اما اسم الصابونجية فهي نسبة الى معامل و مخازن لصانعي الصابون حينها
...اكثر الناس يطلق على هذه المنطقة اسم الكلجية .. وهي تعني
موضع الرؤوس"الكله هي مقدمة الرأس
.. يقال للاعب الكره او لمن يتشاجر .. ضربه كله " .... وفي هذا رأيان
الاول انها كانت مكانا لباعة رؤوس الغنم
والبقر " الباجه" والرأي الثاني
يقول بأن هولاكو كان يقف في هذا
المكان ليعد الرؤوس التي يقطعها جنده من
اجساد المسلمين... وهذا هو الرأي الاقرب
الى الصحة والذي يميل اليه مجموعة كبيرة من الباحثين
.. ..
هذه المحلة قديمة قدم احياء بغداد .. انتشرت فيها عدد من دور البغاء .. وبعد دخول القوات البريطانية قامت باخلائها من سكانها الاصليين لتصبح بالكامل مقرا للدعارة حيث أتخذت مرتعا لبائعات الهوى
وتجار الحشيشة وشقاوات بغداد آنذاك.وفي المكان الذي وقف فيه
هولاكو ليعد الرؤوس المقطوعة اقيم
مبغى عام وكان المبغى العام يحمل الصفة
الرسمية مرتبطا بوزارة الشؤون الاجتماعية وتشرف عليه
الاجهزة الصحية .. وكان لهذه المحله مختار يأخذ خاوات من ساكني هذه المحلة ..وقد
رثاه الملا عبود الكرخي بقصيدة عند وفاته
قال فيها :
مختار الحبايب
ما يجي دونه
وصاير سور
للساكن الدربونة
من طرائف ما حصل في هذه
المنطقة هو الزيارة التي قام بها ( ويندل ويلكي )
المرشح عن الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية عام 1942..وكان حينها نائبا لرئيس
الولايات المتحدة ايام الحرب
العالمية الثانية وهو مؤلف كتاب ( عالم واحد ) حيث كانت ( الكلجية ) من المعالم
التي أصر الزائر الأميركي على زيارتها .. وذلك لعدم وجود مؤسسة تماثلها في
الولايات المتحدة الامريكية حيث تجول في المنطقة وتحدث مع السماسرة و البغايا ..ودخل بيوتهم
وجلس في المقاهي الموجودة في الدربونة وشرب الشاي .. وكانت تلك الزيارة من الزيارات التي بقيت في
ذاكرة العراقيين لطرافتها ..
وفي عام 1938 فاض نهر دجلة وكسرت سدة ناظم باشا وجندت الناس فيما يسمى
بعمل السخرة لدرء الفيضان وتقوية السور.. فقام
معاون شرطة السراي عدنان محيي الدين بجمع كل من وجده في الكلجية من البغايا
وزبائنهن والسماسرة وحشرهم في
سيارات الشرطة وذهب بهم الى محلة الكسرة،
حيث قام الرجال بحفر الارض وملء اكياس
الجنفاص بالتراب ..وقامت النساء بحمل الاكياس على ظهورهن لردم الكسرة وايقاف تدفق
المياه ولقد اسهمن حقا في سد الثغرة وانقاذ العاصمة من الغرق ...وبعد صلاة الفجر
عادت بهم سيارات الشرطة الى الكلجية.. كل الى بيته. وفي اليوم التالي بعث امين
العاصمة رسالة شكر وتقدير لكل البغايا وسماسرتهن
وزبائنهن من الذين ساهموا بالعمل الشعبي ودرء الفيضان عن بغداد
...
استمر المبغى
العام بالعمل لعشرا السنين لغاية صدور قانون منع مزاولة البغاء عام 1953 ايام
وزارة الدكتور محمد فاضل الجمالي حيث تم اغلاق المبغى بصورة رسمية ولكن المنطقة بقيت تستقبل الزبائن حتى نهايات عقد الستينات من
القرن المنصرم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق