الاثنين، 22 مارس 2021

السيد صروط ..سيد الاهوار... وصمام امان العشائر

 شخصية اجتماعية لها ثقلها الاجتماعي في منطقة وسط و جنوب  العراق  وسيد جليل من سادات ميسان ومن أعلامها .. ويعد في وثائق العشائر العراقية بأنه عميد السادة (آل إسماعيل) البطاط الموسوية والذين لهم شهرةً عالية في مناطق جنوب العراق
 مكانته سامية عند علماء الحوزة العلمية وقيل  ان احد المراجع كان  يخرج بنفسه لاستقباله عندما يزور النجف الاشرف اما كبار المسؤولين افي ميسان فكانوا يسعون لاستشارته وكان بعض القضاة يطلبون رايه في حل بعض المنازعات
هو السيد صروط بن السيد محسن الاسماعيلي البطاط ينتهي نسبه بالإمام موسى الكاظم ( عليه السلام) حسب الوثائق النسبية والأوراق الخطية وكتب التاريخ .
ولد عام 1894م في منطقة الوادية بقضاء المجر الكبير 37 كم جنوب مدينة العمارة  محافظة ميسان و كان على جانب كبير من التدين والالتزام والاستقامة والعدالة ..نشأ و قرأ كتب الإخباريين والرواة وتعلم أصول المرافعات العشائرية في ديوان والده وامتاز بالفطنة وحدة  الذكاء واصبح يجيد قراءة  وجوه الناس في تلك المناطق الريفية .
ظهرت شهرته وأحبه الناس وهو في العشرين من عمره, واصبح له القول الفصل  في المنازعات والفصول العشائرية حكماً وقاضياً (فريضة) و يروى  إنه اذا دخل وسط نيران معركة عشائرية أنزل المحاربون أسلحتهم احتراما وتبجيلا  وانتظروا كلمة السيد صروط الفاصلة . وترى الجميع يجتمعون على كلمته ويرضون بها ..
وبما إن محافظة ميسان تعد من المناطق السياحية الجميلة والتي اشتهرت باهوارها  الجميلة والخلابة ومنها منطقة المجر الكبير فقد كانت مقصدا  للسواح العرب و الاجانب اضافة الى العراقيين الذين كانوا يذهبون الى مضيف السيد صروط والذي يعد في تلك المناطق النائية محط استراحة الضيوف القادمين من كل الأماكن, حيث الكرم العربي والضيافة العربية الأصيلة وقد ذكره الكثير من المستشرقين منهم (ويلفريد ثيزيجر ) في كتابه عرب الاهوار و(ماكسويل كالفن) صاحب كتاب (قصبة في مهب الريح) و فلانين هدجكوك في كتابه الحاج ركان و (كيفن يونغ) في  كتاب العودة الى الأهوار والذي كتب: ان الامان الذي شعرت به في بيت السيد صروط في الاهوار أفضل من الامان الذي كنت استشعاره في بيت والدي نفسه..
كان السيد صروط من المشجعين للعلم والتعليم  وكان يستضيف السفرات العلمية  للجامعات العراقية ففي عام 1961 استضاف في مضيفه في منطقة الوادية /بقضاء المجر الكبير ..  أكثر من ستين طالب وطالبة من طلبة قسم الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد ومن يرافقهم من الاساتذه وسهل لهم كافة السبل من اجل انجاح سفرتهم العلمية واكرم وفادتهم  .. طيلة ايام السفرة ..وقد روى احدهم ان ما قدم من طعام يكفي لضعف هذا العدد من الضيوف
وقد وصل تبجيل الناس لهذا الرجل  الى درجة نسج الخرافات عنه حتى انهم مازالوا يروون  ان امه حين ولدته لم يرق لها شكله فابتلعته (صرطته) على حد تعبيرهم ثم ولدته من جديد  بشكل جميل .. كما يروون  ان سيد صروط يحرس المنطقة من  “الجن” ومن كوارث الطبيعة واطلق عليه الناس هناك ب ( العباس الصغير )نظرا لكراماته ومنزلته
عام 1984م وبعد حياة حافلة بالبر  توفي  السيد صروط وجرى له تشييع كبير ومهيب ودفن جثمانه في النجف الأشرف وقد شيّد له مقامان معروفان أحدهما في منطقة الوادية في قضاء المجر الكبير والآخر في مقبرة النجف الأشرف حيث مثواه الاخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...