الاثنين، 22 مايو 2017

الربل

الربل واحدة من اهم وسائط النقل في العراق ايام زمان  ..استمر تواجدها تقريبا الى  فترات قريبة .. هي عبارة عن عربة يجرها حصان او اكثر  وتكون اما بمقعد واحد مزدوج وهذه غالبا ماتكون  خاصة للاثرياء  .. او بمقعدين مزدوجين  وهذه في الاعم تكون للنقل العام .. بالاضافة الى استخدامها للنقل فهي كانت الاثيرة لدى الاطفال  ايام الاعياد والمناسبات  وكثيرا ما تجد الاطفال يركضون وراء الربل في محاولة للجلوس على العجلات الخلفية .. وكان هناك مجموعة من الربلات للتنزه  في بارك السعدون  ايام زمان .. انتشرالربل  في بغداد والمحافظات في بداية القرن التاسع عشر  حيث استورد احد التجار مجموعة من الربلات من الهند  وعددها عشرة  وكانت الوجبة الاولى ثم تم استيراد  اعداد كثيرة منها فيما بعد بعد .. وانتشرت بشكل كبير في بغداد  .. وكانت لها خطوط للنقل في داخل بغداد وامتازت بامكانية دخولها للدرابين الضيقة... وتأسست شركات للنقل بين المحافظات واشهرها شركة عرباين عارف اغا .. والتي كانت تنقل المسافرين الى بعقوبة  والى كربلاء  وكان تحجز العربات منذ فترة خاصة ايام الزيارات .. 
استخدم الربل ايضا  هو والعربات المكشوفة لنقل المحاصيل والغلات الزراعية  والاحمال  داخل بغداد .. وقد امر الوالي مدحت باشا في إحدى جولاته بتبليط شارع سوق (البلانجية) القريب من تمثال الرصافي بجلاميد من الصخر تسهيلا لمرور هكذا عربات لذا أطلق عليه (عكد الصخر)..
بعد افتتاح شارع الرشيد اصبح هذا الشارع  مركزا لعمل الربلات واصبح لها خط سير ثابت  من الباب الشرقي إلى الباب المعظم كما  كان يقوم بنقل الناس من جهة الكرخ إلى جهة الرصافة. وكانت  أجرة الراكب (3) فلوس فقط.. 
و كان لا بد من قوانين  تنظم عمله ففي عهد الإحتلال البريطاني  صدر قانون  يعاقب صاحب الربل اذا حمل شخصاً الى جانبه في مقعد القيادة ، اواذا كان يحمل أكثر من أربعة أشخاص ، او اذا  لم يضع فانوساً للإضاءة.. وتم تخصيص  جندي إنكليزي مختص  بتنظيم سير الربلات في شارع الرشيد واسمه (أبوديا)، وكان يلاحق أصحاب الربلات المخالفين ويفرض عليهم الغرامات... وكثيراً ما كان (أبوديا) يكمن لأصحاب الربلات المخالفين خلف أعمدة شارع الرشيد...
وفي سنة 1940 إهتم البغداديون بصناعة الربلات بدلاً من إستيرادها، و ذلك على يد نجارين أكفاء باستخدام  خشب (التوت) ولم تفقد هذه الصناعة ميزتها، رغم التقدم التكنولوجي الذي حصل في مجال صناعة الأخشاب ولم يتغير منها سوى اللون حيث تطلى بالألوان التي يرغب فيها صاحب العربة ويتم  تزيين العربة بالعديد من أشكال السروج والإكسسوارات ، أما الفوانيس التي تنصب الى جانبي مكان الجلوس ، فإنها كانت تصنع في سوق الصفارين وبأشكال ملونة . كان سعر العربة آنذاك لا يتجاوز (40) ديناراً وهي الكلفة من دون الحصان ، أما الحصان فيبلغ سعره بحدود (50) دينارا... تقاد هذه العربات بانواعها من قبل شخص يطلق عليه العربنجي  او   الحوذي   والذي يستخدم القمچي  اي السوط و الرشمه وهي حبال واشرطة  القياده بعد ان يضع (الحنديري ) وهو الغطاء الذي يوضع على عيون الخيل لعدم تاثرها بمناظر جانبيه ..
  انقرضت هذه العربة مؤخرا ما عدا مجموعة تستخدم للاستعراض  والاحتفالات التراثية .. وكان احد هذه الربلات  يأخذ مكانه بزهو في متنزه الزوراء  حيث اصبح اثرا بعد عين... ...


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...