وصل ويلكي بغداد مبعوثا عن الرئيس الامريكي في الثاني عشر من ايلول عام 1942 في زيارة رسمية لمدة يومين وقد جرى للضيف استقبال رسمي وشعبي حافل .. وقد تجول الضيف الامريكي كثيرا في بغداد حيث زار اسواق بغداد القديمة والعتبات المقدسة في مدينة الكاظمية وسوق الصفافير والمتحف العراقي في مكانه القديم " البغدادي حاليا " كما جلس في احد المقاهي الشعبية وشرب الشاي والقهوة العربية .. وغيرها من الاماكن على اطراف العاصمة ...
وقد اقيمت على شرف الضيف الامريكي عدة مأدب فخمة .. منها مأدبة اقامها الوصي عبد الاله ..ومأدبة اقامها نوري السعيد والذي يصفه ويلكي .. انه من ادهى الادمغة التي قابلها في حياته.. التقى بالعديد من الوزراء العراقيين وتعجب من كون بعضهم يتناوبون على الوزارات الموجودة فتارة هو وزير للداخلية وتارة هو وزير للمعارف واخرى وزيرا للمالية .. فقال له احد المسؤولين " عندما لاتجد بين يديك إلا عددا قليلا من ورق اللعب فانك تضطر الى خلطه مراراً"
من الطرائف التي رافقت زيارته الى بغداد ان قطيعا من الماعز قام بقطع الطريق عليه عند خروجه من المتحف العراقي في بنايته السابقه والتي اصبحت المتحف البغدادي حاليا .. والطريفة الاخرى كانت اصرار ويلكي على زيارة منطقة الصابونجية ( الكلجية ).. وهي كما معروف كانت تضم المبغى العام الرسمي.. وذلك للاطلاع على هذه المؤسسه الرسمية التي لم تكن مؤسسة تماثلها في الولايات المتحدة الامريكية حيث تجول في ازقتها وتحدث مع السماسرة و البغايا ..ودخل بيوتهم وجلس في المقاهي الموجودة في الدربونة وشرب الشاي .. وكانت تلك الزيارة من الزيارات التي بقيت في ذاكرة العراقيين لطرافتها ..
في كتابه عالم واحد يقول ويلكي عن جولته في المنطقة العربية .. ان هؤلاء القوم" ويقصد العرب " بحاجة الى اربعة اشياء ...قدر اكبر من التعليم... عمل اوسع في حقل الصحة العامة...الاخذ بقدر ارقى من الصناعة العصرية... قدر اعظم من الثقة بالنفس ..
توفي ويندل ويلكي بولاية نيويورك ..في الثامن من تشرين الأول 1944
نشر 19/11
ردحذف