الأحد، 28 مايو 2017

نفاخ بغداد .. ابراهيم عرب


لم يتجرأ  احد على وصف ابراهيم عرب بالكذاب فقد كان شخصية محبوبة و قدرته على الإدهاش، وصدقه مع نفسه أو تصديقه هو لما يقول، جعل االناس  ينظرون له نظرة ملؤها المحبة أو عدم الكراهية لأنه في أكاذيبه لم يكن مؤذيا أو متسببا في إيذاء أحد، بقدر ما كان مثيراً لأجواء البهجة والمرح في مقهاه الذي ذاع صيتها انذاك ..

لم  يدعي البطولة والشجاعة والشقاوة لكنه كان يدعي ايجاد الحلول لكل شيئ ، في السياسة والاجتماع والاقتصاد  ويدعي انه يقدمها لكبار القوم والمسؤولين مجانا ، اضافة الى أحاديث عن  مغامراته في السفر والتجوال التي  تفوق حدود المبالغة  والخيال…فتارة  كان مدعواً للعشاء عند (الملك فيصل الاول) وقدم له النصائح في كيفية حكم العراق وان  المندوب السامي البريطاني (هنري دوبس) قد زاره  منتصف الليلة الماضية وشرب عنده الشاي وحل له مشكلة مستعصيه – وان (المس بل) قد عشقته وراودته عن نفسها ولكنه رفض ذلك لان اخلاقة رفيعة وتربيته لا تسمح له بمثل هذا الفعل ..وانه طاف في أفريقيا وغيرها من مجاهل العالم  وواجهته أمورا لا تصدق الى درجة ان اكلي لحوم البشر قد أكلوه مرة الا انه نجا ! …  ومن أشهر تخيلات إبراهيم عرب انه كان قد تسلم دعوة من هتلر لزيارة المانيا حيث أخذه هتلر بموكب رسمي في جولة في برلين بسيارة مكشوفة..وكان الالمان يتسائلون : هذا ابراهيم عرب،، افتهمنا،، بس اليمه منو ؟؟؟؟؟   وهو من قذف الكرة وذهب لاكل الباجه عند مطعم باجة ابن طوبان وشرب الشاي وعاد الى الملعب لحظة نزول الكرة التي سجل منها هدفا .. وهو من ادخل يده في فم الاسد وقلبه على البطانه وهو من طبخ جبل تمن ابيض.. وجبل تمن احمر.. جان توكع الحكاكة مال التمن وقتلت عشرة!
وبوفاته انتهت حكاية ابراهيم عرب لتبدء حكاية الكثيرين ممن ملئوا رؤوسنا نفخا وزمطا .. وكذبا  وذرعا بالشط كما يقول اهلنا .. ولكن النتيجة .. صفر وباليد حصان ..




هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...