كرنفال رمضاني شعبي يقوم به أطفال المحلات من صبية وبنات حيث يجتمعون ويدورون على بيوت الاحياء والمحلات وهم مرتدين زي الخروج والزيارة و ينشدون الأناشيد الشعبية الرمضانية.. و هناك اراء مختلفة حول المناسبة والراجح منها هو ان جنوب العراق وجنوب ايران و الكويت وبعض مناطق الخليج، هي مهد هذه المناسبة . ومنها بدأت الانتشار .... تسمى في العراق الماجينة ..وفي اجزاء من البصرة ودول الخليج يسمى القرقيعان وفي مصر والتي دخلتها ايام الفاطميين يسمى الوحوي .. تصادف الماجينة ليلة النصف من رمضان والذي يصادف ذكرى ولادة اول احفاد الرسول الاعظم(ص) الامام الحسن ( ع ).. حيث جاء الصحابة الكرام لتهنئة الرسول الاعظم والامام علي بقولهم لولاك ما جئنا او ما جينا .. وفي احد الروايات ان النبي (ص) قام بتوزيع الحلويات المتاحة في ذلك الزمن على اطفال المدينة وكانت عبارة عن تمر ممزوج مع الدقيق، فصار اطفال المدينة يذهبون الى بيت النبي طلبا للحلوى في يوم 15 رمضان من كل عام، وكان يعد العدة لذلك قبل يوم، حيث تقوم السيدة فاطمة الزهراء (ع) باعداد التمر الممزوج بالدقيق.. هذه اللمحة يصفها ابن عمنا سماحة الحجة الشيخ عبد المهدي مطر رحمه الله بقصيدة طويلة بدأ في كل بيت منها بعبارة لولاك ما جئنا..
قلدت عاطلة الضحى بسلاح.. من يوم
مولدك المنير الضاحي
لولاك ما جئنا نعّب من الهوى... نخب
السرور واكؤس الافراح
لولاك ما جئنا لنعقد محفلا.... مرح
المباسم ناعش الارواح
هناك عدة روايات اخرى حول اصل كلمة (الماجينه) ولكنها لا تصمد و لا تفسر
لماذا يحدد يوم الماجينة بالنصف من رمضان
احدها تقول إن كلمة (الماجينه) اصلها من كلمة (باجي) وهي
كلمة غير عربية ، اعتاد البعض من العراقيين استخدامها للدلالة على الاحترام
فالاطفال ينادون البنت أو المرأة بـ(باجينا)، ولسهولة النطق واللفظ تحولت هذه
الكلمة الى ماجينة وهناك رواية اخرى تفيد بان كلمة (ماجينه) تتكون من مقطعين (ما
.. جينا) أي بمعنى لولاك ما جئنا..اما الرواية الاخيرة فترى أن كلمة (ماجينه) جاءت من ( راجينه ) وهي اسم لامرأة يهودية ثرية
تتصدق على الفقراء في بغداد لذلك كان
الاطفال يقصدون بيتها في ليالي رمضان المبارك..
اما اصل تسمية القرقيعان فهي جاءت من
قرع الاطفال للابواب طلبا للحلوى والهدايا في تلك المناسبة..ومصطلح القرقيعان هو
مصطلح خليجي، اكثر مما هو عراقي..
يبدأ الصبية في هذه الليلة
بالانتشار في الازقة وهم يحملون الطبول الصغيرة والابواق ويطرقون ابواب
الدور بابا تلو الاخر وينادون بالانشودة
الشهيرة (ماجينه يا ماجينه ..حل الجيس
وانطينه ) ويبقى هؤلاء الصبيه بانتظار صاحب الدار ليفتح لهم الباب حيث يدخولن باحة
الدار وهم ينشدون ويقوم اهل الدار يتقديم الحلوى مثل (الزلابية , البقلاوة ,
الملبّس , المسقول , الزبيب.. والجكليت والتمر بالسمسم او بالطحين ) اما اذا تأخر صاحب الدار عن الرد فان الصبية يرددون (
يا اهل السطوح تنطونه لو نروح ) وعندها يضطر صاحب الدار ان يعطيهم بعض المال بدلا
من الحلوى اذا كانت غير متوفرة لديه . وعندما يمنحهم الهدية فانهم يمدحون ويتغزلون بابنه الكبير ويختمون الانشودة
او الاهزوجة بمقطع ينشده كبير المجموعة
بقوله ( الله يخلي راعي البيت ) ويردد بعده باقي افراد المجوعة ( امين ) ليعود
القائد ويقول ( وبجاه الله واسماعيل ) (امين)... اما اذا امتنع صاحب الدار عن
اعطاء الهدية او فتح الباب فانهم يرددون ( يهل السطوح تنطونه لو نروح ؟ ) واذا
يأسوا من الموجودين داخل الدار يختمون وقوفهم امام ذلك الدار بالقول ( ذبوا علينه
الماي ذوله اهل الفكر ) والاصل في ذلك ان صاحب الدار اذا لم يستطع ان يقدم لهؤلاء
الاطفال شيئا فان اولاده يرشون الماء دلالة على الخير والبركة خصوصا اذا كان فقيرا
او ذوي الدخل المحدود . ومن الملفت للنظر ان العراقيين منذ قديم الزمان يحتفلون
بهذه المناسبة على اختلاف مشاربهم .. وتمثل بالنسبة لهم مخزونا مهما من مخزونات
الذاكرة .. ورغم تطور الزمن يبقى هذا النشيد خالدا .. ... (ماجينه يا ماجينه حلي
الجيس وانطينه، تنطينه لو ننطيكم لبيت مكة نوديكم، ربي العالي يخليكم تنطونه
كلماجينه... الله يخلي راعي البيت امين، بجاه الله واسماعيل امين)..اعاد الله هذه
المناسبة على الجميع بالخير والبركة ...
رمضان كريم على الجميع ..
30/5/2018
ردحذف