تعد جامعة آل البيت أول جامعة عراقية في العصر الحديث .. أسست في عهد الملك فيصل الأول رحمه الله، الذي امر بتشكيل لجنة تاسيسية لانشاء جامعة آل البيت في 11/1/1922 لتضم ست كليات –دينية - طبية- هندسية - حقوق - آداب - فنون ..ووقع الاختيار على بستان الطلومبة "المقبرة الملكية" في الاعظمية وهي أرض تابعة للأوقاف لطيب الهواء واتساع المساحة والبعد عن الضجيج والضوضاء. و(الطلومبة)هي أول ماكنه نصبها داود باشا والي بغداد في هذه المنطقة لتسقي بستانه... وضع تصاميم البناية مدير الاشغال الميجر ويلسون ومساعده الميجر ميسن حيث عني بجماليات المعمار من خلال التركيز على المنائر وتنظيم الحدائق وتقسيم المبنى الى بنايات الدرس والمحاضرات وآخر للسكن والصرح المركزي الذي يضم الادارة والموظفين إضافة إلى مكتبة ومتحف ومطبعة ومساكن للمدرسين والطلاب إلى جانب ربطها بخط "الترامواي" بين الاعظمية وبغداد..
تم وضع الحجر الأساس لبناء الشعبة الدينية من قبل الملك فيصل الاول في يوم 8 نيسان 1922م ، وهي البناية المجاورة للمقبرة الملكية في الأعظمية، وتولت الأوقاف تكاليف البناء الذي استمر مدة سنتين وتم افتتاح الشعبة الدينية الرئيسة للجامعة في 3/5/ 1924م واطلق على ذلك اليوم اسم (يوم الجامعة وعيد الأمة) وعين الاستاذ المرحوم فهمي المدرس وهو الابرز من بين مفكري العراق وكتابه آنذاك امينا عليها والذي لم يبخل بجهد في تنشيط وتفعيل عملها وفي هذه الاثناء ظهرت كليات جديدة الى جانب المدارس العالية السابقة كالحقوق والهندسة والمعلمين حيث نشرت الصحف شروط القبول في كلية الزراعة خلال صيف 1926 وفي العام اللاحق صدرت الارادة الملكية بتاسيس الكلية الملكية الطبية ...
في الواقع ان الهدف الرئيسي للملك فيصل الاول من انشاء هذه الجامعة وبما هو معروف عنه من حرص ورجاحة عقل هو التقريب بين المذاهب الاسلامية في العراق وكان الملك يولي الجامعة عناية كبيرة ويتابعها مرحلة مرحلة وكثيراً ما كان يتردد عليها أثناء البناء.وبعد 4 سنوات من افتتاح الشعبة الدينية توقفت الدراسة فيها، لكن الشعبة اضطلعت بمهمات أخرىمنها اصدار "مجلة الجامعة" وهي مختصة بمحاضرات الأساتذة ومقالاتهم. وفي يوم 24 نيسان 1930م قرر مجلس الوزراء" غلق الشعبة الدينية من جامعة آل البيت والاستعاضة عنها ببعثة من 18 طالباً من طلبة العلوم الدينية يوفدون إلى معاهد مصر، وفي الواقع لم يرسل في هذه البعثة سوى أربعة طلاب فقط.
قيل إن سبب غلق جامعة آل البيت يعود إلى الضائقة المالية التي كانت تعانيها الحكومة، في حين أن أمين الجامعة الاستاذ فهمي المدرس قد نشر مقالة في إحدى الصحف أشار فيها إلى أن السبب الحقيقي يكمن في في الخلافات بينه وبين الاستاذ ساطع الحصري الذي كان يطمح أن يكون هو أميناً للجامعة، لذلك اختلق المعوقات في وجه الجامعة .
تحولت البناية بعدذلك إلى دار المعلمين الابتدائية، وتخرج منها فحول العلماء منهم الدكتور إبراهيم السامرائي، والدكتور حسين أمين مؤرخ العراق الكبير والدكتور خليل حماش واليوم تشغل الجامعة العراقية مقر الشعبة الدينية من جامعة آل البيت في الأعظمية، أما الصرح الرئيسي المركزي الذي كان مقرراً أن يكون مقر رئاسة الجامعة ، فتحول إلى المقبرة الملكية التي تضم جثامين ملوك العراق، حيث دفن فيها الملك فيصل الأول رحمه الله وبقية العائلة المالكة ..
منقول بتصرف
11/1/2018
ردحذف