الثلاثاء، 20 يونيو 2017

قصة قهرمانة

 القهرمانه هي المرأة الحكيمة  التي تسوس الامور بدهاء وفي المعاجم هي مسؤولة البيت ومدبرته  وفي العراق تلفظ ..كهرمانة  واكراما لعيونها  سميت  احدى الاحجار الكريمة باسم هذه المرأة ..وكذلك واحدة من اهم الساحات في بغداد الحبيبة ..
 تعود قصة قهرمانه او كهرمانة الى عصور ما قبل الاسلام .. وارتبطت بقصة تلك الطفلة الذكية والشجاعة  قهرمانة .. والتي كان والدها يمتلك خانا لإيواء المسافرين والخان هو الاستراحة ويشبه الفنادق في أيامنا هذه وكان كذلك  يعمل في بيع الزيت والسمنة ..ويمتلك عربة يضع فوقها  جرار الزيت حيث يقوم صباح كل يوم بملء تلك الجرار بالزيت ويدوربها  في الاسواق لبيعها ...
. وذات ليلة من ليالي الشتاء القارس نهضت كهرمانة من فراشها بعد أن سمعت أصواتا غريبة وشاهدت عدداً من الغرباء اختبأوا في الجرار الفارغة وادركت بفطنتها انهم من اللصوص الهاربين من ملاحقة الشرطة  حيث كانوا يطلون برؤوسهم بين فترة واخرى  لمراقبة رجال الشرطة الذين أحاطوا المكان…. أسرعت كهرمانة لإخبار والدها، واتفقا على إحداث ضجة في الخان لكي يخفي اللصوص رؤوسهم وتم لهما ما أرادا وهنا قامت كهرمانة بملء إحدى الأواني بالزيت وراحت تصبه في الجرار الواحدة تلو الأخرى. ولما شارفت الجرار على الإمتلاء نهض اللصوص وأخذوا بالصراخ والعويل مما دفع رجال الشرطة للامساك بهم. هذه القصة من القصص التراثية القديمة  ويعود تاريخها إلى ما قبل العصر الاسلامي..
واكراما لفطنة المرأة البغدادية  تم اختيار  هذه الشخصية لتنتصب في واحدة من ساحات بغداد الشهيرة .. وهي الساحة التي كانت تسمى مفرق الكرادة سابقا ويطلق عليها الناس ساحة كهرمانة حاليا ..
النصب من تصميم الفنان  النحات الشهير محمد غني حكمت  ويعود الى ستينيات القرن الماضي ...  وكان في البداية مصصم  بحيث تظهر الرؤوس من الجرار ولكن  تم تحديثه فيما بعد حيث أُزيلت الرؤوس الموضوعة فوق الجرار البساتيك من النصب ..
كهرمانة اليوم  واحدة من اهم ساحات بغداد يقصدها الكثير من السياح لالتقاط الصور التذكارية  التي تمثل رمزا  يشير الى بغداد الحبيبة .. وهناك الكثير ممن يسرح خياله  وهو يرى كهرمانه وجرارها الاربعين   ليحتضنها هو وسيارته كما في الصور المرفقة.. ..

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...