السبت، 27 مايو 2017

ساحة التحرير


  لا اعرف لماذا حملوا هذه الساحة  ونصب الحرية فوق ما تتحمل دونا عن كل ساحات بغداد ..  الساحة الاشهر في بغداد تاريخيا  .. ساحة الخطابة  والاعدامات وتعليق الجثث وارعاب الناس .. ساحة التظاهر والمطالبة بالحقوق  والاصلاح ..ساحة الصلاة الموحدة  والاعتصامات .. ساحة الحق  والباطل
ساحة استغلها الجميع من اجل مصالحهم بعد العبث بمشاعر واحاسيس ومقدرات  البسطاء .. لن اتحدث عن هذه الجزئيات .. ساتحدث عن  ساحة التحريرالتي اعرفها  .. هي  مركز بغداد والرابط الحيوي لاربعة  من اهم شوارعها .. الرشيد والجمهورية والسعدون وابو نواس ..  تبدأ بمواقف باصات مصلحة نقل الركاب والتي تتجه الى ساحة النصر أو ألقصر ألأبيض أو المسبح، في هذه الساحة وفي نهاية الستينات  قامت وزارة الأعلام بأنشاء شاشة عملاقة تقدم  الأخبار اليومية بشكل يماثل الاعلانات الضوئية ..على طريقة السبتايتل الحاليه
تطل على الساحة معالم شهيرة منها محلات جقماقجي لبيع الأسطوانات والكاسيتات الغنائية. وبار ومطعم نواقيس ومجموعة من محلات عديدة للأزياء والأحذية الرجالية ويشغل الطوابق العليا مجموعة من الاطباء الشهيرين لعل ابرزهم المرحوم الدكتور محمد تاج الدين واحد من اشهر اطباء الامراض النفسية في العراق ..وفي الركن المقابل للساحة   والمشرف على شارع الجمهورية انشأت بناية تعود ملكيتها لجمعية الهلال ألأحمر العراقية ضمت محلات أزياء اشهرها معرض شاكر بيبو والذي يطلق العامة اسمه على البناية.. وقد شغلت احدى دوائر العمل والشؤون قسما من البناية في فترة ما ... تقابل هذه البناية  بناية وزارة الاعلام  القديمة..
كان يطل على  ساحة  التحرير تمثال لرئيس الوزراء الاسبق عبد المحسن السعدون والذي نفذه  الفنان الايطالي النحات الإيطالي (بياترو كانويكا) الذي يعد من أبرز الفنانين الايطاليين في عصره وقد نقل التمثال الى ساحة النصرعام 1972  قبل البدء باعمال شق نفق التحرير  والذي اصبح بعد انجازه معلما من معالم بغداد الجميلة ..
تطل  على الساحة  ايضا حديقة الامة والتي كانت تسمى سابقا حديقة الامير  غازي وكانت من اشهر حدائق بغداد وينتصب على احد اطرافها  النصب الاشهر في بغداد .. نصب الحرية للفنان الخالد المرحوم جواد سليم والذي توفي دون أن يرى اكتمال أبداعه الفني .. وأوكل أمر تكملته الى فريق عمل كان على رأسهم الفنان محمد غني حكمت ..  عمارة مرجان من العمارات المهمة التي تطل على الساحة وهي من تصميم المعمار الرائع جعفر علاوي ويشغل واجهتها بناية مكتبة المثنى للكتبي الشهير المرحوم قاسم محمد الرجب .. وهي امتداد للمكتبة التي تحمل نفس الاسم والتي أسسها الرجب في شارع المتنبي  عام 1936..يقابلها من الجهة الاخرى والاقرب الى جسر الملكة عالية والذي يسمى حاليا جسر الجمهورية عمارة فاطمة والتي تشغلها مكتبة التحرير ومكتبة الحضارة العربية ومكتبة الشروق، و كشكا للمطبوعات والصحف والمجلات كانت تديره احدى السيدات  وكان مكانه بجانب مدرسة الراهبات للبنات والتي سميت بعدئذٍ مدرسة العقيدة.وحاليا هي ثانوية كلية بغداد للبنات .. في وسط هذا التجمع الثقافي للكتب وملحقاتها كان يبرز المعرض الرئيس لاشهر حلواني في العراق ..الحاج جواد الشكرجي 
الحديث عن ساحة التحرير  ذو شجون .. ولا بد ان تكون له من بقية اذا ما اعطانا الله عمرا وعافية


هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...