الاثنين، 1 مارس 2021

التعليم النسوي في العراق وكلية الملكة عالية

 عام 1933 افتتح في بغداد اول دار المعلمات الابتدائية  في بناية خاصة لها في منطقة باب المعظم يقبل خريجات الدراسة المتوسطة لاعدادهن كمعلمات بعد أن يقضين مدة ثلاث سنوات دراسية للتدريس في المدارس الابتدائية..
وكان على الراغبات بان يصبحن مدرسات  في المدارس الثانوية أن يؤدين في الدار امتحاناً وزارياً، وبعد نجاحهن يوزعن حسب رغبتهن على فرعين هما: فرع الآداب، وفرع العلوم للدراسة لمدة عامين، ليتخرجن بعد ذلك مدرسات متخصصات في مواد معينة للتدريس في المدارس الثانوية..
 وقد ترتب على زيادة عدد مدارس البنات الثانوية في كافة أنحاء البلاد ازدياد الشعور بالحاجة إلى المدرسات ذوات المستويات العالية لذا فقد تم في عام1945 افتتاح "معهد الملكة عالية” وتكون مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات تلتحق به خريجات الدراسة الثانوية وله منهج خاص.. وقبل المعهد في عامه الأول (89) طالبة، وكان يضم قسماً داخلياً لسكن الطالبات القادمات من الألوية المختلفة على نفقة الحكومة.
وفي عام 1946  ونظراً لعزوف بعض الأسر المحافظة عن السماح لبناتها بالدراسة المختلطة في دار المعلمين العالية  تم رفع  درجة معهد الملكة عالية إلى مستوى كلية حيث تأسست كلية الملكة عالية للبنات وفيها تتلقى الطالبات الحاصلات على شهادة الدراسة الثانوية منهجاً يستغرق أربع سنوات كاملة وكانت  الكلية ودار المعلمات الابتدائية  تحت  إدارة واحدة  لغاية  عام1951 حين استقلت كل منهما بإدارتها الخاصة، وكانت كلية  الملكة عالية تتالف من عدة اقسام  وهي  اللغة الإنكليزية، واللغة العربية، والتاريخ والجغرافية، والأحياء والكيمياء، والرياضيات والفيزياء..وفي عام1950  استحدث قسم الاقتصاد المنزلي بعد ان  أوصت الحكومة بأن يكون لتعليم الاقتصاد المنزلي مكانة أكثر أهمية في مناهج مدارس البنات، وقد استعانت الحكومة العراقية عام 1951 بإحدى خبيرات منظمة الزراعة والغذاء (FAO) وهي المس آفامايلم لوضع خطة للمنهج التعليمي لقسم الاقتصاد المنزلي كما تم فتح قسم الخدمة الاجتماعية الذي أسس بالاتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أنه ألغي عام1951..
 تولت عمادة كلية الملكة عالية الست”أمت السعيد”وهي أول امرأة تتولى عمادة كلية عراقية وكان من من أساتذةالكلية السيدات  (كابريلا أوس، وكوزين أيغور، وعلية الكيارة وأيزابيلا سيروپ، وأميمة علي خان، ونجلاء حيتاري، وسعاد خليل إسماعيل).
وهنا لابد من الحديث قليلا عن السيدة أمت السعيد التي ولدت في بغداد عام 1901 وأكملت دراستها وتلقت علومها في مدارس بغداد و تولت التدريس في المدارس الثانوية للبنات، ثم ترقت حتى صارت مديرة لدار المعلمات الابتدائية في بغداد ثم عينت في منصب مديرة للتعليم النسوي بوزارة المعارف وكان لها أهتمامات  في مجال الأدب العربي ولها بعض المؤلفات .ونتيجة لأهتمامها بتثقيف النساء وتعليمهن وخبرتها في هذا المجال  فقد تم اختيارها  في منصب عميدة كلية الملكة عالية في عهد المملكة العراقية.. لتكون اول عميدة لكلية عراقية  ولكن العمر لم يمهلها حيث توفيت  عام 1956 عن 55 عاما  وشيعت بموكب مهيب حضره أعيان البلد ودفنت في مقبرة الخيزران، قرب مرقد الشيخ أبو بكر الشبلي.. وبعد التغيير الى الجمهورية  تم تغيير اسم الكلية الى كلية التحرير وتولت ادارتها  الدكتورة روز خدوري.. قبل ان ينتهي دورها بعد التطور الكبير في الحياة الاجتماعية  والتوسع في الجامعات وزيادة اختصاصاتها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...