الاثنين، 22 مايو 2017

قطار طوروس .. قطار الشرق السريع

قطار طوروس .. قطار الشرق السريع .. الاكسبريس .. تسميات لواحد من اشهر القطارات في القرن الماضي يربط العراق بالدول الاوربية وبالعواصم العالمية ..كان ينطلق من البصرة فبغداد فالموصل فمحطة حيدر باشا في اصطنبول حيث يتوقف في الجاني الاسيوي من تركيا ومن ثم يباشر من الجانب الاوربي مخترقا اوربا وصولا الى العاصمة البريطانية ( لندن ).... و كانت رحلته تعد   الاطول  عالميا.. ورغم طول الرحلة .. ولكنها كانت  دقيقة في مواعيدها وغنية في خدمتها ونظافتها وكان هذا القطار مضربا للامثال في قيافة العاملين عليه من السائق ومساعديه الى المراقب الى العمال وحتى الحمالين اضافة الى النظام الدقيق المتبع في هذا القطار .
سمي بقطار طوروس نسبة الى سلسلة جبال طوروس في تركيا والتي يخترقها القطار   والذي كان  يتكون من عربات فارهة  سوداء اللون اضافة الى عربات منام ومطعم وخدمات ...
مدت سكة الحديد لهذ المشروع عام 1902 بتخطيط من السلطان عبد الحميد الثاني وبتمويل من المانيا والتي كانت تحت حكم  القيصر الالماني فيلهيلم الثاني حيث عجز العثمانيون عن تمويل  هذا المشروع بمفردهم و كانوا بحاجة إلى المال والخبراء لمد 1600 كم من سكك الحديد في مناطق وعرة أحيانا ..
عملية البناء تعطلت في عام 1908 بعد ثورة  "الأتراك الشباب" ضد السلطان العثماني حيث أجبروه على التنحي عن العرش. كما اندلعت الحرب العالمية الأولى بداية من عام 1914 التي تزامن انتهاؤها بتفكك الإمبراطورية العثمانية. رغم ذلك تواصلت عملية مد السكة الحديدية حتى عام 1918. ولكن ظلت هناك مسافة 300 كيلومتر لم تكتمل الا  عام 1940.. وسير اول قطارمن بغداد  الى اسطنبول في الاول من تموز سنة 1940. انجز المشروع بعد 37 سنة تغيرت خلالها الخارطة الجغرافية والسياسية للمنطقة حيث  لم تعد هناك دولة  عثمانية .. وبغداد لم تعد جزءا من الدولة العثمانية   .وأوروبا باتت تعيش كابوس  حرب عالمية ثانية أكثر دموية ودمارا من الأولى.
عرباته تمتاز بلونها الاسود على خلاف لون عربات السكك الحديدية العراقية ذات اللون الخاكي .. ومن اجواءه استلهمت الروائية اجاثا كريستي روايتها الشهيرة جريمة في قطار الشرق السريع .. وبعد ان انتهى هذا القطار عمليا في نهاية السبعينات و يبدو ان هناك مساعي لاعادة احياء هذا الخط والذي يرتبط كثيرا بذاكرة العراقيين ممن كانوا يسافرون الى اوربا على عرباته ..

هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...