دربونة صغيرة بالقرب من المصرف الاسلامي بمنطقة الميدان ببغداد تؤدي الى مرقد احد ائمة المذاهب الاسلامية ذلك هو الامام احمد بن حنبل (رض) مؤسس المذهب الحنبلي .. صورة لاتليق اطلاقا برمز ديني ، ولا بمكان أثري .. درابين ضيقة غارقة بالمياه الآسنة، وبيوت هجرتها أغلب العوائل وتحولت الى معامل للاثاث والكارتون .. صورة غير لائقه بمعلم من معالم بغداد ولا لأثر ديني وتاريخي يعد من كنوز ونفائس العراق العديدة. المسجد مقفل في الغالب..ولايفتح الا في وقت الصلاة مع حضور غير منتظم .. ولاتوجد اجابة شافية ومقنعة لهذا الاهمال في التعامل مع علم كبير من اعلام المسلمين، والمثير للدهشة والاستغراب ان عدم الاكتراث هذا يمتد لزمن طويل ويؤرخ له منذ ايام الحكم العثماني… مروراباتباع هذا المذهب وبالحكومات المتعاقبة في الدولة العراقية..والمبرر الوحيد ان اتباع هذا المذهب لايؤمنون باعمار الاضرحة والقبور .. وان خير المراقد ما اندرس وانمحى .. وغاب ذكره ..
الامام احمد بن حنبل (رض) هو صاحب المذهب المعروف .. هو ابو عبد الله احمد بن حنبل بن هلال بن اسد بن ادريس الشيباني المروزي البغدادي الحافظ.ورد في تاريخ ابن خلكان (وفيات الاعيان) انه ولد سنة 164 هجرية في شهر ربيع الاول بمرو ، ونشأ وتوفي ببغداد ... كان الامام احمد امام المحدثين ..صنف كتابه "المسند" وجمع فيه من الحديث ما لم يتفق لغيره كان امام المحدثين و من اصحاب الامام الشافعي وخواصه (رض) وظل مرافقا له الى ان ارتحل الشافعي الى مصر ..كان اسمر اللون مديد القامة ..كان كثير الصلاة والعبادة وحج خمس مرات .. سجن وعذب فكان اصبر الناس. كان عالما عارفا تقيا ورعا.. توفي الامام احمد بن حنبل في 18 ربيع الاول سنة241 هجرية وله من العمر سبعا وسبعين عاما . ودفن اول مرة في باب حرب حيث يذكر الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) و ياقوت الحموي وصاحب معجم البلدان وابن الجوزي في المنتظم..انه دفن في موقع الحربية او باب حرب الواقع على نهر دجلة شمال غربي المدينة المدورة غرب الكاظمية ..والمتواتر عن اهل بغداد انه بسبب فيضان نهر دجلة عام 1937 تم نقل رفاته الى مسجد عارف آغا في جامع اللالات الواقع بالقرب من جامع حسن باشا ..في منطقة الحيدر خانه ببغداد وله قبر ظاهر ورخامة قديمة تعلوه مكتوب ما هو صورته: هذا قبر المرحوم المغفور له الدارج الى رحمة الله تعالى الشيخ المجتهد السيد احمد من الاربعة المجتهدين.. تم في عام 2010 اعمار الجامع من قبل ديوان الوقف السني .. ولكنه لم يرتق الى مستوى يليق بأحد أئمة المذاهب الإسلامية ..
نشر في 28/10/2017
ردحذف