الخميس، 25 مايو 2017

قصة صالح ابو البن

يعتبر اللبن من لوازم المائدة العراقية .. خاثرا كان او مخففا بالماء او ما يسمى بالشنينة .. واللبن يستخرج من  حليب البقر او الجاموس  .. وهناك انواع شهيرة منها لبن العرب .. ولبن اربيل .. واللبن المدخن .. واللبن الشايط .. واشهر من يبيع اللبن هم الباعة المتجولون .. حيث ترى اللبن المخفف بالماء في طشت وفي الطشت  كتله صفراء من الدهن  تتقافز بجانب كتل الثلج  للدلالة على دسومة اللبن .. ويغطي اللبن بقطعة من الململ للحفاظ على نظافته .. حيث يقوم بائع اللبن بغرف اللبن  الى طاسة غالبا ما تكون من الفافون او الستيل  .. حيث يكون الشرب بهذا النوع من الطاسات اكثر لذة .. وهناك من يضيف اوراق النعناع  الى المزيج  ليعطي نكهة جديدة .. كما ان  اللبن من ضروريات المائدة العراقية و  مرافقات الاكل   وخاصة اكلات مثل الكباب  والتشريب  وغيرها .. كما يشكل مع التمر رمزا وطنيا و مشروب الضيافة الرسمي يقدم في صالة المطار للرؤساء  وكبار زوار البلد وضيوفه ...
هناك طريفة ارتبطت باللبن  حيث يروى ان (صالح أبو اللبن) كان من اشهر بائعي اللبن ايام زمان ويقف ليعرض بضاعته عند مدخل سوق القماش قرب شارع الرشيد ببغداد ..كان يجلس خلف الطشت والقدور التي يغرف منها اللبن غير عابئ بأحد مهما كان منصبه .. فزبائنه هم من عليه القوم .. مدراء ومهندسين  وموظفين كبار ..  وكان المتصرف يمربه  يومياً به ليشرب اللبن  وكان يحذره وينبهه على ضرورة  تغطية اللبن بقطعة من قماش الململ .. وكثرت التنبيهات المرة تلو ألأخرى ولكن صالح لم يكن مهتما للامر ، ألى أن تم القاء القبض عليه وأقتياده مخفورا الى بناية المتصرفية في القشلة يرافقه الطشت والقدور التي تحمل اللبن الابيض  .. وكان يسير خلفه  اصدقاءه ومحبيه  والمتطفلين .. كانوا يسيرون وراءه لمعرفة ما سيؤول اليه مصيره.. أدخل صالح الى باحة المتصرفية وهناك قال له المتصرف .." صالح ..يبين انت م يفيد وياك الكلام" .. وأمر أن يصب جميع اللبن فوق رأسه كعقوبة له.. ثم تركه لحال سبيله .. خرج صالح بعدها من باب المتصرفية والناس المتجمعه تسأله ... خير صالح شنو الي صار؟؟
..  فاجابهم صالح ..ماكو شي .. يمعودين مو زين طلعنه بوجه ألأبيض.


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...