الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

الشيخ إمام.. أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.

هو الشيخ  إمام محمد أحمد عيسى  ولد في قرية أبو النمرس بمحافظة الجيزة في 2 حزيران عام  1918 لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لهذه الاسرة  من الذكور حيث مات قبله سبعة ... أصيب في السنة الأولى من عمره بالرمد الحبيبي وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى طفولته في حفظ القرآن وكانت له ذاكرة قوية...رحل الى القاهرة وامتهن الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم..  ولعبت الصدفة دورها بعد ان التقى بالشيخ درويش الحريري أحد كبار علماء الموسيقى.. حيث اعجب بصوته  وتولى تعليمه الموسيقى.وصحبه في جلسات الإنشاد والطرب، فذاع صيته وتعرف على كبار المطربين والمقرئين، أمثال زكريا أحمد والشيخ محمود صبح...
فى منتصف الثلاثينيات لزم  الشيخ إمام الشيخ زكريا أحمد حيث استعان به الشيخ زكريا في حفظ الألحان الجديدة واكتشاف نقط الضعف بها، حيث كان زكريا أحمد ملولا، لا يحب الحفظ فاستمر معه إمام طويلا، وكان يحفظ ألحانه لأم كلثوم قبل أن تغنيها، وكان إمام يفاخر بهذا.و بدأت تتسرب هذه الاغاني للناس قبل أن تغنيها أم كلثوم.. فقرر الشيخ زكريا الاستغناء عن الشيخ إمام.
قرر الشيخ امام تعلم العزف على العود، وبدأ يفكر في التلحين ... وتحول لمغن
التحول الاكبر كان فى عام 1962 م عندما  التقى الشيخ إمام بأحمد فؤاد نجم  و وبدأت الثنائية بين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم واصبح رفيق دربه وتأسست شراكة دامت سنوات طويلة. وذاع صيت الثنائي نجم وإمام والتف حولهما المثقفون والصحفيون واتسعت الشركة فضمت عازف الإيقاع محمد على،وكونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ..و لم تقتصرالفرقة  على أشعاراحمد فؤاد نجم فغنت ل فؤاد قاعود، ,و سيد حجاب ونجيب سرور، وتوفيق زياد، ونجيب شهاب الدين، وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحى، وفرغلى العربي، وغيرهم.
بعد انتكاسة العرب في حرب حزيران 1967 سادت على اعمال الفرقة نغمة السخرية من الوضع الراهن  وانتشرت قصائد نجم التي لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر... في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب الإذاعة والتليفزيون.
لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولين عن هزيمة 1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة ملفقة وهي تعاطي الحشيش سنة 1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر وكان يغني وهو ذاهب إلى المعتقلات اغنيته المشهورة شيد قصورك ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات.
في منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً..وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة،
فى منتصف التسعينات وبعد تجاوزه السبعين من العمر آثر الشيخ إمام العزلة والاعتكاف في حجرته المتواضعة بحي الغورية ولم يظهر في الكثير من المناسبات حتى وفاته بهدوء في السابع من تموز 1995 هدوء في 7 يونيو 1995 ...تاركا ورائه ارثا عظيما من الاعمال التي حركت الشارع العربي لسنوات طويلة

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...