طبيب إنكليزي..مؤسس كلية الطب
الملكية العراقية عام 1927.. أول عميد
لكلية الطب الملكية العراقية وطبيب العائلة المالكة العراقية في الفترة (1921
-1946). ساهم بحكم قربه من العائلة المالكة في التأثير على سياسياتها وقراراتها.ولد
هاري في مدينة نورث ليندسي الإنكليزية والواقعة شمال لندن عام 1891 وقد دخل كلية
الطب بجامعة إدنبرة. أوائل صيف عام 1914. اشترك أثناء العطلة الصيفية لعام 1913 في
دورة الاحتياط الخاصة بالفروسية في كلية سانت هرست.
بعد أن استتب الوضع للجيش البريطاني في العراق، قررت وزارة الحربية
البريطانية نقل مستشفى القاعدة العسكرية الخامس والستين الموجودة بمدينة سلانيك
اليونانية إلى العراق والذي كان سندرسن احد اطباءه حيث وصلوا الفاو بداية عام
1918. وانزلوا و في البصرة. قبل أن يعاد نقلهم إلى بغداد
و بعد وصوله إلى بغداد ونتيجة لنشاطه وعمله الدؤوب، قرر ارنولد ولسون
الحاكم البريطاني المدني العام في العراق، تعيين هاري بمنصب مسؤول الصحة في
الإدارة المدنية البرطانية ببغداد. و في يوليو 1919 تم تعينه كضابط طبيب للصحة في
مدينة الحلة. حيث بقي في منصبه هذا لعام كامل تعلم خلالها اللغة العربية، زار
خلالها اثار مدينة بابل ، و كربلاء والنجف أثناء نفس الفترة.
في أوائل شهر ايلول 1920 نقل سندرسن إلى العاصمة بغداد، حيث تم تعيينه
جراحا مدنيا، وعهد اليه بالأشراف على ردهة التمريض في المستشفى العام الذي تم
تغيير اسمه لاحقا إلى المستشفى الملكي. وفي ربيع 1921 دخل دورة التعليم للحصول على
شهادة دبلوم من جامعة لندن ..ونتيجة لنجاحه وحصوله على تلك الشهادة فقد انتخب عضوا
الجمعية الطبية الملكية البريطانية عام 1926.و عند عودته لبغداد تم تعيينه مديرا لمستشفى العزل. ثم عين لاحقا
مديرا لردهات المستشفى الملكي.
و في يوم 24 آب 1922 وبعد مرور عام كامل ويوم واحد على تتويجه, تعرض
الملك فيصل الاول إلى وعكة صحية خطيرة. وإذا ذاك تم دعوة سندرسن لالقاء نظرة على
الملك ، فشخص سندرسن السبب بانها التهاب الزائدة الدودية، غير ان طبيب الملك انذاك
العقيد امين المعلوف رفض هذا التشخيص. وطلب من سندرسن مغادرة القصر. فغادره الأخير
ولكنه عاد عند الرابعة مساءا ومعه الدكتور الجراح نويل ابراهام كبير الجراحين في
المستشفى الملكي، الذي ايد تشخيص سندرسن. و تقرر اجراء عملية الاستئصال صبيحة
اليوم الثاني. حيث اثبتت العملية صحة تشخيص سندرسن. فقدم المعلوف استقالته، فقبلها
الملك وغادر المعلوف إلى مصر.
و في شهر نيسان نيسان 1923 صدرت الارادة الملكية بتعيين هاري سندرين
طبيبا خاصا للعائلة المالكة العراقية.رافق الملك فيصل في رحلاته العلاجية واخرها
عام 1933و في طريق العودة من لندن إلى
بغداد نزل الملك بسويسرا وبالتحديد في مدينة برن. وبعد 6 ايام وفي 8 ايلول 1933.
تعرض الملك لنوبة قلبية قوية ادت إلى وفاته في مدينة برن
كان سندرسن قد اعطى وعدا سابقا للملك فيصل الأول بانه سيهتم اهتماما
أبويا بوريثه. يروي في مذكراته" كان تكريما عظيما حقا لي حين أخذ غازي يسألني
النصح حول مختلف القضايا. وكان يمهد لأستفساراته تلك بقوله : انت صديق وثيق
لوالدي. و لكن تلك العلاقة انتهت بصورة مأساوية اثر حادث السيارة الذي تعرض له
الملك غازي في 4 نيسان 1939..عاصر سندرسن انقلاب بكر صدقي.. وثورة مايس 1941 او ما
يسمى بحركة رشيد عالي الكيلاني ..طوال فترة الحركة كان سندرسن محاصرا في السفارة
البريطانية مع 360 شخصا اخر،ولكنه
الوحيد الذي كان يسمح له بزيارة القصر
الملكي. كان في تلك الفترة يشغل منصب مدير
الاذاعة الداخلية للسفارة، وقد استمرت هذه الاذاعة بالعمل حتى 27 تموز 1941،
ساهم بشكل كبير في تأسيس مكتب المعلومات البريطاني ببغداد. ثم قام
باستحصال الموافقات اللازمة من بريطانيا لأفتتاح معهد بريطاني في بغداد وهم ما تم
بالفعل. في المجال الحكومي اسند إلى سندرسن عام 1941 منصب المفتش العام للخدمات
الصحية، ثم كلف لاحقا بمنصب مستشار وزارة الشؤون الاجتماعية وذلك في نفس العام.
رافق الاسرة المالكة في جميع رحلاتها الخارجية تقريبا.في 28 تشرين
الأول 1943.. تم تعيين سندرسن برتبة لواء عراقي بصفة فخرية ليكون كبقية الوفد
الزائر الى المملكة المتحدة مرتديا بزة
عسكرية عراقية. انتهت خدمته في العراق كطبيب للاسرة المالكة في عام 1946 بعد ان
قضى ربع قرن في خدمة هذا البلد ... انهمك في كتابة سيرته الذاتية في العراق
وارخ لفترة مهمة من تاريخ هذا البلد في
كتابة الرائع عشرة الاف ليلة وليلة .. توفي في لندن عام 1974
28/2/2018
ردحذف