السبت، 27 مايو 2017

الملا عثمان الموصلي


رمز من رموز الموصل الحدباء ..ام الربيعين .. لم يتحمل البربر والهمج وشذاذ الافاق والرعاع  ان يكون له اثر في الموصل الحدباء .. ففجروا ذكراه ...انه القارئ والشاعر والموسيقي ....الملا عثمان الموصلي ...


ولد الملا عثمان عبد الله في محلة باب العراق بالموصل سنة 1854... كان والده الحاج عبد الله سقاء( يسقي الماء ) توارث المهنة عن اباءه و أجداده ..توفي والده في السابعة من عمره، وما لبث أن أصيب عثمان بفقد بصره متأثراً بمرض الجدري الذي أصيب به ..كفله  جاره محمود بن سليمان العمري وضمه إلى أولاده وكان موضع عنايته وعين له معلماً حفّظه القرآن، وخصص له معلماً يعلمه الموسيقى والألحان، فنبغ فيها وحفظ الأشعار والقصائد، وشرع عثمان في تعلم علوم العربية على علماء عصره كالشيخ عمر الأربيلي وصالح الخطيب وعبد الله فيضي وغيرهم . تعلم  اللغتين الفارسية والتركية واجادهما .. عندما توفي محمود أفندي العمري عام 1865 ترك عثمان مدينة الموصل إلى بغداد وكان في العقد الثالث من عمره، وتلقاه بالتكريم أحمد عزة باشا العمري وأسكنه عنده واشتهر هناك بقراءة المولد فحفّ به الناس، درس العلوم الدينية  في بغداد على يد العديد من المشايخ واشهرهم  الشيخ محمود شكري الآلوسي ...ذهب إلى الحج ثم عاد إلى الموصل عام 1886، اكمل دروسه فيها على يد الشيخ محمد جرجيس الموصلي الشهير بالنوري، وأخذ عنه الطريقة القادرية، وهي إحدى الطرق الصوفية الشهيرة في الموصل، وقرأ القراءات السبع على الطريقة الشاطبية على المقرئ الشيخ محمد بن حسن والذي أجازه بها،

سافر الملا عثمان إلى اسطنبول اكثر من مرة قارئاً القرآن وأستمع إليه الناس في جامع أيا صوفيا وأعجبوا به وأصبح مقصداً للمجتمع الأدبي والفني في اسطنبول . وأهم الشخصيات التي تعرف عليها في إسطنبول أبو الهدى الصيادي وأخذ عنه الطريقة الرفاعية، وفتح أمامه آفاقاً بتقديمه إلى السلطان عبد الحميد. وقربه السلطان وسمح له دخول قصوره وقصور الحريم متى شاء، وظل الملا عثمان مقرباً من البلاط في إسطنبول وكان موضع عناية الخليفة العثماني، ورأى الملا عثمان أن يوسع معارفه فسافر إلى مصر عام 1895 واخذ عن الشيخ يوسف عجور إمام الشافعية القراءات العشر والتهليل والتحميد وأجازه بها ..كما التقى هناك بالموسيقار عبده الحمولي و الموسيقار كامل الخلعي والشيخ علي محمود استاذ زكريا أحمد والشيخ أحمد أبو خليل القبابي وغيرهم من رجال الموسيقى والفن ودرسوا على يديه فنون الموشحات، وكذلك التقى بسيد درويش  ، ودرس على يديه الموشحات وفنون الموسيقى  ... ، قام بتخميس لامية البوصيري واطلق عليها (الهدية الشامية على القصيدة اللامية). أصدر وهو في مصر مجلة سماها "المعارف" صدر عددها الاول في 19/ مايس 1897 ...اخذ منه سيد درويش  عدداً من الالحان والموشحات و التي وضعها في اطار الانشاد العاطفي .. مثل اغنية” زوروني في السنة مرة “ التي غنتها السيدة فيروز وكذلك اغنية ”طلعت يامحلى نورها شمس الشموسة”واغنية “ البنت قامت تعجن بالفجرية “ وجميع هذه الاغاني غنتها السيدة فيروز ...

عاد الشيخ عثمان الموصلي الى الموصل عام 1909... للموصلي  الكثير من الموشحات والاغاني الشهيرة مثل زوروني بالسنة مرة.. فوق النخل فوق..لغة العرب اذكريناوالتي غناها يوسف عمر. يا أم العيون السود، التي غناها ناظم الغزالي." طلعت يا محلى نورها " , التي نسبت إلى سيد درويش ." آه يا حلو يا مسليني..

كما كتب قصيدة اشتهرت بشكل يفوق الخيال واداها ..واصبحت من القدود الحلبية التي اداها الكثير من المطربين السوريين واشهرهم صباح فخري  وهي..قدك المياس يا عمري يا غصين البان كاليسر**** أنت أحلى الناس في نظري جل من سواك يا قمري..
توفي الملا عثمان الموصلي عام 1923بعد ان اغنى التراث العراقي والعربي باروع الالحان والموشحات التي اقل ما يقال عنها انها خالدة ..

هناك تعليق واحد:

  1. ذكرتم ان الملا عثمان سافر الى بغداد سنة 1865 و كان في العقد الثالث من العمر و هذا يعني ان سنه كان يتراوح بين 21 و 30 سنة و هو ما يعني انه يستحيل ان بكون من مواليد 1854

    ردحذف

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...