السبت، 27 مايو 2017

قصة الشعرات النبوية المباركة في جامع الامام ابي حنيفة

في عام 1894 م أهدى السلطان عبدالحميد الثاني في سنة  قارورة صغيرة تضم عددا من "الشعرات النبوية الشريفة" إلى مرقد الإمام ابي حنيفة النعمان بمدينة الاعظمية ببغداد ، الشعرات كانت  ملفوفة بقطع من الديباج وموضوعة في صندوق صغير من الذهب يحمله جمل  تم تزيينه  بالستائر الخضراء، وقد فرح أهل بغداد لهذا النبأ وقاموا باحتفال رسمي عظيم لاستقبال هذه الشعرات المباركه، حيث تم نشر  صفوف العسكر والتي امتدت من باب المعظم إلى جامع الإمام أبي حنيفة، وجاء والي بغداد ماشيا وبيده زمام البعير يحف به الاعيان وكبار الموظفين، وسار الموكب بالدفوف والاعلام والتكبير والتهليل والصلوات والادعية يصحبه العلماء وخطباء المساجد والائمة والوعاظ وفرقة من الجيش العثماني وجموع غفيرة من الناس يحملون المباخر ويرشون ماء الورد على الجموع، وهم يتدافعون على لثم الصندوق، وكان يوماً لا مثيل له في تاريخ الاعظمية، وكان مع الشعرات النبوية الشريفة، قطعتان من ستارة الكعبة المشرفة، وكان يتم اخراجها للناس في  أيام محددة لتتبرك بها ، وكان والي بغداد الحاج حسن باشا يخرجها بنفسه تبركا بها، ..وقد عينت الحكومة العثمانية موظفاً يتولى اخراج هذه الشعرات النبوية الشريفة في الجمعة الأخيرة من شهررمضان. حيث صدر الفرمان بتعيين السيد عبدالعزيز المتولي العبيدي سنة 1891م وبقي في هذه الوظيفة الشريفة لحين وفاته سنة 1908م، عين بعدها ولده السيد نوري المتولي، ثم ألغي هذا الأمر ولم يصبح هناك موظف خاص بالشعرات النبوية المباركة، حيث عين السيد نوري سادنا للحضرة لحين وفاته سنة1976م، وما زال جامع الإمام أبي حنيفة يحتفظ بهذه الشعرات النبوية الشريفة، ويتولى إخراجها للناس إمام الجامع قرب ضريح الإمام أبي حنيفة في ليلة المولد النبوي الشريف والجمعة الأخيرة من رمضان وليلة القدر، وفي بعض الأحيان بعد صلاة العيد، ويتزاحم الناس على تقبيلها والتبرك بها، كما تعرض للوفود الرسمية من رؤساء ووزراء الدول الإسلامية عند زيارتهم للجامع لمشاهدتها. ويقال ان هناك بعض البيوتات والعوائل تدعي أنها تمتلك شيئاً من شعرات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنها تتوارثه من اجدادها، والله وحده أعلم بصحة ذلك.


هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...