الخميس، 25 مايو 2017

جبل سنام ..

يقع جبل سنام في منطقة شبه مقفرة على الطرف الغربي لناحية سفوان غرب البصرة واكتسب اسمه بسبب شكله الشبيه بسنام الجمل.. ويبلغ ارتفاعه 152 متراً فوق مستوى سطح البحر، أما طوله فيبلغ 1700 متر، وعرضه 1200 متر، ويضم 64 وادياً صغيراً ناشئا عن تساقط الأمطاريطلق عليها علميا  تسمية الأودية العمياء... المناطق المحيطة بالجبل كلها أراض غنية بالثروة النفطية، وليس بعيداً عن موقع سنام يوجد حقل الرميلة الجنوبي، وهو أحد أضخم الحقول النفطية في العراق، وله امتدادات داخل الأراضي الكويتية....
هناك العديد من الجبال في العالم تحمل نفس الاسم  إذ يوجد جبل سنام آخر في جنوب اليمن كان  يستخدم كسجن قبل الإسلام والجبل الآخر الذي يحمل اسماً مشابهاً للجبل العراقي هو (سنام سان) الذي يقع ضمن مقاطعة كانغوون في كوريا الجنوبية فيما يعد (خاو سنام) ثالث أكبر جبل في تايلند، ويقع ضمن مدينة تامبون..
ووفقا للحديث النبوي الشريف فان أول ما يرده الدجال سنام، جبل مشرف على البصرة ..هو أول ما يرده الدجال في آخر الزمان ..أهل العلم والجغرافيا يقولون أن "ناحية سفوان تقع ضمن نطاق منطقة (هرمز) التي توجد في باطنها كميات هائلة من الأملاح الصلبة الواقعة أسفل طبقة من الصخور، وكلما يزداد سمك طبقة الأملاح تشتد قدرتها على دفع الصخور والصعود باتجاه السطح لذا فان  تكوين الجبل ونشوئه جاء  نتيجة لتحرك طبقات ملحية عند مستوى منطقة هرمز كما ان تحرك الصفيحة العربية شرقاً باتجاه الصفيحة الإيرانية يعد من العوامل التي ساعدت على نشوء الجبل.

الجبل ظاهرة طبيعية غريبة وفريدة من نوعها.فهوالجبل الوحيد في جنوب العراق وهو يرتفع لوحده وسط الأراضي المستوية في ظاهرة طبيعية أثارت وتثير الاساطير والخرافات  واشهرها أن "سنام" وعشيقته "طمية" كانا يقعان ضمن سلسلة جبال الحجاز، ولأنهما انزعجا من الجبال الملاصقة لهما، انقطعا عنها واتجها شرقا، ولما وصلا إلى نجد توقفت (طمية) جنوب منطقة  عقله الصقور وامتنعت عن مواصلة السير لتعبها الشديد، ولم ينفع معها إلحاح عشيقها (سنام) على المضي، فتركها غاضبا وواصل المسير لوحده، وعندما ابتعد عنها كثيراً ندم على فعلته، واشتاق لرؤيتها فالتفت إلى الوراء لعله يراها إلا ان رقبته انكسرت ومكث واقفا لوحده في مكانه الحالي..اما "طمية فقد ظلت تذرف الدموع وتتوسل عودة حبيبها حتى تحولت دموعها الى مجرى مائي يصب عند سفوح جبل سنام"ويشير بعض سكان قضاء الزبير الى بقايا نهر جاف على انه أحد آثار ذلك الحب العظيم هذا المثل الشائع.. ومن هنا جاء المثل «زعلة سنام على طميه» وتقال  للشخص الذي يزعل عليه وهو يود فراقه و كأنه يقول له: روحة بلا رجعة

أقيمت على  جبل سنام مقالع للصخور منذ سنة 1948 وحتى 1963، ثم جعل منه الجيش العراقي وخاصة القوة الجوية منطقة عسكرية ومدرجا للطائرات الحربية منذ بداية السبعينات وحتى سقوط النظام السابق في العام 2003، لتتخذه القوات الأميركية بعدها لحين مغادرتها العراق ...
سكان سفوان في السابق كانت بيوتهم تقع قرب سفوح الجبل بسبب وفرة وعذوبة المياه الجوفية في المنطقة التي يقع فيها كما ان  مزارع الطماطم الموجودة في مناطق قريبة من الجبل  والتي تعتمد على مياه الابار في الري  تنتج انواعا أفضل من باقي المناطق ..واضافة الى انتاج الطماطة واستخراج الحصى فان  استثمار الجبل سياحيا  والعمل على جذب السياح يمكن أن يوفر الكثير من فرص العمل لأهالي الناحية ....
الجبل ما زال مأوى لحيوانات برية تعتبر نادرة محلياً وأعداد كبيرة من أنواع مختلفة من العقارب والأفاعي بما يؤهله أن يكون محمية طبيعية، ولا توجد فيه آثار قديمة ماعدا  فوهة أشبه بفوهة بئر على سفحه الغربي، لا يزيد قطرها عن ثلاثة أرباع المتر"وهذا ما يجعل الحكومة المحلية تخطط لتحويل الجبل الى منطقة سياحية أو محمية طبيعية"، ولكنها مترددة لوجود مؤشرات على تلوثه باليورانيوم رغم ان  ذلك لا يمنع من تحويل الجبل الى محمية طبيعية او موقع سياحي ترفيهي لطالما يمكن معالجة التلوث بطرق علمية حديثة....
منقول من عدة مصادر




هناك تعليق واحد:

الزواج الاسطوري

  كل فترة تخرج علينا وسائل الاعلام  بالحديث  عن "حفل زواج أسطوري" متناسين ان تاريخنا المجيد  يحدثنا عن عدداً من حفلات الزفاف الأسط...