الأحد، 2 ديسمبر 2018

العفطة او الزيك في التراث الشعبي

العفطة أو الزيج (الزيك) تعني الصوت الذي يخرج من بين الشفتين، فاذا علا الصوت، فهو عند البغادة (زيك)، ويسمى الفاعل (عفاط) و(زياك). وهي في معظم الاحوال نوع من الاحتجاج او التقريع أو الشتيمة. وكان البعض يتعامل معها بطريقة موسيقية ..
في التراث الشعبي البغدادي هناك شخصيات كثيرة تميزت بالزيج القوي الصارخ، ففي جانب الرصافة  اشتهرت  الشخصية المعظماوية الشهيرة  والمصارع المعروف ..عوسي الأعظمي... اما  في الكرخ فقد اشتهر السيد الجليل محمد سعيد مصطفى الخليل بكونه  " زياك" ممتاز..
من الروايات الطريفة التي يرويها  المحامي والمؤرخ الشعبي البغدادي عبود الشالجي ا في كتابه الموسوم "موسوعة العذاب" ان المرحوم عبد المجيد الشاوي كانت له ببغاء تميزت  بالزيك القوي كلما علا صوت احد من الضيوف.. وكان المرحوم الشاوي يصاب بالحرج و يعتذر لضيوفه قائلا .. والله ان هذه الببغاء حيرتني لانها تسمع صوت المؤذن في الجامع بجوارنا من سنين ولم تتعلم منه شيئاً. ولكنها  تعلمت العفاط من السيد محمد سعيد الخليل بعد ان عفط امامها ثلاث مرات،.
روفائيل بطي أديب وصحافي عراقي من مواليد عام 1901،  له العديد من المؤلفات منها سحر الشعر والأدب العصري في العراق العربي وكتاب الصحافة في العراق والدراسات في الأدب العربي في العراق خصوصاً. عمل رئيس لتحرير جريدة العراق من عام 1921 حتى عام 1924 ثم أنشأ مجلة الحرية عام 1923 وفي عام 1929 أصدر جريدة البلاد اليومية وبقيت تصدر أكثر من ربع قرن. و قد أنتخب نائبا على البصرة ست دورات ثم إنتخب عميدا للصحفيين ورحل إلى مصر عام 1946 حتى عام 1948 وفي عام 1953 أصبح وزيرا للدولة مرتين وبعد الوزارة فقد شعبيته ولم يستطع العودة للبرلمان وتوفي عام 1965...يقال أنه كان من عادة الاستاذ روفائيل بطي ان يعمد بالجلوس في مقهى البلدية بالميدان المطل على الشارع المؤدي لمجلس نواب العهد الملكي (محكمة الشعب فيما بعد) وفي اليوم الذي تعقد فيه الجلسة يمر النواب  من امام المقهى، وكان الشعب يسخر من بعض هؤلاء النواب ويسميهم نواب "موافج... أي إمّعَات، ولا رأي لهم، فكان الاستاذ بطي حين يمر احد النواب يستقبله بزيك محترم ( عفطة ) مما يثير جوا من المرح بين رواد المقهى، وهو موقف كوميدي ساخر!! الا انه حين مر احد النواب وخلافا لعادته لم يزيك وبقي صامتا حتى غاب النائب عن الانظار ..فالتفت الى الحضور قائلا .. إمعودين ..  هذا حتى العفطة ما يستاهلها....

منقول بتصرف

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...