بيت الامام علي بن ابي طالب في الكوفة

سنكون في محافظة النجف الاشرف هذا اليوم .. وبالتحديد في مدينة الكوفة المقدسة  لنتحدث معلم من معالمها الرائعة .. وهو بيت الامام علي بن ابي طالب عليه  السلام ..

عند نزول الامام علي عليه السلام الى الكوفة عام 36 هـ  لم يشأ ان يتخذ من دارا الامارة  سكنا له ولاسرته .. وانما نزل  دار اخته ام هاني زوجة هبيرة المخزومي وهي دار متواضعة ذات بناء  بسيط جداً قريبة من قصر الامارة  ومسجد الكوفة حيث تبعد عنهما مسافة 100 متر عن الركن الجنوبي الغربي من مسجد الكوفة، ويفصل بينهما فسحة من الارض تسمى الرحبة كان يستخدمها الامام عليه السلام للوصول الى بوابة المسجد، حيث كان يقضي حوائج الناس، ويدير شؤون الدولة وعند هذه الفسحة تعرض الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الى  اول محاولة اغتيال لكنها فشلت.. ثم لحقت بثانية داخل المسجد فجرالتاسع عشر من رمضان  وهي التي اودت بحياة الامام عليه السلام ..وتقول المصادر ان الاسواق كانت تحيط بقصر الامارة والبيت ايضا وكان الامام علي يجلس عند دكان صاحبه ميثم التمار ليراقب حركة السوق والبيع والشراء...

للبيت مدخل واحد يطل على ساحة الدار وقد بني من الآجر وسقف بجريد النخيل والطين .. تطل ساحة الدار على حجرة  الامام وهي لا تعدو عن كونها غرفة لزاهد  ليس فيها أي نوع من  الاثاث كان الامام  ينام ويقرأ ويعيش ويدير دفة الدولة الناشئة .. كما تطل الساحة على ممر يفضي الى غرفتين متجاورتين هما مسكنا الامامين الحسن والحسين عليهما السلام ومكتبتهما ومصلاهما وهناك غرفة اخرى هي غرفة السيدة زينب عليها السلام  واخواتها .. وغرفة اخرى اتخذها اهل هذا البيت المطهر كمكتبة في هذه الغرفة  قراطيس وكتب و بساط و سراج مضيء  وهي من الغرف المهمة ذات الرمزية العاليه حيث يقرأ الجميع ولابد ان يكون في هذا البيت مكتبة، فهو بيت علي سيد البلغاء وباب مدينة العلم لابد وان تكون به مكتبة..   وفي وسطه بئر ماء لا يزال لحد الان عذبا رقراقا لم تطله ملوحة برغم ما تحيط به من مياه جوفية ادت الى انهيار جزء من قصر الامارة....

وهناك غرفة واطئة تقابل غرفة المكتبة تلك هي غرفة الامام  محمد بن الحنفية..  والى  احد غرف هذا الدار المبارك  نقل الامام علي بن ابي طالب جريحا من مسجد الكوفة ..يحيط به اهله وبنيه.. بعد ان ضربه اشقى الناس  اللعين عبد الرحمن بن ملجم المرادي .. وفي هذه الغرفة لفظ الامام عليه السلام اخر الانفاس واعطرها حيث  تم تغسيله بعد استشهاده...يومها صرخ الشاعر النحوي ابو الاسود الدؤلي مالئا فضاء الكوفة...... فلا قرت عيون الشامتينا....

عام 2002 قامت منظمة اليونسكو باخراج بيت الامام علي علي السلام  من دائرة الاثار العالمية .. بعد حملة اعمار نفذتها السلطات انذاك  دون استشارة المنظمة  حيث رفع بلاط الارضية  القديم و سقوف البيت كما  وسعت الساحة  ورغم احتفاظ البيت بالشكل والهندسة لكنها لم تعد كما كانت من الناحية الاثرية  .. ومثل هذا التغيير حدث ايضا  في مسجد الكوفة وهو من اقدم المساجد الاسلامية....