قنطرة ابو الفضل

واحدة من اهم الالقاب التي تطلق على الامام ابي الفضل العباس بن علي بن ابي طالب  هو سبع القنطرة (الكَنطرة ).. والسبع هو مصطلح  عراقي دارج  يعني البطل .. فيقال هذا سبع .. اي بطل .. وهومأخوذ من الكلمة العربية السبع اي الضاري  او المفترس ...

كان الامام العباس بن علي بن ابي طالب  في الرابعة عشر من عمره عندما وقعت فتنة الخوارج .. وقتلوا الصحابي الجليل الحباب بن الارت وبقروا بطن زوجته الحامل واستخرجوا جنينها ليذبحوه من الوريد الى الوريد في واحدة من ابشع جرائم شذاذ الافاق .. فخرج لهم الامام علي بن ابي طالب في مجموعة من الجند  وكان الخوارج قد تحصنوا في منطقة مسورة بها اربعة ابواب .. فقسم الامام علي الجند على مجاميع .. مجموعة بقيادته عليه السلام على الباب الرئيسي .. ومجموعة بفيادة الامام الحسن بين علي عليه السلام على البوابة الغربية  ومجموعة الامام الحسين عليه السلام على البوابة الشرقية .. فانبرى له الامام العباس طالبا ان تكون له القيادة محاججا الامام قائلا .. ام تكن صبيا عندما جاهدت بين يدي الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وآله .. فقال نعم .. قال فانا اطلب الجهاد بين يديك .. فسلمه الامام علي بن ابي طالب  الباب التي تقع على قنطرة النهر .. وعندما هجم الجند وانتهت المعركة حاول البعض الفرار فلم يكن امامهم الا الباب التي تفضي الى القنطرة وقال عليكم ببوابة القنطرة فان الذي عليها صبي ..فقتلهم جميعا.. وعندما وصل اليه الامام علي عليه السلام  وجده جالسا على الارض والى جانبه رؤوس قتلى الخوارج ممن حاولوا الهرب عبر القنطرة ..فقبله بين عينيه .. لذا سمي ب سبع القنطرة ..

هذه القنطرة كانت تقع على نهر النهروان وهو احد الانهر المهمة والذي كان ينبع من إيران ويصب بنهر ديالى قرب بغداد  ..النهر متعرج و يشبه الى حد كبير ذراع دجلة شمالي بغداد تحيط به التلال وهو حاليا ضمن الحدود الإدارية لناحية تاج الدين (الحفرية)... بدأ هذا النهر بالجفاف  واندثرت اغلب اجزاءه بفعل أعمال التسوية التي قامت بها  شركات استصلاح الأراضي  في السبعينات

القنطرة تبعد عن الشارع العام بغداد الكوت  بحدود27 كم .. كما تبعد 5  كم عن  الحدود الإدارية لمحافظة ديالى  .. وهي من المناطق الاثرية التي تكثر فيها آثار تعود الى  بدايات حقبة الحكم الاسلامي   وفترة معركة النهروان  وكذلك حقبة الحكم الصفوي في العراق

سابقا لم يكن الوصول الى القنطرة سهلا  .. فقد كان الوصول الى المنطقة ممنوعا لغير ساكني المنطقة كونها تقع قريبا من معهد الحرس الجمهوري  وتحيط القنطرة اراضي زراعية  لبعض اركان النظام السابق   وكذلك بعض الاراضي التابعة لديوان الرئاسة ....