تحت ازيز الرصاص ..ديـوك إلـيـنـغـتـون في بـغـداد عـام 1963

ديـوك إلـيـنـغـتـون من اشهر موسيقيي الجاز في العالم .. ولد في 29 نيسان عام 1899 في واشنطون بالولايات المتحدة الامريكية لعائلة فنية .. كان والـداه عـازفَي بـيـانـو. وبـدأ هو بـتـعـلـم الـعـزف عـلى الـبـيـانـو وهو في  الـسّـابـعـة من عمره ...

في الـخـامـسـة عـشـرة ألّـف أولى قـطـعِـهِ مـوسـيـقـيـة شـكّـل بعدها فـرقـة مـوسـيـقـيـة مـع عـدد مـن الـمـوسـيـقـيـيـن لاقـت نـجـاحـاً مـنـقـطـع الـنّـظـيـرحيث سجلت العديد من الاسطوانات وأصـبـح ديـوك إلـيـنـغـتـون واحـداً مـن أهـمّ مـوسـيـقـيـي الـجـاز وأشـهـرهـم في العالم  بـعـد لـويـس آرمـسـتـرونـغ.

منحته وزارة الـخـارجـيـة الأمـريـكـيـة لقب  سـفـيـر الـجـاز الأمـريـكي ونـظّـمـت له وفـرقـتـه خـريـف عـام 1963 جـولـة في الـشّـرق الأوسـط لـزيـارة 13 بـلـداً مـن بـيـنـهـا الـعـراق.. حيث وصل إلى بـغـداد في 11 تـشـريـن الـثّـاني عـام 1963 في فـتـرة اضـطـراب وانشقاق وصراع سياسي  داخـل حـزب الـبـعـث والذي كان على رأس السلطة  انذاك ..

صباح ذلك اليوم وخلال  انـعـقـاد مـؤتـمـر قـطـري لحزب البعث دخـل 15 ضـابـطـاً قـاعـة الـمـؤتـمـر  واعـتـقـلـوا عـدد مـن أعـضـاء الـقـيـادة الـقـطـريـة، وأركـبـوهـم طـائـرة أقـلّـتـهـم إلى مـدريـد.

في هذه الليلة المضطربة  احيى الينغتون وفرقته امسية في مـقـر الـسّـفـارة الأمـريـكـيـة بـدعـوة مـن الـسّـفـيـر روبـرت سـتـرونـغ لإحـيـاء ذكـرى إنـشـاء الـبحرية الامريكية ..بحضور حوالي 400 شخص من العراقيين والامريكان والجالية الاجنبية في العراق  الذين  رقصوا عـلى وقـع مـوسـيـقى الـجـاز الامريكي ...

حـفـلـة ديـوك إلـيـنـغـتـون الـمـوسـيـقـيـة الكبرى اقيمت  مساء  يـوم 12 تـشـريـن الـثّـاني على قـاعـة الـخـلـد بكرادة مريم . ونظرا لضخامة الحدث فقد قام  تـلـفـزيـون بـغـداد  بتغيير مناهجه المعتادة  ونقل الامسية باكملها مـن الـسّـاعـة الـسّـابـعـة والـنّـصـف مـسـاءً وحتى ساعة متأخرة بعد ان كان من المفترض نقل جزء بسيط منها ...

الحفلة الثانية كان من المفترض ان تقام مساء اليوم التالي 13 تشرين الثاني في قاعة الخلد ايضا .... وقد نفذت كل بطاقات الدخول الى الحفل  .. وبيع بعضها في السوق السوداء

في صبيحة ذلك اليوم .. 13 تشرين الثاني  نـزلـت أعـداد كـبـيـرة مـن أعـضـاء حـزب الـبـعـث ومـؤيديه  إلى الـشّـارع لـمـسـانـدة الـقـيـاديـيـن الـمـنـفـيـيـن الى مدريد  ، وحدثت اشتباكات بـيـنـ الجناحين ووصل الامر الى قيام العقيد منذر الونداوي بقصف مـعـسـكـر الـرّشـيـد بالطائرات  وتدمير اربع طائرات جاثمة فيه إضافة الى قصف القصر الجمهوري ..

ادركت الخارجية الامريكية ان هناك حركة انقلابية ستحدث في بغداد  فطلبت من مـن ديـوك إلـيـنـغـتـون وفـرقـتـه أن يـتـركـوا بـغـداد بـأسـرع مـا يـمـكـنـهـم. وتم الغاء  الـحـفـل الـمـوسـيـقـيـة الـثّـانـيـة الّـتي كـان يـنـبـغي أن تـقـام في مـسـاء ذلك اليوم .. ذكـر ديوك  لـلـصّـحـافـة الأمـريـكـيـة بعدها أنّـه رأى عـلى جـدران الـقـصـر الـجـمـهـوري  اثار قصف الـطّـائـرات الـعـراقـيـة ،وتحدث عن  الدبـابـات التي كانت تـحـرس دار الإذاعـة والـبـنـايـات الـحـكـومـية..

وحتى لا نترك الموضوع بلا نهاية  فقد فقد إغـتـنـم  رئـيـس الـجـمـهـوريـة عـبـد الـسّـلام عـارف فـرصـة الإضـطـرابـات في بـغـداد لـيـقوم في 18 تشرين الثاني  ليقوم بتنحية  أعـضـاء حـزب الـبـعـث عـن مـنـاصـبـهـم في الـدولـة وليـنـفـرد بـالـحـكـم مـسـتـنـداً عـلى مـنـاصـريـه في الـجـيـش.

اما ديوك الينغتون فقد توفي في نيويورك في 24/5/1974 ..

منقول بتصرف من عدد من المصادر