اطباء على قائمة الموت

تحدثنا قبل ايام عن ما اسمته الصحافة البريطانية بمجزرة مدينة الطب .. تلك الحادث التي تم فيها بقرار رئاسي صادر في 29/11/1979 احالة 48 طبيبا من عمالقة الطب في العراق الى التقاعد مثل الدكتور فرحان باقر والدكتور  زهير البحراني، والدكتور خالد القصاب والاستاذ مكي الواعظ وطلال ناجي شوكت وخالد ناجي، عبد الامير الازري والدكتور صلاح العاني والدكتور غالب العاني، والدكتور نجم الحديثي والدكتور سالم الدملوجي والدكتور هادي السباك .. ويقال ان السبب هو عدم ضمان ولائهم  خاصة بعد اكتشاف محاولة اغتيال راس النظام من قبل الدكتور غازي الحريري  عام 1979والتي اكتشفت في اللحظات الاخيرة  حيث تم  القاء القبض عليه واعدامه..

اليوم نتحدث عن اطباء  على قائمة الموت  المجاني   اولهم الدكتور  إسماعيل  التتار ..استشاري الامراض الجلدية والزهرية ..وهو نجل الأستاذ حسن التتار وزير العدلية في العهد الملكي واحد اساطين القانون وأول عراقي يصبح  رئيسا لمحمة تمييز العراق..

تخرج الدكتور أسماعيل التتار من الكلية الطبية العراقية  وأكمل تخصصه للأمراض الجلدية والزهرية  و أصبح أستاذاً في كلية الطب وكانت له طرقا خاصة لمعالجة مرض الصدفية   اشتهر بها داخل  العراق  وخارجه .. كان مثقفا وصاحب مجلس ثقافي .. ورياضيا متميزا ..

اصبح ضمن الطاقم الطبي للرئاسة العراقية .. القي القبض عليه هو وخمسة من الاطباء من بينهم استشاري الاطفال الدكتور هشام ماهر السلمان  كانوا في جلسة خاصة بدار التتار  بسبب ضحكهم على نكتة .. نعم نكتة سببت زعل رأس السلطة انذاك  .. اذاع التلفزيون العراقي حينها   ان الدكتور  اسماعيل التتار القي القبض عليه بسبب حصول ممارسات غير اخلاقيه في عيادته.. و تم ايقافه عن العمل واعتقاله.

حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة سنتين .. ولكن الرئاسة  رفضت القرار  وابدلت الحكم من السنتين الى الاعدام حيث طلب الرئيس اوراق الدعوى وهمش عليها معلقا .. ( يجب إعادة المحاكمة في محكمة تقدر أهمية الرئيس وعمق الإجرام الذي يرتكبه من يورد شيء بصدده ).. وتم تنفيذ الحكم  في هؤلاء العباقرة من الاطباء في 21/9/1988...

الدكتوره فاطمة الخرسان .. طبيبة الامراض النسائية الشهيرة... علم من أعلام الطب..وكانت من الساعين الى تأسيس جامعه الكوفه.. كانت عيادتها في شارع السعدون قرب ساحة الجندي المجهول .. ولدت سنة 1928  واكملت دراستها الاولية وكانت من المتفوقات ... دخلت الى الكلية الطبية عام 1945و تخرجت سنة 1951 .. وتدرجت طبيا حتى اصبحت من الاسماء اللامعة في عالم الطب ..

ضمن حملة تصفية المعارضين للنظام السابق  تم اتهامها بالمشاركة في المحاولة الانقلابية التي قادها اللواء عبد الغني الراوي عام  1970 والتي اطلق عليها عملية الغزال والتي نشرت تفاصيلها في كتاب محاولات اغتيال الرئيس .. لبرزان التكريتي .. اعتقلت و تم اتهامها بان دارها في الكرادة كانت وكرا تخزن فيه الاسلحة القادمة من ايران وكانت  تعقد فيه الاجتماعات للاطاحة بالنظام .. وصدر عليها حكم بالسجن المؤبد ...

بعد 11 شهرا قضتها في السجن  تم اطلاق سراحها   بحجة ان سجنها كان عن طريق الخطأ . وعادت لتمارس عملها كطبيبة  في عيادتها الخاصة بساحة الفردوس او الجندي المجهول والتي هدمت فيما بعد لتصبح فندق فلسطين ميرديان ..

في عام 1972 اغتيلت الدكتورة فاطمة الخرسان داخل عيادتها بساحة الفردوس ..واشاعت السلطة في حينها في محاولة قذرة لتشويه سمعة هذه الطبيبة  انها تقوم باجراء عمليات اجهاض غير مشروع وعمليات جراحية لاعادة العذرية لمن فقدتها في عيادتها الخاصة .. وأن القاتل كانا في حالة غضب شديد  فقتلها ... ثم انتحر ...