الجمعة، 30 يونيو 2017

النشيد الوطني العراقي

منذ تأسيس دولة العراق الحديث عام 1921 م ولحد الان تعاقب على العراق خمسة اناشيد وطنية في خلال فترة اقل من قرن واحد...وذلك مع كل تغيير رئيسي في نظام الحكم حيث كان  كان النشيد الوطني العراقي اول ما يخضع للتغيير...
البداية كانت بعد تشكيل الدولة العراقية ..ايام العهد الملكي وتنصيب الملك فيصل الأول ملكا على الدولة الناشئة، كان لابد من ان يكون للمملكة العراقية الهاشمية موسيقى ملكية اسوة بدول العالم المتقدمة وفعلاً اعلنت عام 1924 مسابقة لتلحين أول سلام ملكي وخصصت جائزة مالية لمن يفوز بتلك المسابقة, وقد اشترك عدد من الموسيقيين الاجانب وفاز الضابط الإنكليزي الميجر جي. ار. موري حيث الف قطعة موسيقية على ايقاع مارش عسكري وكان السلام الملكي لحناً فقط بدون كلمات وقد حاول أحد الشعراء إضافة كلمات للحن ولكن بصورة غير رسمية بحيث كانت تردد فقط امام الملك فيصل…. عزف هذا السلام لأول مرة من قبل جوق الحرس الملكي العراقي في مجلس الأمة ...وبعدها في البلاط الملكي ومقر وزارة الدفاع. وكان يعرض على شاشات السينما قبل عرض الأفلام وبعدها مع ظهور صورة الملك والعلم العراقي يرفرف وراء صورته واستمر ذلك حتى تموز عام 1958 م.
بعد التحول الى الجمهورية  في 14 تموز 1958م وفي عهد عبد الكريم قاسم كان لابد من اجراء تغيير على السلام الملكي وتحويلة إلى سلام جمهوري. وقد عهد بهذا العمل الى  الموسيقار العراقي الراحل لويس زنبقة ,والذي اكمل دراساته الموسيقية العليا  في العاصمة النمساوية (فيينا) حيث انجز  العمل  وقام بتسجيله من قبل جوق موسيقي نمساوي في النمسا وقدَّمه مرفَقاً برسالة الزعيم عبد الكريم قاسم، عِبر سفارة العراق في فيينا، شارحاً فيها الأفكار والمضامين التي اعتمدَها في صياغة اللحن.. حيث تقرر اعتمادَه سلاماً وطنياً لجمهورية العراق حتى عام 1963 ويذكر ان السلام الجمهوري في هذة الحقبة كان لحناً أيضا بلا كلمات.. وكان يسمى موطني وهو يختلف عن النشيد الوطني الحالي ولكن يحمل الاسم نفسه. ويعتبرالموسيقار لويس زنبقة رحمه الله .. الموسيقي العراقي الوحيد الذي وضع لحنا للنشيد الوطني العراقي إلى زماننا هذا ... بعد الانقلاب على عبد الكريم قاسم وصعود حزب البعث إلى السلطة في 8 شباط عام 1963 تم اعتماد نشيد وطني جديد ..وهو والله زمان ياسلاحي .. من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين و من الحان الفنان  المصري كمال الطويل والذي غنته كوكب الشرق السيدة ام كلثوم عام 1956 واعتمد كنشيد وطني للجمهورية العربية المصرية لغاية عام 1979م. وبذا فقد  كان للعراق ومصر نفس النشيد الوطني...
في بداية الثمانيات  رأت الحكومة العراقية  انه من الضروري ان يكون هناك نشيد وطني يختص بالعراق ولا يتبع النشيد الوطني المصري الذي كان معمولا به في العقد السابق لذا فقد قد اقيمت مسابقة في دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الاعلام العراقية لاصدار نشيد وطني جديد وقامت الدائرة بتسجيل كافة الاعمال والاستماع إليها من قبل لجنة متخصصة بتقييم هذة الاعمال وانحصرت النتائج بين مشاركتَين لضابطَين من الموسيقى العسكرية هما عبد السلام جميل فرنسو وعبد الرزاق العزاوي وهما من المتخصصين  بمثل هذا النوع من الموسيقى ... لكن المفارقة ان الحكومة العراقية ضربت خيارات المتخصصين عرض الجدار...و صدر مرسوم جمهوري باعتماد نشيد ارض الفراتين وهو من كلمات الشاعر العراقي شفيق الكمالي والحان اللبناني وليد غلمية ليكون النشيد الوطني للجمهورية العراقية عام 1981.وبعد سيل من الانتقادات  للحن كونه لا يلائم البنية الفنية لأجواق الموسيقى العسكرية التي تتولى في العادة أداء السلام الوطني فقد تم  ايفاد مدير الموسيقى العسكرية العراقية ومعاونه إلى إنجلترا لإعادة صياغة اللحن بما يلائم الاساس  الفني لأجواق الموسيقى العسكرية و تم تسجيل لحن النشيد من قبل جوق بريطاني... حيث اعتمد النشيد منذ عام 1981 ..
 للتذكير  فقط .. اواخر ايام النظام السابق  اعلن عن محاولات لتغيير النشيد الوطني وقد اذيع في قنوات العراق والشباب والفضائية العراقية عدد من هذة الاناشيد وطلب من المشاهدين التصويت عليها ولكن لم يعتمد اياً منها. وقد كانت نتائج التصويت  تميل الى  الموسيقار كاظم الساهر بقصيدة سلاماً عليك التي كتب كلماتها الشاعر اسعد الغريري...
بعد سقوط النظام السابق تم اعتماد نشيد موطني كنشيد وطني في العراق.. من قبل رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة بول بريمر..وموطني هي  قصيدة وطنية شهيرة كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان ولحّنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل في العام 1934 ..واصبحت منذ ذلك الوقت النشيد الرسمي لفلسطين .. وما زال هذا النشيد معتمداً من قبل الحكومات العراقية المتلاحقة منذ عام 2003 إلى يومنا  هذا..
يوم 12 تموز2012 صدر قرار من السلطة التشريعية في البلد والمتمثلة  بمجلس النواب العراقي باعتماد نشيد جديد . وهو .. سلام على هضبات العراق .. لشاعر العرب الاكبر  محمد مهدي الجواهري.. كنشيد وطني لجمهورية العراق بدلا من نشيد موطني .. ولكن القرار لم يتم تنفيذه حاله حال القرارات الكثيرة التي لم ترى النور رغم اقرارها ... النشيد الجديد  عبارة عن قصيدة رائعة  كتبها الجواهري عام 1947 ... ..

.سلام على هضبـات العراق وشطيه والجرف والمنحـــــنى

سلام على باسقات النخيل وشم الجبال، تشيع السنــا

سلام على نيرات العصــور ودار السلام، مدار الدنـى


منقول من عدة مصادر بتصرف

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...