الاثنين، 25 ديسمبر 2017

المدرسة الأمريكية للبنات في بغداد .....ثانوية الامريكان

عهدت حكومة الولايات المتحدة الى جمعية الارسالية المتحدة  مهمة تأسيس  المدرسة الامريكية في بغداد ..وتم تعيين السيدة تومس في أيلول 1924 كمديرة للمدرسة الامريكية بالخارج واناطت مهمة تأسيس المدرسة بالدكتور ستاوت والذي تقدم بطلب الى وزارة المعارف العراقية لتأسيس مدرسة داخلية للبنات في بغداد بنفس السنة إلا أن وزارة المعارف اهملت الطلب  ...مما دفعه الى تقديم طلب آخر عام 1925 لتأسيس المدرسة.. ولم يكن امام وزارة المعارف الا عرض الامر على مجلس الوزراء .. وقد لفت  المندوب السامي البريطاني نظر رئيس الوزراء شخصيا إلى أن حكومة الولايات المتحدة لم تعترف حتى الآن بحكومة العراق وان بامكان الامريكان المساعدة  في  دخول العراق لعصبة الأمم المتحدة .. وأعرب المندوب السامي عن أمله أن يوافق المجلس على منح رخصة للمدرسة ... وبالفعل فقد حصلت موافقة مجلس الوزراء ووزارة المعارف في ايلول 1925 على منح ترخيص للارسالية الأميريكية لفتح مدارس بشرط الرجوع  الى انظمة وزارة المعارف العراقية وان يخضعوا لتفتيشها حالهم حال  المدارس الأهلية العراقية .

في شهر  كانون الثاني 1925 وصلت السيدة تومس إلى بغداد للالتحاق بالارسالية المتحدة التي عهدت إليها مهمة تأسيس المدرسة وإدارتها ونجحت في الاستعانة بخريجات مدارس الارسالية في سوريا ولبنان ..كمعلمات مؤهلات للتدريس.. وتم افتتاح المدرسة الامريكية  من ستة صفوف في محلة رأس القرية  بشارع الرشيد ببغداد بصورة مؤقتة حيث بلغ عدد طالباتها في السنة الأولى 59 طالبة.. انتقلت بعدها  في السنة التالية  إلى بناية أفضل تقع قرب جسر مود ( الأحرار حاليا ) بعد ان ازداد عدد الطالبات ليصل الى 135 عام 1929.. ثم انتقلت المدرسة للباب الشرقي مقابل  حديقة الامة الحالية  وخلال 18 عاما  شغلت السيدة تومس منصب المديرة بجدارة ولها الفضل  بتطور المدرسة وتقدمها. حيث اضافت لها المرحلة المتوسطة بصفوفها الثلاث  .. ثم اضافت الصفوف الثانوية للفرع الادبي عام 1940 لتكون مدرسة متكاملة من المرحلة الابتدائية الى الثانوية ...بعد ان انجزت مهمتها بنجاح كبير غادرت السيدة تومس العراق واستلمت إدارة المدرسة السيدة  بوجارد للمدة من 1944 إلى 1947 ثم تولت ادارتها السيده ثيما اعقبتها ولمدة احد عشر عاما السيدة  كارفر .. ثم السيدة ماركريت برجس .. واخيرا كانت السيدة ماري انكل آخر مديرة للمدرسة قبل ان يتم تعريقها  وتأميمها .. خلال هذه الفترة وفي العام 1956 انتقلت المدرسة إلى بناية جديدة وحديثة شيدتها جمعية الارسالية في منطقة المنصور حيث  شغلت الروضة والابتدائية الطابق الأرضي بينما شغلت الثانوية بفرعها الأدبي الطابق الأول وفي عام 1959 الغيت الروضة والابتدائية وبعد مرور عام واحد أضيف الفرع العلمي للدراسة الإعدادية لتصبح هذه المدرسة .. مدرسة ثانوية متكاملة .. باسم الثانوية الامريكية للبنات او ثانوية الامريكان  كما هو معروف بين الناس
تمسكت ادارة المدرسة بتعليمات وزارة المعارف ومناهجها المقررة ..وكانت تشجع الرياضة والموسيقى والفنون وكانت من المدارس الراقية والمتميزة جدا وبالنظر إلى المستوى الدراسي والتربوي العالي وما حققته من تفوق ونسب نجاح عالية  في الامتحانات العامة الحكومية ، ازداد الإقبال عليها من قبل الطالبات  واولياء الامور وساهمت الدرسة في  رفد الجامعات العراقية بخيرة العقول من حملة الشهادات وبمختلف الاختصاصات
في حزيران عام 1969..ومن ضمن القرارات  العبثية والغير المدروسة تم الاستغناء عن خدمات جميع المدرسين والمدرسات والموظفين والموظفات الأجانب العاملين في المدرسة  وتغيير اسمها الى ثانوية بغداد للبنات .. وعهدت بادارتها مؤقتا  إلى نقابة المعلمين المركز العام بإشراف مديرية التعليم الأهلي و  تم نقل ملكية بناية المدرسة وكافة ممتلكاتها وموجوداتها النقدية والعينية إلى وزارة التربية ونقلت ملكية الدار العادة لجمعية الارسالية المتحدة في محلة السنك إلى الإدارة المحلية للواء بغداد لتنتهي قصة هذه المدرسة العريقة ...

هناك تعليق واحد:

  1. هل هناك قوائم بأسماء الخريجات قبل تعريق المدرسة؟

    ردحذف

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...