لبناية القشلة مدخلان ويتكون كل مدخل من باب ذات مصراعين من الحديد المرصع بمسامير حديدية موزعة بانتظام وهذا النوع من الأبواب الضخمة كان شائعا بشكل واسع في بناء مداخل المباني والقلاع والخانات خلال فترة الحكم العثماني..
مبنى القشلة كان عبارة عن ثكنة وسراي كبير على ضفاف دجلة في جانب الرصافة ليكون مقرا للوالي ولجنده.. تم توسيعه وزيادته بطابق ثان في عهد الوالي العثماني مدحت باشا وأضاف إليه برجا عاليا في وسط الساحة وتوجها بساعة كبيرة تساهم دقاتها بإيقاظ الجنود كونه كان ثكنة عسكرية للجنود العثمانيين ايضا .. اتخذ المبنى بعد الاحتلال الإنجليزي للعراق عام 1917 مسكنا للضباط الإنجليز وعائلاتهم. ولفخامة بناية القشلة في ذلك الوقت فقد شهدت حدثا مهما في حياة العراق وتاريخه ذلك هو تتويج الملك فيصل الأول ملكا على العراق عام 1921 وتحولت قاعاتها وأروقتها إلى مقرات للحكومات العراقية المتعاقبة والوزارات وكذلك شهدت القشلة أيضا بداية تأسيس وزارة المعارف (التربية الآن) التي بدأت بمديرية عامة للمعارف وكذلك تأسيس المتحف العراقي الذي اتخذ من إحدى قاعاته مقرا له عام1923.
لم يأت اختيار بناية القشلة في هذا المكان من قبل ولاة بغداد العثمانيين من فراغ بل تم اختيار الموقع كونه يطل على ضفاف نهر دجلة حيث يوفر الأجواء التي تقلل من معاناة حر بغداد اللاهب وتذكر الولاة و مستشاريهم وموظفيهم بتلك البيئة الباردة التي قدموا منها، كما أنها تأتي لتجاور عدداً من الأبنية التاريخية المهمة في بغداد ومنها القصر العباسي ودار الوالي وقبة السراي والمدرسة المستنصرية وجامع الوزير....
شدت القشلة مؤخرا حملة اعمار وصيانة كبيرة وشملت ترميم بناية القشلة وصيانة وتشغيل الساعة الاثريه التاريخية والتي هي اول ساعة في بغداد واقدم من ساعة بك بن بعشرة سنوات .. كما تم نصب عدد من المدافع الاثريه على ضفة النهر تم اهدائها من قبل وزارة السياحة والاثار .. و تم ترميم العربة الملكية وعدد من الاثار التي تعود للحقب الماضية اضافة الى تأهيل المساحات الخضراء و الحدائق والزهور وتم افتتاح القشلة وساعتها بعد سنوات من إغلاقها لتكون متنفسا للبغداديين .. ومحبي التراث بعيدا عن ضجيج المدينة وصخبها ..
15/10/2018
ردحذف