الاثنين، 22 مايو 2017

الملا عبود الكرخي

هو الملا عبود بن الحاج حسين السهيل الكرخي ...واحد من نوابغ الشعرالعامي في العراق في بداية القرن الماضي ...وكان مدرسة في هذا النوع من الشعر .. وله طريقة خاصة في نظمه.. ...
 ولد في الكرخ ببغداد في 22 / 6 / 1869 ..كان من عائلة ثرية .. تلقى علومه الأولية في الكتاتيب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن المجيد ، ثم التحق بحلقات الدرس في الكاظمية .. ونبغ في كتابة الشعر العامي ، حتى صار يعرف بأسمه ... رافق والده الذي كان يتاجر بالجمال والجلود فكان ترحاله عن طريق البر في القوافل التجارية المتجهة الى ايران والشام والحجاز ومصر والولايات العثمانية ..واستقر في بغداد بعد وفاة والده وعمل  باعمال مختلفة حيث ادار عام 1908 شركة مع آل عارف اغا لنقل المسافرين والبضائع بين مدن العراق كما اصبح متعهدا للبعثة الالمانية التي مدت سكة حديد سامراء فسافر الى برلين .. اتقن الكردية والفارسية والتركية والالمانية نتيجة لاسفاره الكثيرة .
اتجه الكرخي الى الصحافة ..واصدر جريدة الكرخ عام 1927 التي سجن بسببها وسيق الى المحاكم لعدة مرات كما اصدر عدة صحف منها (الكرخي والمزمار وصدى الكرخ ) واستمر في هذا العمل لمدة 16 سنه ليؤسس بعدها مطبعة الكرخ والتي طبع فيها  الجزء الاول من ديوانه عام 1933 .  وكانت السلطات تعطل جريدته صدى الكرخ  بين فترة واخرى وتفرض عليه الاقامة الجبرية .. ذات مرة كتب بعد اغلاق جريدته :
ما ذنـب الجريدة دائماً تـنـسد
هل سبت عنب زرباطية الاسود ...؟

كان الكرخي يهاجم الانكليز من خلال قصائده التي ينشرها في جريدته ... يقول في أبيات ساخراً من مجلس النواب : لا لحية ولا شارب ...... أصبح لي الصبي نايب

دخل دار الاذاعة العراقية عام 1937 يوم كانت كثير من الدول المجاوره لاتمتلك اذاعة وسمح له بقراءة شعره على الهواء وغالبا ما كان يتشاقى حيث يطوي الورقة التي وافقت الاذاعة على قرائتها ليخرج من جيبه ورقة اخرى ليقرا فيها القصيدة التي لايمكن ان تجيزها الاذاعة في ذاك الوقت... ..
تزوج الكرخي خمسة مرات ولم يجمع بين زوجـتين بل كان يتـزوج كلما توفيت احداهن وله  خمسة اولاد وثلاثة بنات من هذه الزيجات.. كان الملا عبود محبوبا من قبل ملوك العراق الذين عاصرهم فقد كان الملك فيصل يحب شعره وكثيرا ما يقرا له الملا اشعاره ليستانس بها .... كما ظلت علاقته وطيده مع الملك غازي بعد رحيل الملك فيصل ..
من اشهر قصائده   المجرشة.. كتبها الملا عبود الكرخي عام 1930 تقريباً وهي تشرح معاناة المرأة العراقية في الريف . وقد عدها البعض معلقة خالدة .و كتب عنها الكثيرون و ترجمت المجرشة الى اللغة الفارسية ونشرت في صحيفة  شفق سُرخ  1931كما ترجمت الى الفرنسية وطبعت في كراس  مستقل1970  صدر في باريس وبيروت ولاهاي.. واذيعت من الراديو عدة مرات .وقرأ أبيات منها المسرحي الرائع  يوسف العاني في مسرحية ليلة بغداديه مع الملا عبود الكرخي.. كما وغناها الراحل  محمد القبانجي وأبيات القصيدة تقول
هم هاي دنيا وتنگضي ..... وحساب اكو تاليهه

ساعه واكسر المجرشه ..... وانعل ابو راعيها

كما  غنى له القبانجي تخسر ما تخسر بالقير حيث كان القبانجي يعمل ( مگبن ) في علوة عمه في علاوي الشورجه .. فقرر ان يتاجر بالشعير .. لكنه خسر تلك التجارة فكتب له الكرخي ممازحاً

من گايلك تشري شعير ..... تخسر ما تخسر بالقير

شعيرك خسر يا مصخم .... نص قيمته ما تــلزم

لو مطرب لو تاجر صير..... تخسر ما تخسر بالقير
توفي امير الشعر الشعبي في العراق الملا عبود الكرخي عام 1946 بعد ان ترك لنا  ديوانا ضخما  من اعظم موسوعة للهجة العراقية وللعادات والتقاليد الشعبية والصور الرائعة لمختلف جوانب الحياة..


هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...