الثلاثاء، 6 يونيو 2017

بيت لنج

 في عام 1834 وافقت الحكومة العثمانية على تسيير باخرتين بريطانيتين في نهري دجلة والفرات لخدمات المقيمية الانكليزية ببغداد والتي تقع في جانب  الكرخ ... بعد بضعة أشهر أرسلت لندن باخرتين أسمتهما... دجلة والفرات ، وانتدبت ضابطا انكليزيا  اسمه   فرانس جيسني  لبحث موضوع الملاحة في نهري دجلة والفرات . غير ان عاصفة هوجاء قرب عانة في أعالي الفرات اغرقت احدى  السفينتين ليتوقف العمل بالمشروع فترك جيسني العمل الى احد مساعديه وهو هنري بلوص لنج الذي واصل تحرياته وتوصل الى إمكانية الاستفادة من النهرين ولاسيما دجلة للملاحة التجارية .وبعد سنوات قام لنج مع عدد من أفراد أسرته بتأسيس شركة تجارية للنقل النهري باسم شركة لنج  تولى أخوه ستيفن لنج إدارتها . وفي 24/4 / 1860 منحت الدولة العثمانية امتيازا للشركة باسم ( شركة لنج واخوانه المحدودة للملاحة النهرية في العراق ) .
استمرت الشركة بعملها مستفيدة من دعم الحكومة البريطانية لها ، وقد أصبحت إحدى واجهات نشاطها في الشرق ، وبالرغم من سعي الدولة العثمانية لتأسيس شركة حكومية للنقل النهري ، إلا انها لم تستطع التنافس مع الشركة الانكليزية وشهرتها الذائعة .استمرت شركة لنج بنشاطها التجاري الى عهد تأسيس الدولة العراقية في مطلع عشرينات القرن الماضي ، غير إن أعمالها أخذت بالتراجع بعد دخول قاطرات سكك الحديد الى العمل في العراق حتى تم تصفية  اعمالها  ولم يبق من آثارها سوى بنايتها الشهيرة في شارع الرشيد وتعرف ببيت لنج وهي من ابرز معالم شارع الرشيد التاريخية وتشغل مربعا كاملا يقع بين شارع الرشيد وشارع النهر في بداية  شارع المستنصر  المؤدي الى غرفة تجارة بغداد حيث شغلت مكاتب الشركة القسم الخلفي منها المطل على شارع النهر  أما القسم المطل على شارع الرشيد فقدتم تأجيره  الى عدة محلات وهي مكتبة مكنزي المختصة بالكتب الانكليزية والاجنبية حيث كانت الكتب والمجلات تصل أسبوعيا بالطائرة من لندن الى بغداد ،وهي تقع في ركن البناية..يجاورها محل صالح الويا المختص ببيع أرقى أنواع الفرو الطبيعي وكان عدد من السيدات العربيات من العوائل الغنية في مصر ولبنان وسوريا وفلسطين يأتون خصيصا الى بغداد لشراء الفرو الثمين منه..وبجانبه  محلات "كيكو"المختصة ببيع أرقى وأغلى الحقائب النسائية ،ثم الخياط الارمني الشهير "آدم "وهو أغلى وأرقى خياط رجالي ولم يكن يخيط الا اﻷقمشة التي يجلبها هو بنفسه من فرنسا وأنكلترا وسويسرا وقد ورثه في المحل الخياط "فاضل ياس "الذي لم يكن أقل منه ذوقا حيث تعلم على يديه وفي أعوام السبعينات أشترت البناية اسرة  آل بينة الشهيرة  وحولوها الى سوق يسمى اليوم سوق المستنصر ويختص حاليا  ببيع الاحذية والحقائب النسائية بالجملة والمفرد ...

 منقول من عدة مصادر بتصرف

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...