (مو هي امنا!) فقال الاخر (ولكن امنا ماتت كبل عشر سنين!). فما كان من حامل الام المزعومة إلا ان يقول لأخيه (روح فهّمه لحجي احمد اغا!). وذهب قوله مثلا يتداوله البغداديون
كما تضرب الامثال بخبز باب الاغا .. الحار والمكسب والرخيص  .. كما  اشتهرت  فواكه باب الاغا بانها  خير الفواكه التي كانت تعرض في اسواق بغداد.. واشهر من عمل بها هم اولاد كنو  حيث كان زبائنهم من عليه القوم  والوزراء..ويمتازون بالخلق الرفيع وحسن المعامله وكنت في التسعينات اتسوق من احد محلاتهم القريبة من مدخل دربونة الامام طه ..  
 كانت السمة الرئيسية لمحلة باب الاغا  هي كثرة النجارين  وخاصة نجاروا الكواريك والتوابيت ..والجراخين والحدادين وكان عملهم رديئا وسوقيا .. وليس احترافيا ..كما اشتهروا بعدم الالتزام و المماطلة والاهمال وعدم الدقة في العمل   .. ولكن بمرور الزمن تطورت محلة باب الاغا واصبحت مركز النشاط التجاري والحرفي .. وخاصة بعد انتشار باعة العدد والمواد الانشائية  واصحاب محلات بيع القاصات والاقفال  والكيلونات ومحلات طبع  واستنساخ المفاتيح .. والذين ايضا  سيتحولون الى مصالح اخرى بعد غزو باعة الملابس النسائية بالجملة والمفرد الى باب الاغا ..      


هناك تعليقان (2):

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...