احد الشخصيات التي اصبح لها دور في المجتمع العراقي والبغدادي بشكل خاص .. ولد في مدينة تفليس الجورجية والتي كانت" جورجيا " تابعة للاتحاد السوفيتي السابق .. نشأ ودرس فيها وبعد الثورة البلشفية عام 1917 والبطش الذي كانت تمارسه ضد معارضيها هرب من بطش السلطة ... ولجأ الى العراق مرورا عبر ايران في منتصف عام 1944 واستقر بها وعاش معززا مكرما ووجد في بغداد ملاذاً امناً وحضناً دافئاً وسرعان ما تأقلم واصبح احد مواطني بغداد..ملامحه اجنبية وكان يتحدث العربية بلكنة غريبة نوعاما ..كان ذو شخصية معقدة . سرعان ما انفكت عقدتها وكشف غموضها.. يحمل معه شهادة جامعية في اختصاص نادر في العراق.. كان بارعا ومتفوقا ونابغا في مجالات عدة ابرزها النحت واقامة النصب والتماثيل....
منح الجنسية العراقية وبعد حصوله على الجنسية العراقية. قام بتصميم وتنفيذ عدد من النصب والتماثيل الجميلة وضعها في اماكن بارزة من مدينة بغداد شكلت حدثاً مهماً واثارت اعجاباً كبيراً من قبل اهالي بغداد وبعد ان شاهد امين العاصمة ارشد العمري اعماله ونتاجاته المتميزة من النحت وكان محباً للفن والفنانين اصدر امراً اداريا تم بموجبه تعيين اسكندر الروسي بوظيفة نحات على الملاك الدائم في امانة العاصمة و اوعز بتخصيص ورشة خاصة لصنع وعمل التماثيل حيث قام اسكندر بتنفيذ عديد من النصب والتماثيل والتي اصبحت من المعالم المهمة و الشاخصة التي كانت تزين شوارع وساحات بغداد في اربعينيات القرن الماضي وابرزها التماثيل التي كانت قائمة في ساحة (السويدي) الشهداء حالياً في جانب الكرخ.. والنصب الخالد والاشهر والذي ما زوال قائما هو نصب السباع والذي نفذه في الساحة التي تسمى الان ساحة السباع والتي تقع في جانب الرصافة من بغداد ...و كذلك التماثيل والنصب التي كانت منتشرة في حدائق واروقة قصر الرحاب الملكي والذي كان محل سكن الاسرة المالكة .. وقد تم تهديم وتحطيم هذه النصب والتماثيل في الرابع عشر من تموز عام 1958 ...
إلى جانب اهتماماته الفنية برز اسكندر الجورجي او الروسي في المجال الرياضي .و لهذا الرجل الفضل الكبير في تطوير وانتشار رياضة رفع الاثقال في اربعينيات القرن الماضي حيث كان اسكندر احد ابطال الاتحاد السوفيتي السابق في هذه الرياضة .. اشرف على تدريب واعداد ابناء بغداد من هواة الرياضة بشكل عام ورفع الاثقال بشكل خاص .. حيث اخذ هذا الرجل بتدريب الرباعين انذاك وعلمهم فنون هذه الرياضة وطورها بشكل كبير واصبح المدرب الاول في هذه الفترة
اسندت له مهمة تدريب واعداد ابطال النادي الرياضي الاولمبي الملكي وهو احد اشهر الاندية النموذجية انذاك والذي تحول اسمه بعد 14 تموز عام 1958 إلى نادي الاعظمية وهو شاخص حالياً بساحة عنتر في منطقة الاعظمية وكذلك اشرف على تدريب ابطال نادي الهواة الرياضي الذي كان يعد واحداً من ابرز اندية العراق التي تمارس فيها رياضة رفع الاثقال.... والذي ازيل من الوجود واندثر وتحول إلى مقر لوزارة الاوقاف.. ومن الغريب ان النحات والرياضي اسكندر كان يقوم بنفسه بصنع اقراص الاثقال وبطريقة مبتكرة في ذلك الوقت وذلك عن طريق صبها ونحتها بالاسمنت.... بالاضافة إلى تدريبه فرق الاندية قام اسكندر بتدريب محبي وعشاق الرياضة من وجهاء واعيان بغداد حيث اصبحت بيوتهم الكبيرة قاعات يمارسون فيها الرياضة بشكل خاص ..كدار الدكتور (فيض الزهاوي) في شارع ابي نواس ،ومن ابرز الرباعين القدماء الذين تتلمذوا على يد اسكندر الروسي ..البطل العالمي ناصر الغافقى ودكتور القلب والجراح الماهر المشهور يوسف النعمان والدكتور فيض الزهاوي وغيرهم من الابطال والشخصيات المعروفة في بغداد انذاك... بعدها تنقل النحات والرياضي المتعدد المواهب اسكندر الروسي إلى عدد من المهن والاعمال الحرة والتجارة و سجل نجاحاً ملحوظاً فيها كما كان حظه من النجاح والشهرة مع عالم الرياضة والنحت...
8/3/2018
ردحذف9/5/208
ردحذف