ماجرى على هذا البحر يذكرني بما حصل لبحر النجف . مع الفارق طبعا
...
بحر أرال هو بحر داخلي يقع في آسيا الوسطى بين أوزبكستان جنوبا وكازاخستان
شمالا ...تبلغ مساحته 68,000 كم2. وأقصى عمق فيه 68 م ويبلغ طوله من الشمال الشرقي
إلى الجنوب الغربي 428 كم وعرضه يبلغ 284 كم. تتصل به صحاري قيزيل قوم وقره قوم
الرملية. يصب فيه نهران كبيران سيردريا
(سيحون) وأمودريا (جيحون) وهما مصدر
تغذيته ..وفيه جزر كثيرة أهمها جزيرة
كوكارال البالغة مساحتها 273 كم2 وجزيرة فزرغدينية والتي كانت تعرف باسم نقولا
الأول ومساحتها 216 كم2 وجزيرة بارساكلمز وغيرها.. ويسكن بجوار البحر تجمعات
سكانية خاصة بعض رعاة الماشية، ويعد بحر أرال مصدرا مهما لاستخراج الملح وتعيش فيه أسماك تتكيف مع
نوعيه ملوحة المياه وهي 20 نوعا أهمها الحفش والشبوط و السلمون والرخويات وفيه
مصائد للسمك خاصة لإنتاج الكافيار
اطلق عليه العرب اسم بحر خوارزم وأطلق عليه الروس في القرن السابع عشر اسم
البحر الأزرق .. وكان يعتبر رابع أكبر حوض مائي في العالم .. قبل ان يجف اكثر من
90% من مساحته في السنوات الماضية
والباقي مرشح للجفاف بحلول عام
2050 .ويُعتبر جفاف بحر آرالأحد أسوأ الكوارث البيئية التي تسبب بها الإنسان.
في مطلع الخمسينات من العقد الماضي قررت الحكومة السوفيتية في زمن نيكيتا خروتشوف تحويل مجري نهري "أموداريا
"و"سيرداريا" المغذية
للبحر ليتم ري الصحراء الواسعة ، من اجل
زراعة وانتاج القطن الذي شهدت أسعاره ارتفاعاً غير مسبوق ، وبدأ منسوب البحر بالانخفاض نتيجة التبخر. و بدأت الشواطئ بالانحسار
بعد عام 1960 ومع بداية السبعينات اختفت
دلتا أموداريا التي كانت تحوي آلاف الجزر ونظامبيئي فريد من نوعه، واصبح البحر
الذي كان يزخر بثروة سمكية هائلة مجموعة بحيرات صغيرة مالحة لا مقومات للحياة
المائية فيها بسبب ارتفاع درجة ملوحة المياه بواقع أكثر من ثمانية أضعاف ما أدى
إلى نفوق الحياة البحرية. كما أدى انكماش البحر إلى انهيار صناعة الصيد في
المنطقة، وتسبب ذلك في ارتفاع معدلات البطالة والركود الاقتصادي، وتحولت المدن
الممتدة على طول الشواطئ إلى مقابر للسفن، وانتشر التلوث الذي اثر على الصحة
العامة للسكان ..اضافة الى التغييرات المناخية
حيث أصبح الصيف أشد حرارةً وجفافًا ، والشتاء أطول وأكثر برودةً. ولم يبقى
من البحر اليوم سوى 10% من تلك المساحة
والتي تسمى بحر ارال الصغير او البحيرة الشمالية ..فيما تنتشر ا بقايا صدئة لقوارب
كانت يوما غارقة في قاع البحر، الذي أصبح اليوم صحراء.
استشعرت دول المنطقة وخاصة
كازاخستان وأوزبكستان بخطورة الكارثة البيئية فبدأت بالقيام بجهود كبيرة لمحاولة إنقاذ ما تبقى من البحر بالتعاون مع
اليونسكو حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع التي ساهمت إلى حد ما في إنقاذ البحيرة الشمالية ( بحر
آرال الصغير ) حيث قامت كازاخستان عام 2003 ببناء سد كاكارالوهو عبارة عن فاصل
كونكريتي يقطع بحر أرال الشمالي ،انتهي العمل به عام 2005 ، ومنذ بناء السد ارتفع
منسوب المياه إلي ثمانية أمتار في البحر الشمالي وقلت فيه الملوحة فعادت الأسماك
للحياة فيه، كما أدى ذلك الى تغييرات جيدة في الطقس، وتقلص ساحل البحر الذي كان
يبعد 100 كيلومتر عن مدينة " أرالسك "، إلى 25 كيلومترفقطوتم إصلاح
وتطوير نهر سيردريا ، ، كما توجد خطة لتعمير قناة تربط المدينة بالبحر بدأ العمل
بها، عندها سيصبح بعد المدينة عن البحر حوالي ستة كيلومتر فقط .
وسيتم بالتعاون مع اليونسكو انفاق ما يعادل 30 مليار دولارعلى مدى 20 عاماً
حتى يعود البحر إلى سابق عهده .
30/11/2018
ردحذف