الثلاثاء، 20 يونيو 2017

مدينة المنصور ..البدايات .. الجزء الاول


في بداية الخمسينيات وبعد تعاظم واردات النفط  تم تشكيل مجلس الإعمار..وتم اعداد خطة اعمارية شاملة شملت كافة نواحي الحياة..يومها كانت حدود توسع بغداد غرباً يتوقف عند نهر الخر وشرقاً عند سدة ناظم باشا، لذا اتخذت بغداد شكلاً طولياً موازياً للنهروفقا للتصميم الاساس الذي وضعته مؤسسة مونوبريو الإنكليزية .. تم وضع تصميم جديد يسمى مخطط دوكسيادس الذي الغى هذين الحدين، السدة والنهر، وفسح المجال أمام قيام مدن ملحقة هي: بغداد الجديدة، وزيونة، والرشاد، ومن ثم مدينة الصدر حالياً شرقاً، والشعلة والمنصور والمامون والدورة والداوودي غرباً، ومدن الضباط شرقاً وغرباً كانت تدعى القاسم.. جميع هذه المدن والأحياء تم التخطيط لانشائها في منتصف الخمسينيات، وقسم منها نفذ قبل سنة 1958..
في تلك الفترة تم شراء مساحات من الأراضي الزراعية من أصحابها في تلك الفترة  من قبل شركة المنصور المساهمة، وتمت المباشرة اولا ببناء حي دراغ بعد فرز الأراضي التابعة الى عائلة آل دراغ وتم بناء  حي نموذجي ، سمي بحي دراغ ثم تم توزيع قسم من أراضي المنصور الحالية على موظفي بنك الرافدين الأهلي..و الأطباء، ووزارة التربية، وللمهندسين والذين كان لهم حي خاص يسمى لحد الان  حي المهندسين ، وكان الشارع الرئيس  يُسمى شارع رسام...وبدأت شركة المنصور بوضع التصاميم التخطيطية، لهذه المدينة الناشئة، حيث انشأت ميداناً لسباق الخيل كان الاول من نوعه  في منطقة الشرق الاوسط ، وانشأت حظائر الخيول في الموقع الحالي لمول المنصور .. الاسواق المركزية سابقا ...
وكذلك تم انشاء نادي اجتماعي ثقافي عراقي متميز ، بايعاز من عبد الإله ونوري السعيد، وذلك سنة 1952 سمي نادي المنصوراريد ان يكون منافسا لنادي العلوية المؤسس من قبل الإنكليز..
تم زراعة  مدينة المنصور في بدايتها بمساحات خضراء منسقة، تشمل أشجار اليوكالبتوز والدفلة والياس على جوانب شوارعها، وفي الجزر الوسطية والتقاطعات .. وكانت تأخذ مياهها من نهر الخر ..
من أول المساكن التي بنيت في المنصور، داران كبيران واحدة لسكن الأميرات شقيقات الوصي عبد الإله، والأخرى لسكن شقيقته الأخرى المتزوجة وعائلتها وسُمي الشارع الموازي للدارين بشارع الأميرات ومازالت التسمية قائمة الى اليوم  وهو مواز لسباق الخيل من جهة الشرق، أما من جهة الغرب لساحة السباق، فكان هناك شارع مواز آخر، ضم مداخل ساحة  سباق الخيل  ومداخل نادي المنصور ..
بعد النادي وساحة السباق  انشئت عمارة سكنية من عدة طوابق مازالت قائمة حتى الان  تحتوي على عددٍ لا بأس به من الشقق ، وعلى اسواق كانت  تعتبر متطورة جداً في ذلك الوقت  ومركز للبريد في الطابق الأرضي.. ومركز للشرطة  ولوندري " مكوى " في الموقع نفسه.. وبيعت باقي قطع الاراضي الى عامة الناس  وكان سعر المتر المربع الواحد المعروض يتراوح بين نصف الدينار والدينار وحسب القطعة.. وكانت مساحات القطع الاراضي تتراوح ما بين الألفي متر والخمسمائة متر.....
كان يفصل مدينة المنصور عن مدينة المأمون شارع عام وهو الشارع الذاهب الى مدن الفلوجة والرمادي وشارع السفارات حالياً كما يُسمى، حيث بنيت مدينة المأمون الحالية قبل المنصور...وبدأ العمران وتشييد الدور في حي المنصور، والمناطق المحيطة به، كإسكان غربي بغداد، والدور السود، ومدينة الوشاش، والداوودي في منتصف الخمسينيات واستمر ذلك الى نهاية الستينيات..
. .وبموازاة البناء شقت وبلطت الشوارع ، وانجزت بقية الخدمات كالماء والكهرباء وبدأت تفتح في مدينة المنصور، عدد من الأسواق كانت لها خدمة التوصيل الى المساكن على دراجات هوائية أُم السلة ، وبدأت سيارات الألبان والمشروبات الغازية تقدم خدماتها مباشرة للمساكن وأيضاً افتتح عدد من الأفران والمخابز اضافة الى  الخدمات الأخرى ومن اقدمها مكوى المنصور اضافة لعدد من صالونات الحلاقة التي من أهمها (توكالون) في منتصف ستينيات القرن الماضي.
سيّرت ثلاثة خطوط لمصلحة نقل الركاب لخدمة مناطق المنصور، كان أولها خط 30 الذي يربط الباب الشرقي بالمنصور، و كان قبل تبليط شارع 14 رمضان يدخل من شارع رسام مقابل كباب نينوى حالياً،  لتنتهي المحطة في نهاية الشارع جنب نادي الصيد حالياً..أما الخط الثاني فكان رقم 50، وكان يخدم منطقة حي دراغ فقط ويربطها بساحة الشهداء في الكرخ.
الخط الثالث وهو 57، فقد افتتح بعد تبليط شارع 14 رمضان أوائل الستينيات ويربط نهاية الشارع من جهة المأمون بالميدان وهكذا ربطت المنصور بالباب الشرقي والكرخ والميدان..... وللحديث بقية ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...