يقع نهر جاسم في ناحية عتبـة التابعة لقضاء شط العرب شرق
البصرة ويبعد 15 كم عن التنومـه باتجاه
الشلامجـة .. إسمه الحقيقي شط العرب
الصغير. ..و أبناء المنطقة تطلق عليه الشط الصغير وأحيانا سدة الشرق وهو من الانهار القليلة التي تجري نحو الشمال.
..سمي ب نهر جاسم نسبة الى مرقد السيد
جاسم الكامل الموسوي ...وهو سيد جليل مدفون
بجـانب النهر في تلك القرية التي كان
يسكنها قبل الحرب حوالي خمسة آلاف مزارع
وصياد لكنهم تركوها بعد ان اصبحت قريتهم منطقة عمليات عسكرية ..
يرتبط النهر في بدايته مع نهر
الصالحية و يتغذى بالمياه من خلال فرع
مائي منفتح من شط العرب اما نهايته فتكون في مساحة مائية على شكل ضلع او قوس نهري مرتبط بنهر مشترك بين العراق وايران
يسميه الايرانيين نهر خين .. ويعني بالعربي نهر الدم
شهد هذا النهر بداية عام 1987 اشد
واشرس معركة في تاريخ الحرب العراقية
الايرانية .. كانت بداية النهاية لحرب
الثمان سنوات .... اطلق عليها الايرانيون "عمليات كربلاء5" فيما اسمتها الحكومة العراقية "الحصاد الاكبر" .. واشتهرت شعبيا بمعركة
نهر جاسم ... بحيث تواجدت في هذا المكان
الصغير مايقارب ال ٤٠ فرقه من الجانبين ..
الخطوط الدفاعية العراقية كانت بمثابة جدار الفولاذ .. وتالفت من خمسة خطوط
دفاعية من خيرة وحدات الجيش العراقي .مع ستة ألوية زائدا لوائين من الحرس الجمهوري كاحتياط في مكان قريب..
اضافة الى استخدام السدود والقنوات من شط
العرب وبحيرة اصطناعية وهي المعروفة باسم
بحيرة الاسماك كحاجز
طبيعي كما تمكن المهندسون العراقيون من وضع أقطاب كهربائية في
المياه. علاوة على حقول ألغام و سلسلة من الخنادق والتحصينات والأسلاك الشائكة ..
كانت استراتيجية إيران هو اختراق هذه
الخطوط الدفاعية الضخمة للجيش العراقي و تطويق وعزل واحتلال مدينة البصرة التي تعتبر
المنفذ البحري الوحيد و المصدر الرئيسي للنفط في العراق وإقامة روابط مع قواتها في شبه جزيرة الفاو التي استولت عام 1986
. وحشدوا للمعركة بحدود 150 ألف
إلى 200 ألف جندي من خيرة قواتها من الجيش
النظامي و الثوري والباسيج.
بدأت المعركة في منتصف ليل 8-9 كانون
الثاني باختراق القوات الايرانية لخطوط الدفاع العراقية إلى الجنوب من بحيرة
الأسماك ..واستطاعت موجة أخرى من الإيرانيين عبور البحيرة عن طريق القوارب وهبطوا
على الشواطئ الغربية حيث اتجهوا نحو نهر شط العرب. لكنهم اصطدموا ب ألوية الحرس
الجمهوري العراقي مما أدى إلى خسائر فادحة على الجانبين. وتمكنوا في يوم 9 و10 كانون
الثاني من اختراق خطين من خطوط الدفاع العراقية الخمسة وفي 17 كانون
الثاني اتجه الإيرانيون جنوبا نحو شط
العرب واستطاعوا الاستيلاء على جزيرة أم
الطويل وهي جزيرة صغيرة في شط العرب . وبحلول
22 كانون الثاني أطلق الإيرانيون هجوما شرسا جديدا اخترقوا به خط الدفاع الرابع من أصل خمس خطوط
دفاع.. واصبحوا على بعد 12 كيلومتر تقريبا
من مدينة البصرة وكانوا قريبين بما فيه
الكفاية لرؤية المباني الشرقية من المدينة. وبث التلفزيون الإيراني لقطات من ضواحي البصرة للتاثير على الروح
المعنوية للعراقيين . واستمرت المعارك الشرسة بين كر وفر .فقد استقتل
الايرانبون للحفاظ على تواجدهم في الطرف الشرقي من بحيرة الأسماك وجزيرة أم
الطويل ونهر جاسم وقناة دعي للري. فيما وجد العراقيون أنفسهم يقاتلون
بشراسة على المحيط الخارجي للبصرة لمنع الإيرانيين من التقدم أكثر..
في 28 كانون الثاني شنت قوات الحرس
الجمهوري العراقي وقوات الفيلق الثالث هجوما
مضادا كبيرا . باستخدام موجات من الدبابات
والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية على
القوات الإيرانية على الجانب
الغربي لبحيرة السمك قبل أن تتوغل إلى الجنوب الشرقي نحو نهر جاسم. فيما قصفت المدفعية بشكل فعال طرق الامداد والتعزيز الإيرانية. مما ادى الى انهاء التواجد الايراني في هذه العقد المهمة لتنتهي حدة المعارك فعليا في 7 شباط . فيما واصلت إيران قصفها لمدينة البصرة وادى القصف الى نزوح كبير للسكان المدنيين خاصة بعد قصف مصنع للبتروكيماويات الذي أدى إلى تسرب الغاز السام جنوب المدينة و تضررت أو تدمرت عدد من المباني على الطرف الشرقي من المدينة.
الغربي لبحيرة السمك قبل أن تتوغل إلى الجنوب الشرقي نحو نهر جاسم. فيما قصفت المدفعية بشكل فعال طرق الامداد والتعزيز الإيرانية. مما ادى الى انهاء التواجد الايراني في هذه العقد المهمة لتنتهي حدة المعارك فعليا في 7 شباط . فيما واصلت إيران قصفها لمدينة البصرة وادى القصف الى نزوح كبير للسكان المدنيين خاصة بعد قصف مصنع للبتروكيماويات الذي أدى إلى تسرب الغاز السام جنوب المدينة و تضررت أو تدمرت عدد من المباني على الطرف الشرقي من المدينة.
على الرغم من حقيقة أن المعركة قد انتهت ولكن الخطر الايراني بقي قائما حتى بدأت عمليات توكلنا على الله وتحرير
كامل هذه المناطق في نيسان 1988.
وفق التقديرات فقد كانت الخسائر
الايرانية تقدر ب 65 ألف جندي. في حين قدر
ضحايا القوات العراقية بحوالي 20 ألف مقاتل
بعد معركة نهر جاسم والخسائر البشرية
الفادحة اصبح واضحا ان الجيش الإيراني لم يعد
قادرا على شن هجمات على نطاق واسع .. في حين أن العراق بقي في موقف دفاعي عن اراضيه حتى عام 1988 ...وأقتنع الطرفان بأنه لا يمكن لاي طرف الانتصار في الحرب .. وهذا مادفع القيادة
الإيرانية للقبول بقرار الأمم المتحدة رقم 598 لوقف إطلاق النار.لتنتهي الحرب
رسميا في 20 أب 1988.
اما بالنسبة الى نهر جاسم فقد ادى انخفاض منسوب المياه في مجرى شط العرب
ووجود كميات كبيرة من الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة إلى جفاف النهر تقريبا.
اما حاليا وبعد ارتفاع مستويات المياه في الآونة الأخيرة،تم ملء نحو كيلومترين من
النهر، الذي يبلغ طوله طوله 30 كيلومتراالامر الذي أدى إلى عودة الحياة الطبيعية على ضفتي النهر
وبدأ الناس يعودون لبيوتهم تدريجيا. إلا أنه عودة النشاط أو الواقع الزراعي إلى ما
كان عليه يحتاج إلى عشرات السنين كون باقي النهر مازال مليئا بالمتفجرات ورفات
القتلى.والألغام الأرضية التي حالت دون
استخراج الجثث. و رغم ذلك فقد تمكنت منظمة حقوق الإنسان قبل ثلاث سنوات من انتشال رفات عشرات من الذين لم يتم تحديد هويتهم وأُعيد دفنهم في مقبرة على مشارف البصرة. ليبقى نهر جاسم خالدا في ذاكرة العراقيين يحكي قصة الموت والدم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق