السبت، 27 مايو 2017

محلة الذهب


 واحدة من محلات بغداد القديمة .. ملكية ارضها كما فهمت كانت تعود الى عائلة الريزه لي،وهي من العوائل التركية المعروفة والتي  استوطنت بغداد بعد هجرتها من بلدتها المعروفة بالريزه، في اواسط الاناضول، وقد تقلدت هذه العائلة مناصب مهمة في العهد العثماني، وامتهنت اضافة الى مناصبها الحكومية التجارة والزراعة، وكان لرجالها ولع كبير في انشاء  البساتين. وكان مقر سكناهم في محلة الحاج فتحي وسوق الصفافير في جانب الرصافة، وبعض منهم اتخذ من الكرخ سكناً له. يقال ان سبب تسميتها بمحلة الذهب  يعود لكونها  بيعت بالذهب .. حيث يتم تبديل قطعة الارض بعد تقويمها بالمصوغات الذهبية ويتم استبدالها بها ..وهناك رأي آخر يقول انها عرفت باسم (محلة الذهب) لكونها قريبة من محلات الكرخ القديمة وقربها من الجسر العتيق ايضاً (جسر الشهداء حالياً) لهذا فقد فضلوها على الذهب فيقولون عنها انها ارض ذهب واخذت تعرف بعدها بمحلة الذهب.

وبسبب انعزالها عن محلات الكرخ انذاك اخذت تسكنها عوائل غير معروفة وامتهنت مهنا بعيدة عن اخلاقيات وآداب المجتمع العراقي ...

 من مشاهير هذه المحلة  ...جوهر الشعار ... يقال انه كان يمتاز بالصدق ، ولا يقبل شهادة الزور ولايقبل النميمة على اي انسان لكنه كان مسكيناً بسبب تخنثه ويمارس مهنة الرقص ويحف وجوه النساء، ولا تعرف وفاته على وجه التحديد ولكنه كان على قيد الحياة في عهد عبدالكريم قاسم.

ضمن المفارقات انه كان هناك تظاهرة جماهيرية تهتف ضد حكومة نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي وكان هتافها (دكتك يانوري.. جوهر الشعار ما سواها) فعندما سمع جوهر هذا القول من المتظاهرين اخذ يركض منهزماً خائقاً معتقداً بأن التظاهرة ضده واختفى عند احد باعه الزجاج ..

تم هدم جزء كبير من هذه المحلة  عند المباشرة بمشروع تطوير شارع حيفا .. وبنيت على انقاض هذا الجزء عدد كبير من العمارات السكنية  فيما انتشرت في داخل المحلة معامل النجارة وباعة الخشب ولوازم هذه المهنة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...