الأربعاء، 24 مايو 2017

من قصص التراث

كان هناك رجل كبير حكيم له ثلاثة أبناء سماهم جميعا (عبدالله) .. توفي هذا الشيخ بعد ان كتب وصية لأبنائه يقول فيها....عبدالله يرث ، عبدالله لا يرث ، عبدالله يرث ..... لم يعرفوا من هو الذي لا يرث منهم...فاتفقوا أن يذهبوا إلى قاضي يعيش في قرية بعيدة عرف عنه الذكاء والحكمة ...، وفي الطريق وجدوا رجلا يبحث عن جمل ضاع منه .. فقال عبدالله الأول : هل هو أعور ؟ فقال الرجل نعم .

فقال عبدالله الثاني : هل هو أقطب الذيل ؟ فقال الرجل نعم .
فقال عبدالله الثالث : هل هو أعرج ؟ فقال الرجل نعم .
فظن الرجل أنهم رأوه.. ففرح وقال : هل رأيتموه ؟ فقالوا : لا .. لم نره !
سأشتكيكم للقاضي ، فذهبوا جميعا للقاضي وشرح كل منهم قضيته ، قال لهم القاضي  : اذهبوا وارتاحوا من السفر الطويل ، وأمر القاضي لهم بالطعام ، وأمر خادما آخر بمراقبتهم أثناء تناول الغداء....
قال عبدالله الأول : إن المرأة التي أعدت الغداء حامل . وقال عبدالله الثاني : إن هذا اللحم الذي نتناوله لحم كلب. وقال عبدالله الثالث : إن القاضي ابن زنا.. .
وفي اليوم الثاني سأل القاضي الخادم عن الذي حدث أثناء مراقبته للعبادلة وصاحب الجمل ،وذهب القاضي الى المرأة التي اعدت الطعام  وسألها ..وبعد إنكار طويل من المرأةاعترفت المرأة أنها حامل ، فتفاجأ القاضي كيف عرفوا أنها حامل ثم ذهب القاضي إلى الرجل الذي كلف بالذبح فقال له : ما الذي ذبحته بالأمس ؟ فقال أنه ذبح ماعزا ،فأصر عليه إلى أن اعترف بأنه ذبح كلبا لأنه لم يجد ما يذبحه من أغنام أو ما شابه . فازداد استغراب القاضي ثم قرر القاضي أن يذهب إلى أمه ليسألها عن والده الحقيقي ... فانكرت وقالت أنت ابني ، وأبوك هو الذي تحمل اسمه الآن .. إلا أن القاضي كان شديد الذكاء فضغط بكل الاساليب حتى خضعت الأم واعترفت أنه ابن رجل آخر كان قد زنا بها ؛ فأصيب القاضي بصدمة ... والصدمة الاكبر  ا عرف العبادلة بذلك؟؟؟ .....
وبعد ذلك جمع القاضي العبادلة الثلاثة وصاحب الجمل .. فسأل القاضي عبدالله الأول : كيف عرفت أن الجمل أعور ؟ فقال عبدالله : استنتجت ذلك لأن الجمل كان  يأكل من جانب العين التي يرى بها ولا يأكل الأكل من الجانب الاخر واجاب  عبدالله الثاني إن من عادة الجمل السليم أن يحرك ذيله يمينا وشمالا أثناء إخراجه لفضلاته لذا يكون البعر مفتتا في الأرض ، إلا أني لم أر ذلك في المكان الذي ضاع فيه الجمل فاستنتجت أن الجمل كان أقطب الذيل.... واجاب عبدالله الأخير أن الجمل كان أعرجا استنادا الى آثار خف الجمل على الأرض....
وبعد أن استمع القاضي للعبادلة صرف صاحب الجمل  وبعد رحيل صاحب الجمل قال القاضي للعبادلة : كيف عرفتم أن المرأة التي أعدت لكم الطعام كانت حاملا ؟ فقال عبدالله الأول : لأن الخبز الذي قدم على الغداء كان سميكا من جانب ورفيعا من الجانب الآخر ، ثم  سأل القاضي عبدالله الثاني قائلا : كيف عرفت أن اللحم الذي أكلتموه كان لحم كلب ؟ فقال عبدالله : إن لحم الغنم والماعز والجمل والبقر جميعها تكون حسب الترتيب التالي (عظم - لحم - شحم) إلا الكلب فيكون حسب الترتيب التالي (عظم- شحم – لحم ) .... ثم جاء دور عبدالله الثالث فقال القاضي : كيف عرفت أني ابن زنا ؟ فقال عبدالله : لأنك أرسلت شخصا يتجسس علينا  و هذه صفات اولاد الزنى .... فقال القاضي .. والله العظيم لا يعرف ابن الزنا إلا ابن الزنا ...  وأنت هو الشخص الذي لا يرث من بين أخوتك لأنك ابن زنا ......


هناك تعليق واحد:

مستشفى ابن البيطار .

  كان تشارلس هاوهي  رئيسا للحكومة الايرلندية   في ثمانينيات القرن الماضي  وتمتع بعلاقة شخصية مع السلطات في بغداد ايام  كان وزيرا للصحة حيث ع...