الاثنين، 22 مايو 2017

تقاليد الزواج ايام زمان

الزواج هو اول لبنة من لبنات بناء الاسرة و المجتمع.. ومن المتعارف عليه ان الفتاة ايام زمان  إذا ما بلغت سن التاسعة او العاشرة يحظر عليها الخروج من المنزل إلا بإذن من والدهـا وبرفقة احد أفراد الأسرة وعليها ان تلبس العباءة او تتحجب .. وهي من الناحية العملية والمنطقية اصبحت في سن الزواج ..  اما الشاب فيبدأ الاهل بالتفكير في تزويجه عند بلوغه تقريبا في سن الرابعة عشر .. وعادة يقوم اهل الشاب بالبحث عن الفتاة المناسبة لابنهم اما من الاقارب او من المعارف  او من بنات الطرف .. حيث تقوم النساء بزيارة اهـل البنت ويبلغونهم بانهم يتشرفون بخطبة ابنتهم لولدهـم ويقدمون المعلومات اللازمة لاهل البنت وفي المقابل يقوم اهل البنت بطلب مهلة للسؤال عن الشاب وعائلته  وجمع المعلومات الكافية  من المعارف والثقاة .. وهذه المرحلة مهمة جدا  حيث يكون الاختيار السليم اللبنة الاولى في بناء الاسرة  والمجتمع .... بعد ان تقتنع اسرة الفتاة بمواصفاة الشاب . يتم أخذ موافقة اعمام البنت وباقي الاهـل ...ثم يتم إيصال الموافقة الى اهل الشاب حيث تبدأ الإتفاقات  حول المهر ( المقدم والمؤخر والنيشان ) وتأثيث بيت الزوجية .. ويتم تحديد موعد لما يسمى " المشايه "  وهي حضور اكابر اسرة الشاب الى بيت الفتاة حيث يجتمع  وجوه اسرة الفتاة ويتم التعارف بين الاسرتين ...  حيث يقوم كبير اسرة الشاب بطلب يد  البنت  من ذويها .. وبعد حصول الموافقة تقرأ سورة الفاتحة وتعلو الزغاريد والهلاهـل و يطلب من الشاب ان يقوم بتقبيل والد الفتاة واخوتها وعائلتها.. ويقدم الشربت والحلويات بالمناسبة السعيدة .. في الوقت نفسه تقوم النساء بالاتفاق على يوم تقديم النيشان والمهر المتفق عليه ...
تقدم عائلة العريس المهر والنيشان ( الحلي الذهـبية ) المتفق عليه الى عائلة العروس في احتفال كبير وغالبا ما يكون خاصا بالنساء فقط  وسط اهـازيج وفرح كبيرين وتقوم ام العريس او شقيقته الكبرى بالباس العروس النيشان ..فيما تقوم ام العروس بتقديم خاتم الخطوبة الرجالي لام او اخت العريس  .. وبعد توزيع الحلوى والمشروبات تقام وليمة عشاء للمحتفلين..في حين يتم عقد القران للرجال  في بيت العروس بحضور رجل دين  والشهود ومجموعة من أقرباء العروسين.. حيث يتم  القران المبارك  ... وتقدم  الملافيف وهي في السابق عبارة عن منديل للجيب تلف فيه بعض الحلوى ..
هناك اختلاف  في بعض المناطف حول المهر ففي بعض  مناطق الجنوب وبعض مناطق الوسط يتم تسليم المهرالمقدم  نقدا  لذوي العروس حيث يقومون بتجهيز ابنتهم  من حيث المصوغات الذهبية والملابس واثاث  وفراش الزوجية .. فيما يكون مقدم المهر  في باقي المناطق شكليا وعبارة عن رقم  لا علاقة له بما يتم صرفة من حيث الزيادة او النقصان . ويبدا النداف والنجار والخياط والخياطة باكمال جهاز العروس حيث يتم نقله  بموكب احتفالي وعلى رؤوس الشباب ويشمل غرفة النوم  والدواشك والمنادر وملابس وأدوات منزلية صغيرة على شكل صناديق و بقچ وصواني  الى بيت العريس.. ليتم بعدها تحديد ليلة  الحنه وهي التي تسبق  ليلة الزفاف ويكون الاحتفال بها خاص بالنساء دون الرجال . وتقام ليلة الحنه  في بيت العروس حيث تدعوصديقاتها وفتيات العائلة والاهـل وتبدأ من الصباح الباكر حيث تخضع خلاله العروس لعدة عمليات منها حف الوجه وإزالة الشعر الزائد من الجسم يعقبه الاستحمام وتسريح الشعر وارتداء ثياب المناسبة والتي تقوم باستعراضها واحدا تلو الاخر  وسط الزغاريد والهلاهـل ، ومن ثم تجهز صينية يوضع عليها الحناء وشموع ملونة وأوراق شجر الياس والچكليت والحلقوم ويبدأ وضع الحناء في راحتي العروس وأطراف أصابعها وأسفل قدميها وكعبيها كنوع من المكياج ويوزع باقي الحناء على الحاضرات وخاصة  الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد حيث  يتسابقن في الحصول على كمية من الحناء اعتقادا منهن أن سيتزوجن عن قريب...
اما الشاب فيقوم بدعوة اصدقاءه ومحبيه لقضاء اخر ايام العزوبية ..وفي يوم الزواج ياخذهم  الى الحلاق  ومن ثم الى حمام السوق .. ويتوجه الجميع الى دار العروس  حيث يقوم والد العروس بتسليم العروس  الى والد العريس  كونها انتقلت من رعايته الى رعاية عمها  وفي اشارة الى انه اصبح في مقام والدها .. يقوم بعدها الشاب العريس بتقبيل يد والد العروس .. ويأخذون العروس الى حيث بيت الزوجية ..
عند وصول العروس الى الدار يتم تهيئه عجينة يتم الصاقها في مدخل بيت الزوجية دليلا على التصاقها ببيتها ..ويوضع في مدخل الدار صحنا من الدقيق " الطحين"  وعلى سطحه مجموعة من النقود المعدنية  ..لاستجلاب الرزق والبركة للاسرة الجديدة..
وفي صبيحة اليوم التالي او مايسمى " الصبحية"  يقوم والد العريس باهداء العروس مبلغا من المال وكذا يفعل الاخوة والاخوات .. فيما يقوم اهل العروس  باحضار صينية من الكاهي والقيمر  والعسل  للعروسين .. حيث تبدأ العروس بالتأقلم لحياتها الجديدة ..وللحديث عن تقاليد السبعة  وما بعد الزواج .. لنا شذرة قادمة اذا ما اعطانا الله عمرا وعافية...


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...