الجمعة، 9 يونيو 2017

المحيبس

 المحيبس  أو الـ "بات"واحدة من اشهر الالعاب الشعبية في العراق والتي يحرص العراقيون عامة و البغداديون خاصة على  ممارستها والتي مازالت مستمرة  رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد حاليا  .. تعتمد هذه اللعبة  على الفراسة  ..وتلعب عادة  في  ليالي شهر رمضان المبارك واصبحت واحدة من اهم  طقوس هذا الشهر الفضيل .. وتلعب عادة في المقاهي  والنوادي .. ولم تعد هذه اللعبة حكرا على الرجال فقد بدأت النساء بممارستها مؤخرا في محافلهن  كما يبدو في احدى الصور المرفقة ...
المحيبس تصغير لكلمة محبس وتعني   الخاتم... وهو اساس اللعبة.. تتكون اللعبة من فريقين...تبدأ اللعبة بعد ان يقوم أحد الفريقين بشراء المحبس بعدد من النقاط يتم منحها للفريق الآخر... ليقوم هذا الفريق باخفاء المحيبس بين ايدي لاعبيه  حيث يبدأ الفريق الثاني  بالبحث عن المحبس بين أيدي فريق الخصم المغلقة.. ويقوم بهذه العملية احد افراد الفريق ممن يتمتعون بالفراسة وقراءة الوجوه المرتبكة ويسمى  هذا الشخص ب " الطالوب "  حيث يقوم باستطلاع الوجوه والايدي اولا ويعطي اوامر  بفتح يد من يعتقد بخلو يده من المحبس" يكعده " ..  ليبقى عدد قليل ممن يشك بانهم يحملون المحبس..
وجود  المحبس بيد أحد ممن كعدهم الطالوب يعني خسارة الفريق الباحث لنقطة في اللعبةحيث يصرخ صاحب المحبس بالقول "بااات" وهي كلمة عراقية تعني أن المحبس بات عندهم وان الفريق ربح نقطة  ، ويقوم الفريق  بإعادة اخفاء المحبس إلى حين إيجاد الفريق المنافس للمحبس..حيث يستمر اللعب سجالا لحين وصول أحد الفريقين لمجموع النقاط التي يتفق عليها مسبقاً وغالبا ما تكون 21 نقطة  وبذلك يكون هو الفريق الفائز...و تتخلل اللعبة الاهازيج و الاغاني التراثية وخاصة المربعات البغدادية الجميلة والتي تساهم ببث الحماس و التسلية بين الحضور.. وفي نهاية المباراة والتي تستمر احيانا الى قبيل السحور  يتم توزيع  الحلويات على لاعبي  الفريقين والمتفرجين والحاضرين  والتي غالبا ما تكون الزلابية والبقلاوة  والتي  يدفع ثمنها الفريق الخاسر ..
يتميز  الباحث عن المحبس "الطالوب" بالفراسة ويعتمد  على تقاسيم الوجوه وتعابير الشخص المقابل، ليخمن وجود المحبس عنده، وبعضهم يقدر وجود المحبس بحجم اليد مقارنة بالأخرى، أو شعوره بارتباك حامل المحبس أو ابتسامة خفيفة منه.. وعادة ما يحاول الطالوب ارباك لاعبي  الفريق المنافس .. ومن اشهرهم اللاعب جاسم الاسود والذي حصل لسنوات عديدة على لقب افضل لاعب محيبس في العراق ..
..خرج المحيبس من نطاق المحلة الواحدة وتطور الامر الى تنظيم  ما يشبه الدوري بين فرق المحلات والمناطق الشعبية والتي لها باع في هذه اللعبة  وفق اسلوب. التسقيط حيث يحصل الفريق الفائز في  أخر أيام شهر رمضان على الجائزة الكبرى...
مؤخرا انتقلت هذه اللعبة الى دول الخليج العربي خاصة  بعد ازدياد العراقيين المقيمين هناك  وبدأ تنظيم دورات على مستوى دول الخليج..  كما تحولت اللعبة إلى برامج تلفزيونية و تطبيقات الكترونية  على  الهاتف المحمول،وبدأ عدد من القنوات  الفضائية العراقية باعداد  برنامج مسابقات يعرض للمتصلين مجموعة اكف  مغلقة في أحدها محبس، ويبدأ المتصل بفتحها تباعاً لحين إيجاده، لتخصص له جائزة مالية من القناة..
رمضان مبارك على الجميع

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...