الأحد، 27 فبراير 2022

المطبق .. سجن الامام الكاظم وابو حنيفة وابن حنبل

هو اول سجون بغداد واقدمها  وهو ليس من السجون العادية التي يودع فيها اللصوص والقتلة ... انما هو حبس مظلم كبير، قوي الاساس مبنيا تحت الارض وهو من السجون الخاصة  حيث  ضم بين جدرانه الائمة والخلفاء والفقهاء والوزراء والشعراء واصحاب الفكر والقادة ومعارضي السلطان .....   ففيه سجن الامام الكاظم وابو حنيفه وابن حنبل والشاعر ابي العتاهيه والموسيقي الموصلي والبرمكي...
برزت الحاجة لمثل هذا السجن بعد ان استغل أتباع أبي مسلم الخرساني ضغف  بناء  السجن الذي  كان في "الهاشمية " العاصمة القديمة التي بناها " السفاح" وأخرجوا المسجونين منه ،واتجهوا جميعا نحو قصر أبي جعفر المنصور يريدون قتله..ولكنهم فشلوا .. مما دفع المنصور العباسي في 145هـ  الى التفكير ببناء سجن محكم  عند العاصمة الجديدة .. بغداد المدورة .. واختار له مكانا في الجزء الغربي من بغداد اي الكرخ ... وخطط له ان يكون من المتانة بان يكون الهروب منه مستحيلا.. وان من يدخل هذا السجن فان امل الخروج منه  ضعيف جدا ..ان لم يكن مستحيلا
اول سجين في هذا السجن هو عبد الله بن الحسن العلوي واخته العلوية .. حيث   سجنا بسبب خشية المنصور من وصولهم الى الحكم كما ضم هذا السجن الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع) حيث سجنه الرشيد ولم يطلقه الا بعد استشهاده وكذلك ضم الامام ابي حنيفة النعمان حيث سجنه المنصور حتى مات في هذا السجن وذلك لتعاطفه مع العلويين وفي روايات اخرى  لعدم قبوله للقضاء ومن سجناء هذا السجن الامام احمد بن حنبل في فترة حكم المعتزلة حيث رفض قولهم بخلق القران وكذلك  الشاعر ابي العتاهية الذي سجنه الخليفة المأمون وجعل امره الى احد الخدم امعانا في اذلاله..وكذلك  مغني الدولة العباسية الشهير ابراهيم الموصلي حيث سجنه الرشيد كما  سجن الخليفة الامين الشاعر ابو نواس في هذا السجن لفترة ليست قليلة ومن سجناء المطبق ايضا الشاعر علي بن الجهم في عهد المتوكل بسبب مناصرته للعلويين . وكذلك القاضي  بكار الثقفي الذي رفض الموافقة على خلع الخليفة الموفق حتى مات في السجن. كما سجن فيه الخليفة المامون  عمه ابراهيم ابن اخو  هارون الرشيد بسبب مبايعة اهل بغداد له بعد مقتل الخليقة الامين كما مات في السجن عدد  كبير من البرامكة الذين سجهنم الرشيد منهم الفضل البرمكي ويحيى البرمكي كما سجن  الخليفة  المهدي بن المنصور   القائد "عبد الكبير" لهزيمته أمام الروم حتى الموت.. وغيرهم الكثير ..
اختلفت اساليب التعامل مع المساجين فقد حبس المهدي وزيره يعقوب بن داود  متدليا بحبل  في بئر مظلمة بنيت عليها قبة لا يرى فيها الضوء لمدة  خمس عشرة سنة كما سجن سليمان ابن وهب في مرحاض  وأغلقت عليه خمسة أبواب. وكان لايعرف  الليل من النهار، كما سجن المحسن بن أبي الحسن في مرحاض داخل الحجرة، بعد أن قيد وألبس جبة صوف غمست بالنفط. فيما القي  الوزير عبد الملك الزيات في تنور مملوء بالمسامير بعد فمات في التنور كما  سجن إبراهيم الموصلي في مكان اشبه بالقبر مملوء بالأفاعي والبق. وسجن الشاعر ابو العتاهية  في دار منفردة وحبس  الائمة ومجموعة من العلويين  في سراديب تحت الأرض، لا يفرقون فيه بين ضياء النهار أو سواد الليل.
حدثت عملية هروب واحدة من سجن المطبق  عن طريق الحفر .. و بقي هذا السجن قائما حتى خلافة المقتدر في المائة الرابعة للهجرة حيث تولى اهل بغداد كسر ابواب هذا السجن وقلعها وتمكن السجناء من الهروب منه ..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...