الاثنين، 22 مايو 2017

المقبرة الموسوية .. مقبرة يهود بغداد

كانت مقبرة اليهود القديمة  تقع وسط بغداد ..في المكان الحالي لكراج النهضة  ..وبعد توسع العاصمة  اصبحت هذه  المقبرة حاجزا بوجه التطور العمراني لذا  اتخذت السلطات قرارا عام 1975بنقل المقبرة خارج المدينة ..حيث تبرع مياح دانيال  بقطعة ارض كبيرة تبلغ مساحتها الكلية خمسة دونمات  لتكون مقبرة للطائفة الموسوية .. اضافة الى مبلغ مليون دينار لغرض نقل جثامين ابناء الطائفة من يهود العراق الى المكان الجديد وبناء قبورهم  ..
تقع هذه المقبرة  بجوار العمارات السكنية في منطقة الحبيبية ببغداد .. وتضم جثامين  ما يقارب الاربعة الاف  شخص من يهود العراق .. توفوا على مدى القرن الماضي وربما أبعد من ذلك تم  نقل رفاتهم بإشراف دقيق من السلطات المحلية ومن وزارة الأوقاف العراقية ورجال دين من الطائفة الموسوية. وحتى موقعها الحالي والذي كان في السبعينات على اطراف بغداد واصبح  الان يتوسط  احياء مهمة من العاصمة ..
الى غاية عام 2003 كانت وزارة الاوقاف مسؤولة عن المقبرة . وبعد حل الوزارة  انتقلت المسؤولية كاملة إلى الطائفة الموسوية.  والتي مقرها في شارع النهر واصبحت هي المسؤولة عن المقبرة بشكل كامل وعن دفع فواتير الماء والكهرباء أيضا، ورواتب العاملين في المقبرة ..اضافة الى  ترميم القبور، والشواهد، وتتحمل كافة المتعلقات المادية الأخرى.
العاملون في المقبرة هم من المسلمين .. حيث يتولون تغسيل الميت وتكفينه ودفنه ونقله من مكان وفاته الى المقبرة ولا تختلف طقوس الدفن عند اليهود عنها عند المسلمين الا في اتجاه القبلة فهم يدفنون باتجاه القدس ..كما انهم حريصون على  ادامة القبور عبر بنائها بالاسمنت والرمل  لتكون مقاومة للظروف الجوية والبيئية ..
تضم المقبرة رفات العديد من المشاهير من الاطباء والمهندسين والاساتذه .. منهم الطبيبة المعروفة  الدكتورة فيوليت شاؤول طويق طبيبة الامراض النسائية والتي توفيت عام 2008 اضافة الى  الضابط الطيار ساسون  والذي كان من اوائل الطيارين الذين شاركوا في حرب عام 1948 .. كما يوجد في مكان منعزل قبور عزرا ناجي زلخا وزوجته  روان  وعدد من الذين  اعدموا معهم  في ساحة التحرير عام 1969   بتهمة التجسس لصالح اسرائيل ..
بعض المسلمين وخاصة النساء  يزورون المقبرة طلبا لبركة رجل مقدس يدعى السيد بليبل الذي يقال ان نسبه يعود الى النبي موسى عليه السلام..حيث يقومون باشعال الشموع  ومسح قبره بالحناء ..   وهناك بعض النسوة ممن لا يستطعن الانجاب او كما يسمى بالعامية (المجبوسة) يقمن ايضا بزيارة هذه المقبرة والفقز من فوق سبعة قبور ليهود متوفين منذ عشرات من اجل ان تفتح (الجبسة )..
وفق آخر الاحصائيات فان  عدد اليهود في العراق  لا يتجاوز ال سبعة اشخاص ..


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...