اشهر لمبجي في التراث العراقي.. هو داود اللمبجي والذي جاء ذكرة في قصيدة الملا عبود الكرخي والتي قيل أن أول من غناها مطرب المقام المعروف رشيد القندرجي، ولكنها لم تشتهر بصوت القندرجي لعدم تسجيلها على (قوان) او اسطوانة.. ولكنها ذاعت واشتهرت عندما غناها المطرب يوسف عمر المعروف بذكائه ودقة اختياراته في اداء النمط الشعبي الاصيل حيث غنى هذه الاغنية في حفلة خاصة بحضور وزير الصحة آنذاك و سجلت من دون علمه، فذاعت واشتهرت... وكان الذي كان.. حيث اشتهرت الاغنية ودارت على كل شفة ولسان.
داود اللمبچي هو شخصية معروفة في منطقة الميدان ببغداد وهذه المنطقة كانت تشتهر بتواجد دور الدعارة (المبغى العام) وتسمى المحلة بالصابونچية، وكان اللمبچي داود يمارس هناك مهنتين، الأولى هي (لمبچي) المنطقة الذي ينير الأزقة ليلا ليسهل دخول وخروج الزائرين!! كما كان يمارس السمسرة على المومسات ..وفي إحدى الأيام كان الملا عبود الكرخي جالساً في مقهى مجاور لمنطقة الميدان، وإذا بجنازة كبيرة تخرج من المبغى العام، تتبعها جوقة من المومسات باكيات نادبات لاطمات، وتملّك الفضول شاعرنا الكرخي فسأل عن صاحب الجنازة ، فقيل له بأنه داود اللمبچي !! ..أثار الموضوع الملا عبود وهزّه لكي ينظم قصيدة تداولها البغداديون وذاعت شهرتها في الآفاق، بالرغم من عدم تدوينها في جريدة أو مجلة أو ديوان ... القصيدة نشرت فيما بعد للمرة الأولى في ديوان الكرخي الموسوم (ديوان الأدب المكشوف) الذي ضم غرر قصائده في الأدب المكشوف ..كما قام المحامي عبود الشالجي بإدراجها في موسوعته الشهيرة موسوعة الكنايات العامة البغدادية... يقول مطلع القصيدة ....
مات اللمبجي داود وعلومه ....كوموا اليوم د نعزّي فطومه....
وفطومه هذه ...هي فطومه الصمنجي( الصمنجي لفظة تركية تعني بائع التبغ ) ..كانت إحدى جميلات بغداد في العشرينيات وقد عاشرها داود اللمبجي .
القصيدة ليست بالقصيدة "البذيئة" وإنما تنقل صورة إجتماعية دقيقة وساخرة لطبقة في المجتمع البغدادي مارست أرذل وأقدم مهنة في التأريخ خلال النصف الأول من القرن الماضي في محلة الميدان ببغداد.. هذه المحلة التي لصقت بها وبمحلة الصابونجية الملاصقة لها صفة الدعارة البغيضة وذلك بسبب وجود المبغى العام فيها .. الى جرى هدمه في خمسينيات القرن ايام وزارة فاضل الجمالي والتي اهتمت كثيرا بالنواحي الاخلاقية و لكن بقيت صفة " الميدنلي" تطلق على كل قليل أدب وسيء أخلاق. ...
24/12/2018
ردحذف